نظم حوالى اربعة الاف من الخريجين العاطلين عن العمل في المغرب مظاهرات سلمية الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، في مدينة الدارالبيضاء للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في القطاع العام. وتفرض تلك الاحتجاجات ضغوطا اضافية على الحكومة التي تخشى من عدوى انتفاضات "الربيع العربي". وتحت لافتات تحمل اسم "الجمعية الوطنية لخريجي الجامعات العاطلين عن العمل"، اعتصم المحتجون امام بورصة الدارالبيضاء فيما ظلت قوات الشرطة تراقب الموقف عن كثب. وتعتبر الاحتجاجات تصعيدا من جانب الخريجين العاطلين عن العمل الذين انضموا يوم الاحد الماضي للمرة الاولى الى مظاهرة، نظمتها حركة معارضة استلهمت انتفاضتين اسقطتا زعيمي تونس ومصر، تطالب باصلاحات سياسية عميقة. ونقلت وكالة رويترز عن عبد الله الماجدي رئيس جمعية الخريجين العاطلين قوله: "البورصة هي نادي الاقلية التي جمعت ثروة طائلة من خلال جرائم سياسية واقتصادية زجت بالبلاد في الاوضاع الحالية من معدلات البطالة المرتفعة بين الشبان". وقال مصدر في بورصة الدارالبيضاء ان المحتجين "اعتصموا لمدة ساعتين تقريبا قبل ان ينصرفوا بسلام مشيرا الى عدم وقوع اي حوادث خلال الاحتجاجات". وهون مسؤول حكومي من خطر حدوث تداعيات خطيرة للمظاهرات قائلا ان "من حق العاطلين التظاهر مادامت احتجاجاتهم سلمية". ويعاني المغرب من بطالة لحوالى ثلث عدد الشبان، وارتفاع معدلات الفقر وتردي النظام التعليمي، علاوة على مشاكل المحسوبية والفساد مما يجعل اوضاع البلاد تشبه الظروف التي اشعلت فتيل انتفاضات في دول عربية اخرى. ورد الملك محمد السادس، عاهل المغرب، على "الربيع العربي" باعلانه التخلي عن بعض صلاحياته لمسؤولين منتخبين، لكن لا يزال له القول الفصل في المسائل المتعلقة بالامن والدفاع. وتجرى الانتخابات البرلمانية في المغرب في 25 نوفمبر/تشرين الثاني القادم بعد ان تم تقديم موعدها عشرة اشهر.