صدر حديثا عن مطبعة النجاح الجديدة كتاب"وراء باب الفناء: الحياة اليومية للنساء الريفيات"، لصاحبته أورسولا كينغسميل هارت زوجة الأنتروبولوجي الأمريكي دافيد مونتغمري هارت وترجمه من اللغة الإسبانية إلى العربية الأستاذ عبد الله الجرموني. الكتاب هو السادس ضمن منشورات "تيفراز ناريف" التي تواصل نشر إصداراتها. جاء الكتاب في طبعته الأولى في 194 صفحة تحمل في طياتها 15 عشر فصلا تحاول من خلالها المؤلفة رصد حياة نساء الريف عبر التعريف ببعض العادات والتقاليد المحلية التي ترافق الاحتفال ببعض المناسبات، وينحصر هذا العمل كما جاء في مقدمة المترجم" على تدوين ملاحظات دقيقة ووصف دقيق كذلك للأشخاص والأشياء معتمدة على الذكريات بحكي غير كرونولوجي، كما نقلت عن النساء نظرتهن للحياة الزوجية ومكانتهن في بيوتهن وأسرهن زيادة على تخوفهن وهمومهن في مجمع رجولي بامتياز". يذكر أن الكتاب كان قد نشر باللغة الإنجليزية بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1994، وصاغته المؤلفة قبل عشرين سنة من تاريخ نشره على حد تعبير منتكومري هارت في تقديمه للترجمة الإسبانية. وأفردت المؤلفة بعض الصفحات لبسط جملة من الصور التي تجسد الشخصيات المتفاعلة في فصول هذا الكتاب الشيق الذي يغري بالقراءة لاكتشاف العوالم السرية للمرأة الريفية في مختلف تجلياتها. عن مطبعة"النجاح الجديدة" صدرت الطبعة الثالثة من كتاب"محمد بن عبد الكريم الخطابي: آراء ومواقف" للأستاذ محمد أمزيان، وهو الكتاب السابع ضمن منشورات"تيفراز ناريف". يتألف الكتاب من 228 صفحة تتضمن 5 فصول، استهلها الكاتب بمقدمة تحاول تلمس بعض محطات الكتاب، والتي تتخذ من حياة عبد الكريم الخطابي بمصر منطلقا أساسيا لمقاربة المواقف التي طبعت سيرة هذا الرجل باعتبارها مرحلة أساسية"لا تقل أهمية عن مرحلة الحرب التحريرية". وقد توسل صاحب الكتاب في فصله الأول بتأصيل كرونولوجي يسلط الضوء على مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب الحديث والمتعلقة بالمناخ السياسي العام الذي كان يسم المغرب غداة نهاية حرب الريف، في غ والتي تمخض عنها نفي محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى جزيرة لاريونيون، والذي سيكون المحور الأساسي الذي تصدى له الفصل الثاني بالبحث والتحليل. وخصص الكاتب الفصل الثالث للحديث عن ملابسات نزول محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد فترة المنفى، محاولا بسط الكثير من الروايات المتصلة بهذا النزول والأصداء التي خلفها نزول عبد الكريم بالقاهرة. وفي الفصل الرابع يواصل محمد أمزيان رحلته التاريخية مع الكريم بالقاهرة ليخصص هذا الفصل لإبراز الإطار العام لتأسيس لجنة تحرير المغرب العربي وكيف أسهم الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في تفعيل مقررات هذه اللجنة والدور الريادي الذي اضطلع به في سبيل تحرير الكثير من الأقطار المستعمرة. ولم يكن الكاتب ليغفل مرحلة جوهرية في هذا التأصيل التاريخي والمرتبط في المقام الأول باالتوتر الذي ساد العلاقة بين محمد بن عبد الكريم الخطابي وبعض الزعماء السياسيين المغاربة، ولن يكون جيش تحرير المغرب العربي الذي ساهم الأمير في تكوينه بمنأى عن النقاشات الرصينة للكاتب خلال هذا الفصل، ذلك الجيش الذي تم"القضاء عليه" ومن ثم الدخول في منعرجات"إيكس ليبان" وتفاعلات هذه المعاهدة في مغرب ما بعد الاستقلال.