.كوم: الطيب البويفروري / التصوير ل : الجيلالي الخالدي
التعبئة الجماعية والإعداد الجيد لعملية إجراء الإحصاء العام للسكان والسكنى المرتقب ببلادنا خلال هذه السنة ، كان محور لقاء تحسيسي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة الناظور صبيحة يومه الخميس 3 أبريل وترأسه عامل الإقليم السيد مصطفى العطار مرفوقا بالسيد الكاتب العام للعمالة والمدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط وبحضور السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمصالح الخارجية والفعاليات الجمعوية ووسائل الإعلام.
وفي كلمة له بالمناسبة ، أكد السيد عامل الإقليم بأن اللقاء التحسيسي الذي نحن بصدده ، يشكل فرصة مهمة لإطلاع مختلف المتدخلين والأطراف المعنية وتحسيسهم من أجل الإنخراط بشكل ناجع في الجهود الرامية إلى ضمان نجاح كبير لهذه العملية الكبرى التي تأتي هذه السنة وفق منهجية جديدة .
السيد مصطفى العطار استحضر فقرات من الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة السيد عبد الإلاه بنكيران بخصوص الإحصاء العام السادس للسكان والسكنى المقرر إجراؤه في شهر شتنبر 2014 ومنها "لقد حرصنا، منذ اعتلينا عرش أسلافنا المنعمين، وفي إطار الاستراتيجية الإحصائية، على أن يتم إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى للمملكة في نفس الشهر على رأس كل عشر سنوات، اعتبارا لما توفره مثل هذه العملية الوطنية الكبرى دوريا من قاعدة معطيات أساسية ومحينة، حول مختلف مستويات التراب الوطني، تتيح التقييم الموضوعي لأداء سياساتنا العمومية في مجال التنمية، ولما حققته بلادنا من تقدم اقتصادي واجتماعي. كما تشكل أداة ضرورية لإعداد مخططات جديدة، تكون في مستوى طموحات شعبنا العزيز لتحقيق المزيد من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية، وفي مجال التنمية البشرية، من أجل ضمان العيش الكريم لكل المواطنين، ومواكبة ما يعرفه العالم من تطور متسارع في ميادين الاقتصاد والمعرفة والتكنولوجية والقيم المجتمعية."انتهى كلام جلالة الملك.
وأبرز السيد العامل من جهة أخرى لدى تدخله بهذه المناسبة دور الإحصاء، خاصة في تحديد الخاصيات والمميزات الديموغرافية للسكان، مشيرا إلى أن هذه العملية تشكل مرجعية للبحث العلمي القطاعي.
ودعا العطار مختلف الأطراف المعنية إلى اتخاذ، منذ الآن، الإجراءات الملائمة وتعبئة السبل الضرورية لإنجاح هذا الموعد الهام بما تميز به الجميع ودائما من روح وطنية عالية.
المدير الجهوي للتخطيط وبعد أن أوضح هدف اللقاء التحسيسي ألقى مداخلة ، استعرض خلالها مضمون الإحصاء والأهداف والإطار التشريعي والتاريخي لهذه العملية بالمغرب. وقدم للحضور أهم المراحل التي مر بها الإعداد لعملية الإحصاء من 2012 إلى متم 2013 ثم أكد أنه الآن نحن بصدد إعداد الجانب اللوجستيكي والموارد البشرية للقيام بعملية الإحصاء في أحسن الظروف.
وتطرق المدير الجهوي للتخطيط بعد ذلك لعملية الترشيح المفتوحة في وجه الراغبين في المشاركة في عملية الإحصاء ونوع الفآت المعنية كرجال التعليم والموظفين وحاملي الشهادات على أن يكون السن ما فوق العشرين سنة وأن انتهاء مدة قبول ملفات الترشيح هو 30 أبريل الحالي.
رئيس مصلحة الإحصاء بدوره ذكر بأهمية ما ورد من توجيهات في الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك لرئيس الحكومة ، مشيرا إلى أن الإحصاء العام للسكان والسكنى المقبل يرتقب إنجازه خلال شتنبر 2014، تنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة، وانسجاما مع المعايير التي أقرتها الأممالمتحدة بشأن إجراء الإحصاء العام للسكان والسكنى مرة كل 5 سنوات، أو على الأقل مرة كل عشر سنوات. وأوضح أن الإحصاء العام يمكن من تحيين المعطيات حول السكان القانونيين على صعيد كافة الوحدات الترابية، ومعرفة خصائصهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وكذا ظروف سكن الأسر مع تحديد العوامل التي تتحكم في النمو الديمغرافي ومعرفة البنيات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية ودراسة الوفيات لمختلف الأعمار.
وأشار رئيس مصلحة الإحصاء إلى أن إقليمالناظور في حاجة إلى 1400 عنصر بشري للقيام بعملية الإحصاء من باحثين ومراقبين إاحصائيين و22 مشرفا جماعيا و134 سيارة .
وفي ختام هذا اللقاء التحسيسي الموسع ، عاد السيد عامل الإقليم ليذكر الحضور بضرورة انخراط الجميع بدون استثناء لإنجاح هذه المحطة ،أما في ما يتعلق باستغلال المعطيات التي سيجري تجميعها، فقد أوضح السيد مصطفى العطار أنها تشكل المرحلة الأخيرة في مسلسل إنجاز الإحصاء، حيث سيكون الاعتماد على القراءة الآلية للوثائق. ومكنت هذه التكنولوجيا، التي تعتمد على رقمنة الاستمارات وعلى التعرف الآلي على الحروف، والتي استعملت لأول مرة بالمغرب خلال إحصاء 2004، من الاستغلال الشامل لاستمارات هذا الإحصاء في أقل من سنة، مقابل استغلال عينة تتكون من 25 في المائة فقط من الأسر وخلال فترة دامت سنتين بالنسبة لاحصاء 1994.