اعتبر إعلاميون أجانب وعرب أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعكس هوية بلد منفتح على العالم، يحرص على تعزيز واجهات التلاقح الثقافي والفني في سياق يطبعه الاضطراب والصدام. وأوضح ممثلو بعض وسائل الاعلام التي تغطي فعاليات الدورة 14 للمهرجان، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مراكش تتيح فرصة الالتئام حول طبق سينمائي غني بفقراته المتميزة وأجوائه الاحتفالية. يذكر أن المهرجان يحظى بتغطية إعلامية واسعة بحوالي 265 صحافيا معتمدا (120 من الصحافة الوطنية و100 من الصحافة الدولية و45 من الصحافة العربية)، يمثلون مختلف أنواع الممارسة الإعلامية. وقال يانيك فيلي، رئيس التحرير المفوض لمجلة "باري ماتش" (على الأنترنيت) إن مهرجان مراكش "انفتاح جميل للعالم العربي على أصوات العالم وثقافاته" وهو الذي يستقطب أفلاما من القارات الخمس. وأوضح فيلي أن التظاهرة التئام حول لحظة عشق للسينما وطقس احتفالي بصناع هذا الفن وموكب حافل بالنجوم. إنه اجتماع في لحظة ساحرة للاحتفاء بالثقافة في وقت مضطرب يعيش على إيقاع الحروب والصدامات الثقافية، ليخلص إلى القول إن مراكش تتصدر أفق الانفتاح على العالم في منطقة عربية تعيش ظرفية صعبة. من جهتها يبدو مهرجان مراكش أمام ماريا شيلني من قناة "إل.سي.إي" الفرنسية موعدا متميزا قبل كل شيء بأجوائه الاستثنائية، بين حضور قوي للنجوم، وإقبال كثيف لعشاق السينما وشغف جمهور مراكش، مشيرة إلى تجربة العروض في ساحة جامع الفنا التي تصنع لحظات حميمية قوية. ولاحظت ماريا شيلني أن هذه التظاهرة السينمائية الكبرى تتيح لها ولزملائها القادمين من الغرب، الخروج من المركزية السينمائية، واللقاء بثقافات مدهشة "وتغيير نظرتنا من وحي اللقاء بأعمال وثقافات مختلفة". هو تعبير عن وجه المغرب كبلد منفتح على أوروبا في ذات الوقت الذي يرتبط بعالمه الطبيعي العربي، على حد قول جميل ظاهر، من قناة "العربية"، الذي يعتبر المغرب مؤهلا ليكون مركزا ثقافيا ومحط اهتمام من قبل جمهور السينما عبر العالم في ظل السمعة الدولية للمهرجان لدى صناع السينما والمهتمين والجمهور على السواء. وأضاف جميل ظاهر أن فرصة مثل مهرجان مراكش تتيح للإعلاميين المساهمة في إنعاش المنتوج السينمائي من خلال المواكبات الإعلامية التي تشجع العودة الى قاعات السينما والترويج للأعمال الجديدة. أما بالنسبة لدافيد فيرهارغ، الصحافي لدى قناة (إل.سي.إي)، فإن ما يثير الاهتمام هو نجاح مهرجان مراكش في "استقبال أعمال من كل القارات لم نعتد مشاهدتها، من العالم العربي، الهند، اليابان ..."، معتبرا أن "هذا التنوع مشهد مدهش ومصدر متعة واغتناء فني وثقافي".