من كثرة ترديد كلمة الإصلاح الديني من قبل دعاة الحداثة المزيفيين وكتاباتهم في المجال التداولي الإسلامي سيخيل الى المستمع إليهم أننا نعيش في عهد الكنيسة القرسطوية و نظام صكوك الغفران وأننا نغرق في براثن الطقوسية الارثوذكسية على غرار ما كانت عليه شعوب أوروبا في القرون الوسطى...مع العلم انه لا وجود لشيء اسمه كنيسة في الإسلام ولا وجود لسلطة دينية أو كهنوت في دين الله ولا وجود لمصطلح ظل الله في الأرض أو الناطقين باسم الله و كل الهرطقات اللاهوتية والكهنوتية المسيحية والبطرياركية الدينية التي يحاولون إلصاقها وإسقاطها تعسفا على مشهدنا الديني الإسلامي...لكن هؤلاء الحداثيون وبقايا اليسار يريدون إقناع الجماهير المسلمة بأننا نعيش اليوم في عصر الإقطاع الديني و سلطة الكهنوتية وهذا ما يجعلنا بحاجة ماسة الى التنوير والى المتنورين والى الدخول إلى عصر الأنوار و أن مشكلتنا في العالم الإسلامي تتلخص وتتجلى في الصعود اللافت لتيار إيديولوجي و مجموعة من الأشخاص يطلقون عليه اسم الإسلام السياسي l'islamisme وهذا التيار بالنسبة لهم هو أصل الشرور و الانغلاق والتحجر والمحافظة والتزمت في العالم الإسلامي مع أن الحقيقة القاسية والمرة هو أننا نعيش اليوم بالعالم الإسلامي عصر التفسخ والانحلال و الفساد و الانسلاخ من القيم الدينية و الإنسانية و الاستبلاد المريكانتيلي و الاستحمار الرأسمالي و الاستغباء الإعلامي المعولم بسبب الاستبداد السياسي و العسكري و الإفساد الممنهج للحياة والسلوك و القيم الذي تحميه وتدعمه الأنظمة العلمانية العالمية و القوى الدولية الامبريالية و مؤسساتها المالية التي تنهبنا جهارا نهارا بمباركة الأنظمة التبعية العميلة الحاكمة في بلداننا و التي تعتمد على سياسات التجهيل والتضليل و الإفساد الممنهج لمختلف مناحي الحياة بما فيها ا