من المعروف أن طريقة المشي تعكس مزاج الفرد، فالأكتاف المنحنية تبين الحزن الذي ينتاب الإنسان، والسير بمرح وحيوية يترجم حالة السعادة لديه. انطلق باحثون من ال Queen's University من هذه الفرضية، فأرادوا من خلال دراسة لهم نشرت في ال Journal of Behavior Therapy and Experimental Psychiatry في الخامس عشر من تشرين الأوّل من هذا العام، معرفة ما إن كانت طريقة السير بإمكانها أن تؤثر في مزاج الفرد وتحسينه. لاحظ الباحثون أنّ الأفراد الذين من شأنهم أن يسيروا بانحناء بطريقة حزينة دون افتعال أيّ حركة بأيديهم، يعانون من الاكتئاب أكثر من هؤلاء الذين يسيرون بفرح. في هذا الإطار، عمد الباحثون إلى إعطاء المشاركين بالدراسة لائحة من الكلمات الإيجابية والسلبية وطلبوا منهم قراءتها، ثم من بعدها، كان عليهم السير على ال treadmill في الوقت الذي قام فيه الباحثون بتحليل مشية المشاركين ووقفتهم، فأظهرت بالتالي الآلة ما إن كانت المشية دليلاً على الاكتئاب أم على السعادة. وبناء على ذلك، طلب الباحثون من بعض المشاركين تعديل مشيتهم. وأخيراً، كان على المشاركين أن يكتبوا على ورقة ما كانوا يتذكّرونه من كلمات إيجابية وسلبية. وقد تبيّن أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، كانوا يختارون تلقائياً الكلمات السلبية كما كانوا يستذكرون المناسبات الحزينة في حياتهم. فتبيّن أنّ مشية الاكتئاب تجعل المشاركين أكثر اكتئاباً! يصف الباحثون أنفسهم بالحيوانات الاجتماعية التي تنفق وقتاً طويلاً في مراقبة الآخرين، إذ يقع على عاتقهم جمع المعلومات من مختلف المصادر. وتكون هذه المصادر عبارة عن تعابير الوجه، وضعية الجسم وحركته. فإن محاولة فهم الخوارزميات البيولوجية في الدماغ والمحفزات العملية بما في ذلك معلومات عن تحرّكاتنا الخاصة، تساعد الباحثين على تطوير الذكاء الاصطناعي وتنميته في ما يخص الإنسان وسلوكه ونفسيته.