باعتزاز وفخر كبيرين يخلد الشعب المغربي اليوم 18 نوفمبر الذكرى التاسعة والخمسون لاستقلال المغرب ، بما تمثله من لحظة تاريخية مشرقة في كفاح الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ، حيث يستحضر المغاربة أينما كانوا ومن خلالها السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي لم يكن تحقيقه أمرا سهلا، بل ملحمة كبرى حافلة بفصول مشرقة وعبر و دروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام ومواقف تاريخية خالدة صنعتها ثورة الملك والشعب التي تفجرت طاقاتها إيمانا والتزاما ووفاء بالعهد وتشبثا بالوطنية الحقة في أسمى وأجل مظاهرها.
والناظور تستحضر كباقي مدن وأقاليم المملكة مثل هذه الذكريات العطرة ، في وقت تواصل فيه بلادنا معركة الجهاد الأكبر تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس ، في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، بما تعنيه من تعبئة شاملة لكل مكونات المجتمع ، على طريق التنمية الشاملة واستكمال البناء الديمقراطي والمؤسساتي لبناء الدولة المغربية الحديثة على أسس ديمقراطية وتشاركية وتنموية ، وذلك بخطى ثابتة تؤكد مسيرة البناء الشامل ، التي نهجها جلالة المغفور له محمد الخامس ومن بعده الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله روحه ، والتي أخذت أبعادا كبرى واستراتيجية على يد جلالة الملك محمد السادس من خلال العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات ، والتي تعززت بالإصلاح الدستوري ، الذي شكل ثورة ديمقراطية و تشاركية ،ومنعطفا جديدا لاستكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة .
وبهذه المناسبة السعيدة ، ترأس عامل إقليمالناظور السيد الحاج مصطفى العطار صبيحة يوم الذكرى حفل مراسيم تحية العلم بساحة حمان الفطواكي مرفوقا بالسيدين رئيسي المجلسين العلمي والإقليمي والهيئتين القضائية والعسكرية والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية و بحضور ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والفعاليات الجمعوية وعدد من المواطنين.
وستبقى ذكرى عيد الاستقلال المجيدة نبراسا لكل المغاربة ، لاستلهام ما تنطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة ، وربط الماضي التليد بالحاضر المتطلع إلى آفاق أرحب ومستقبل أرغد، وخدمة لقضايا الوطن ، وإعلاء صروحه ،وصيانة وحدته ، والحفاظ على هويته ومقوماته ، والدفاع عن مقدساته ، وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تحت قيادة جلالة الملك الحكيمة الذي يسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة وتحصين المكاسب الديمقراطية ، مواصلا مسيرة الجهاد الأكبر ، وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب ، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى.