المواطن في الناظور لا يدري متى يستطيع أن يحلم بمنتخبين داخل البلدية يعتبرون مسؤولية تسيير الشأن المحلي تكليفا قبل أن تكون مغنما .
هناك أغلبية أشرفت ولا زالت تشرف على تدبير شؤون المدينة بشكل عشوائي ،ولضمان "السكوت "داخل هذه الأغلبية التي أصبحت مع مرور الأيام هشة ، حرص "كبيرهم" أن يثبت أقدام بعض الموظفين الموالين له في سياسته الانتقامية من ساكنة المدينة – التي مرة أخرى أؤكد بأنها تتحمل نصيبا كبيرا من المسؤولية في الوضع الذي أصبحت تعيشه مدينة الناظور –، في مواقع متعددة ضدا على قانون الميثاق الجماعي الذي هو خارطة الطريق نحو تدبير عقلاني وحكامة جيدة ، لدرجة أصبح يصعب معه على المواطن الناظوري التمييز بين أعضاء مكتب المجلس والموظفين وقد أجمع الكل على تحويل المدينة إلى غنيمة لهم فيها الوليمة ولضعفائها الذميمة نتيجة سياسة الاستبداد في التدبير بدل تكريس سلوك أكثر تماسكا بعيدا عن كل رغبة تكتلية.
"الأغلبية" اليوم داخل المجلس البلدي ومعها بعض "الموظفين" المقربين ل"كبيرهم" أصبحوا يعتبرون أنفسهم غزاة وليسوا بناة للمجتمع ،وابتليت بهم هذه المدينة المغلوب على أمرها –لأن ساكنتها أرادت ذلك – وهكذا يصرون على الاستمرار في إعدام الحديقة الأندلسية لتشييد محلات جديدة ،وكأن المدينة تنقصها مثل هذه المحلات أو لم تعد تلبي طلبات الساكنة..
وفي ظل هذه "الأغلبية " التي تتحكم في شؤون المدينة بسياستها العشوائية ،أصبحت مدينة الناظور مغتصبة تنتظر من ينقذها ، فهي تبكي الآن في صمت وتنزف ولا من يوقف نزيفها ...وأصبحت الناظور تزخر بكل ما يمكن أن يسيء إلى أي مدينة ، فالأزبال تستريح في كل مكان وركن وشارع وأصبح منظرها أكثر إثارة يوم خرج المصلون لأداء صلاة العيد وهي تحيط بالسكان والعباد ...
نقول هذا بكثير من الحسرة لأننا نعرف مسبقا الموقف السلبي الغامض التي تتبناه سلطات الوصاية المعنية لعدم أخذها مأخذ الجد لحقيقة كل ما يجري من تجاوزات بالمجلس البلدي ومن إصرار على إعدام الحديقة رغم الاحتجاجات الشعبية ضد ذلك .
"الأغلبية" التي جعلت من بلدية الناظور مصدرا من مصادر الابتكار في مجال الخروقات والاستهزاء بالمواطنين ، ولا مبالغة إذا قلنا بأنها أصبحت تتوفر الآن على ذخيرة من الخروقات في مجالي التسيير والتدبير ، ويبدو أن هذه "الأغلبية" تعاني من تصحر الأفكار ، لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة ضدا على مصالح المواطنين وتصفية الحسابات وتغذية الصراعات وتعميق الهوة بين المؤسسة الجماعية وعموم الساكنة مما خلف الكثير من الالتباسات تهيمن على مصادر صناعة القرار عبر تدخلات أفراد الأغلبية الذين فضائحهم لا تعد ولا تحصى ، أصبحوا بقدرة قادر أصحاب أرصدة بنكية دسمة وعقارات ، وعلى هؤلاء أن يتأكدوا جيدا من أن للمواطن بهذه المدينة ذاكرة تحتفظ بتاريخهم وأوضاعهم الاجتماعية كيف كانت وكيف أصبحت بين عشية وضحاها.
إنه شلل تام في تسيير شؤون السكان نتيجة التسيير العشوائي المطلق لهذه الأغلبية ونتائج كشوفاتها ،في الحركات الاحتجاجية التي اندلعت ألسنتها في كل فج عميق بالمدينة ومنها الأشكال النضالية ل "متطوعون من أجل الناظور "..