على غرار باقي أقاليم ومدن المملكة ، خلدت الناظور يوم الثلاثاء 30 يوليوز الذكرى الرابعة عشرة لإعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الغر الميامين واستهلت بمراسيم تحية العلم التي أقيمت بساحة حمان الفطواكي تحت الرئاسة الفعلية لعامل الإقليم السيد مصطفى العطار رفقة الهيئتين القضائية والعسكرية ورئيس المجلس العلمي ورئيس المجلس الإقليمي ونواب الإقليم في الغرفتين والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية وحشد من المواطنين من ضمنههم أفراد من جاليتنا المقيمة بالمهجر والتي بدأت تتقاطر على أرض الوطن لقضاء عطلتها الصيفية . بعد ذلك توجه الوفد الرسمي والمدعوين إلى مقر محكمة الإستئناف بالناظور حيث أقيم حفل على شرف الحضور كما جرت العادة عليه دائما وتغتنمها أسرة القضاء مناسبة للتعبير عن فرحتها بتخليد هذه الذكرى الوطنية الغالية ، السيد العامل والوفد المرافق له وجد في استقباله هناك كلا من السادة الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف والوكيل العام بها ورئيس المحكمة الإبتدائية ووكيل الملك بها وعدد من الاساتذة المستشارين ونواب السيد الوكيل العام وقضاة بالمحكمة الابتداية بالناظور. وبقاعة الاجتماعات بعمالة الناظور أشرف السيد العامل وبحضور نواب الهيئتين القضائية والعسكرية ورئيس المجلس العلمي ورئيس المجلس الإقليمي وممثلي الإقليم بالغرفتين ورؤساء المصالح الخارجية وممثليى الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وفعاليات المجتمع المدني وأعيان المدينة ورجال الأعمال وأفراد من جاليتنا المقيمة بالخارج ، على حفل توشيح صدور عدد من المنعم عليهم بأوسمة ملكية كريمة بمناسبة حلول الذكرى الرابعة عشرة لجلوس جلالة الملك على كرسي العرش والأمر يتعلق بالسادة : عبد السلام أزيرار مدير مدرسة مولاي محمد بازغنغان – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – محمد اعزيزين مدير مجموعة مدارس الزهرة اعزانا – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى لحسن الطلحاوي ملحق الاقتصاد والإدارة وموظف بنيابة التعليم بالناظور – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – محمد ياسين مدير مدارس أبي فراس الحمداني – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – محمد أمزيان العوفي أستاذ التعليم الإبتدائي – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – عبد القادر دحو كاتب موظف بنيابة التعليم بالناظور – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الثانية – علي أمنول تقني بمندوبية الفلاحة بالناظور – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – عبد الرحمن بنحدو متصرف بمديرية الضرائب بالناظور – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى ميمون خير متصرف بمديرية الضرائب بالناظور – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة اللأولى- عبد القادر أسباع فلاح من مربي الأبقار بجماعة بوعرك – وسام الإستحقاق الوطني من الدرجة الأولى – وقد انصبت عليه عدسات الزملاء المصورين لكونه يشكل الحدث ويأتي قبل الاستماع للخطاب الملكي السامي بالمناسبة والذي أشارت فقرة مهمة منه للفلاحين الصغار. وتابع الحضور نص الخطاب الملكي السامي الذي دعا فيه جلالة الملك الحكومة إلى المضي قدما، بنفس الإرادة والحزم من أجل تحقيق المزيد من التقدم، وفق المسار القويم، الذي يسهر عليه جلالته، وإلى إعطاء الأسبقية لكل ما يحفز على النمو وتوفير فرص الشغل. وذكر جلالة الملك بأن جلالته عمل منذ اعتلائه العرش، على إطلاق العديد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، في موازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، في تجاوب مع تطلعات الشعب المغربي، مؤكدا جلالته في هذا السياق أن كرامة المواطن المغربي وازدهاره، كانت في صلب اهتمامه . وأشار جلالته إلى أن هذا العمل كان " مسيرة متواصلة، قوامها مبادرات جريئة، وأعمال حازمة، ومقاربات تشاركية، مع الاستغلال الأنجع لكل الإمكانات المتاحة "، مؤكدا أن كل الحكومات السابقة عملت طوال هذه المسيرة ، وبتوجيهات من جلالته، على تكريس جهودها لبلورة رؤية جلالته التنموية والإصلاحية. وقال جلالة الملك إن الحكومة الحالية "وجدت ، بين يديها، في المجال الاقتصادي والاجتماعي، إرثا سليما وإيجابيا ، من العمل البناء، والمنجزات الملموسة. ومن ثم لا يسعنا إلا أن نشجعها على المضي قدما، بنفس الإرادة والعزم، لتحقيق المزيد من التقدم، وفق المسار القويم، الذي نسهر عليه". وذكر جلالته بالتقدم الكبير الذي حققه المغرب على مستوى البنيات الأساسية، من حيث تزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء، والتطور الملموس الذي تحقق على مستوى التجهيزات الكبرى، كالموانئ والمطارات، وتعزيز الشبكة الطرقية، والتدبير الأمثل للموارد المائية، وإطلاق مشاريع تطوير النقل السككي، والنقل الحضري، الأمر الذي غير من ملامح مختلف الأقاليم، وأعطى المغرب وجها جديدا، ووفر الظروف الملائمة لتطوير الاستراتيجيات المعتمدة في شتى القطاعات. كما أن التنفيذ التدريجي للاستراتيجيات القطاعية - يضيف جلالة الملك - قد مكن المغرب من إحراز تقدم ملموس، وزاد من جلب الاستثمار الأجنبي، على الرغم من وضعية اقتصادية ومالية عالمية صعبة. وأكد جلالة الملك، في هذا السياق، التزامه بتشجيع الاستثمار، وجدد الدعوة للحكومة، لإعطاء الأسبقية لكل ما يõحفز على النمو وتوفير فرص الشغل، في تكامل بين متطلبات الاستهلاك المحلي، وبين قابلية الإنتاج للتصدير، بما يعنيه ذلك من انعكاسات إيجابية على ميزان الأداءات. وذكر جلالة الملك كذلك بانكباب المغرب منذ سنوات، على تنمية مهن صناعية عالمية، في إطار مخطط "إقلاع" الذي أعطى نتائج تشجع على الاستمرار في نفس النهج، داعيا الحكومة إلى توفير الظروف الملائمة لتنويع وتوسيع النسيج الصناعي المغربي وفق سياسة إرادوية تقوي الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأضاف جلالته أن تمكين المغرب من إنتاج الطاقات المتجددة يندرج في نفس التوجه، حيث جاء، من هذا المنطلق، تنفيذ برنامج الطاقة الشمسية، المتمثل في انطلاق أوراش بناء "مجمع النور بورزازات"، بموازاة الاستحقاقات المسجلة، في إطار الطاقة الريحية، مؤكدا جلالته أن هذه الأوراش، علاوة على أهميتها البيئية، ستجعل المغرب أقل تبعية للطاقات المستوردة، مما يتطلب سياسة تكوين ناجعة، وتطوير الكفاءات الوطنية ومما سيساعد على تفعيل الميثاق الوطني للبيئة. ومن جهة أخرى، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن القطاع السياحي المغربي استطاع برغم الأزمة المالية العالمية أن يحمي نفسه من تداعياتها السلبية، بفضل الجهود والمبادرات التي سهر جلالته على تفعيلها خلال السنوات الأخيرة ، مؤكدا أن من شأن ذلك أن يحفز جميع الشركاء والفاعلين في هذا القطاع من أجل تحقيق رؤية 2020. وعلى صعيد آخر أكد جلالة الملك أنه يتعين اعتبار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورشا متطورا باستمرار، لكونه خارطة طريق لرؤية تنموية شاملة ومقدامة، لا تقتصر فقط على الفئات الفقيرة والأسر المعوزة، وإنما تنفتح على كل الأوراش التنموية الهادفة إلى تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، مؤكدا جلالته ضرورة تقوية وتوسيع البرامج الحالية لهذه المبادرة، بآليات أخرى، تعطي الأولوية للمشاريع المدرة للدخل. ونوه جلالته بهذه المناسبة، بالنتائج غير المسبوقة للبرامج الوطنية المؤطرة في مجال مكافحة الأمية، ولا سيما التي أطلقها جلالته بالمساجد منذ سنة 2004، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين هذه السنة سيبلغ نحو مليون ونصف، وهو ما يعني تمكينهم من الانخراط في التنمية الشاملة لبلادهم. ومن جهة أخرى، عبر جلالة الملك عن اعتزاز المغرب بما يتحلى به أفراد الجالية المغربية بالخارج من روح المواطنة والتعلق الدائم بوطنهم الأم ، إذ بالرغم من تأثير الأزمة المالية العالمية هذه السنة على أوضاعهم المالية فإنهم يتحملون مشاق الأسفار وقطع المسافات الطويلة من أجل زيارة بلدهم وصلة الرحم مع ذويهم.