جدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بالرشيدية، التأكيد على التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح الشعب المغربي وللقوى الحية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وتثبيت المكاسب الوطنية. وأوضح السيد الكثيري ، خلال مهرجان خطابي بمناسبة تخليد الذكرى ال81 لمعارك جبل بادو، التي جسدت ملحمة بطولية في رقيم الذاكرة الوطنية، أن الشعب المغربي في التحام وثيق مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس "لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة" للمغرب، مبرزا أن المغرب اليوم "بقدر ما هو متمسك بمبادئ الحوار وحسن الجوار فإنه لن يفرط قيد انملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على الاقاليم الجنوبية المسترجعة وسيظل على استعداد للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء هذا النزاع المفتعل". من جهة أخرى، ذكر السيد الكثيري بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تولي عناية خاصة لورش صيانة وتوثيق الذاكرة التاريخية الوطنية ولتحقيق هذه الغاية لم تدخر جهدا في إغناء الساحة الفكرية والثقافية بمجموعة من الإصدارات والمنشورات وإحداث شبكة من الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير بلغ عددها 53 فضاء بالعديد من ولايات وعمالات وأقاليم المملكة، من بينها إقليمالرشيدية الذي يتوفر حاليا على فضاءين مفتوحين بالإضافة الى ثلاثة مشاريع فضاءات بكل من جماعات مولاي علي الشريف وكلميمة واغبالو نكردوس التي سترى النور قريبا. وأضاف المندوب السامي، خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص عامل الإقليم السيد أحمد مرغيش وأعضاء الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة وساكنة الإقليم والسلطات الاقليمية ورؤساء المصالح الخارجية، أن إحداث هذه الفضاءات يروم صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والتأريخ للأطوار الخالدة والملاحم البطولية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية . وبعد أن ذكر بالفصول الوضاءة للمعارك الضارية التي دارت رحاها خلال شهر غشت 1933 دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية وصمود قبائل آيت حديدو وآيت مرغاد وايت عيسى ازم واسيف ملول التي أبلت خلال ملحمة معارك جبل بادو البلاء الحسن ووقفت صامدة بالمرصاد لغطرسة الاستعمار واستكباره، أكد السيد الكثيري المسؤولية الجماعية الملقاة على عاتق المقاومين وأعضاء جيش التحرير وكافة الفاعلين لحفظ وصيانة الذاكرة الوطنية والمحلية وتلقينها للناشئة من أجل تربيتهم على القيم الحقة للوطنية والمواطنة. وقال المندوب السامي، في هذا الإطار، إن الاحتفال بذكرى مرور 81 سنة على معارك جبل بادو تشكل مناسبة "لاستحضار ما تطفح به هذه المحطة المشرقة من تاريخنا التليد من معان سامية وعبر بالغة وما تختزنه من قيم ومثل عليا ما أحوج الأجيال الصاعدة والقادمة إليها لتتزود من ينابيعها وتغترف من مناهلها وتستنير بأقباسها لمواجهة تحديات العصر وكسب رهانات الحاضر والمستقبل"، مشيرا إلى أنه سيتم غدا الثلاثاء تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينة تنغير ، كما سيتم بعد غد الأربعاء بإقليمورزازات إزاحة الستار على اللوحة الرخامية بتسمية الثانوية الاعدادية الشهيد شفيق المدني ، أحد زعماء الحركة الوطنية تفعيلا لاتفاقية الشراكة وبروتوكول الاتفاق المبرمين مع وزارة التربية الوطنية. وقد تميز هذا اللقاء بتكريم ثلة من أبناء الإقليم إضافة إلى تقديم مجموعة من الإعانات المالية لبعض قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي الحقوق. وكان المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، قد قام أمس الأحد بزيارة تفقدية لأوراش بناء الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية بجماعات الريصاني وكلميمة واغبالو نكردوس ، والتي كانت ثمرة شراكة وتعاون وثيق بين كل من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي للرشيدية وبرنامج التنمية المجالية المستدامة لواحات تافيلالت والهيئات المنتخبة.