بقلم : عبد المنعم شوقي انتظرت كما انتظر العديد من المواطنين والمتتبعين رد فعل إيجابي وموضوعي إزاء الحملة المسمومة التي قادتها أوساط استعمارية ضد مؤسسة تعليمية وطنية رائدة داخل المدينةالمحتلة مليلية "مقر الطلبة المغاربة "، لكن لا أحد من المسؤولين حركه وازع المصلحة العليا لبلدنا ، واستفاق ضميره لينطق بكلمة حق ويواجه المؤامرة الاستعمارية . مر رجل بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه فسأل أحد الضاربين "ما حال هذا الرجل ؟فقال ، والله ما أدري حاله وجدتهم يضربونه فضربته معهم طلبا للأجر والتواب". ما أشبه هذه القصة بما حدث مؤخرا حول قضية ما سمي "بتعنيف أستاذ لتلميذه بمقر الطلبة المغاربة بمليلية السليبة..أكثر من عقود من الزمن والأوساط الاستعمارية الاسبانية تسعى جاهدة للتخلص والتكالب على هذه المؤسسة المغربية المتواجدة داخل المدينةالمحتلة يرفرف فوقها العلم الوطني خفاقا في السماء ،وتردد حناجر التلاميذ داخلها وبصوت مسموع إلى خارج أسوار المؤسسة "منبت الأحرار" مرتين في اليوم ،بغية خدمة أجندات استعمارية بخيسة بدعم من وسائل إعلامية استعمارية جاهزة أقلامها وأصواتها المبحوحة لخلط طبخات بالسم للإساءة بأي شكل من الأشكال إلى المؤسسة التعليمية الوطنية ..وأتأسف غاية الأسف لمن يتحمس لبعض ما يرد في الجرائد الاستعمارية من أخبار بوجه مغلف بغير الحقيقة ، وبالتالي ينساقون معها دون وعي منهم إنهم إنما يقدمون هدية مسمومة ضد وحدتهم الترابية ومؤسساتهم التاريخية . ما وقع في أحد أقسام مقر الطلبة المغاربة بمليلية المحتلة يراد منه دس السم في العسل ،وحشر الإعلام الإسباني أنفه في الشأن الداخلي للمؤسسة خدمة لأجندة سدنة الاستعمار المحتل للمدينة السليبة مليلية. ورق مقوى ليس بمسطرة ولا خشب ولا آلة حديدية ،توجه به الأستاذ نحو تلميذه ولا يمكن لهذا الورق المقوى أن يلحق أي ضرر لأي كان ولو ظل الأستاذ يوجهه إلى التلميذ مائة ألف سنة، وتولت السيدة "بيهي زكية" إخراج سيناريو لما حدث عن طريق تكليف مسبق لإبنها التلميذ بنفس المؤسسة والقسم لالتقاط صور لما سيسمى فيما بعد إعتداء وعنفا في حق تلميذ قاصر ..ولهذه السيدة حكايتها مع هذه المؤسسة والتي وصلت إلى القضاء في مواجهة مدير المؤسسة التعليمية"مقر الطلبة المغاربة بمليلية المحتلة "وخسرت معركتها الأولى لخلق الفتنة والبلبلة داخل المقر وهي زوجة عنصر أمني كان يشتغل بالشرطة الوطنية الإسبانية قبل اعتقاله بتهمة تهجير فتيات مغربيات ومعاقبته بخمس سنوات سجنا قضى منها لحد الساعة ثلاث سنوات ولا حاجة لنضيف معلومات أخرى تخص هذه السيدة التي تعاملت مع إعلام استعماري من أجل تسويق "الصور والفيديو " الذي أنجزه ابنها وهذا أمر تلقفه الصحفيين الاستعماريين بالمدينةالمحتلة بحفاوة كبيرة ، وأفردوا له حيزا مهما ..الإعلام الإسباني العنصري الذي أصبح مختصا في إهانة المغاربة يوما بعد يوم ويقدمهم كمجرمين ولصوص هو نفسه الذي سكت قبل أيام عن فضيحة "لانزروتي"والشريط المروع الذي تقشعر له الأبدان ويبدو فيه الحرس المدني الإسباني وهم يصطدمون عن سبق إصرار بقارب صغير وعلى متنه أزيد من عشرين مغربيا ليرمي بهم غرقا في مياه البحر ، هذه هي الجريمة الوحشية التي كنا ننتظر من الإعلاميين "المليليين " الاستعماريين التطرق لها وليس لورق مقوى استعمله أستاذ مع تلميذه مثلما استعمل وبحدة أكبر من طرف من درسنا على أيديهم سواء في الكتاب القرآني أو في المؤسسات التعليمية وبفضل ذلك كنا نجتهد ونواظب ..كنا ننتظر من هؤلاء الإعلاميين الاستعماريين ومن يقف وراءهم من الجهات المعادية لوحدتنا الترابية أن يتحدثوا عن المهاجر المغربي عبد الله العسلي البالغ من العمر 33 سنة والمنحدر من مدينة اليوسفية والذي أصيب بشلل تام داخل مخفر الشرطة الإسبانية وهو الشاب الذي أوقف أمام ملعب كرة القدم من طرف عناصر أمنية اسبانية وبعد ساعتين من إيقافه نقل إلى المستشفى في حالة شلل تام وحينما سأل عنه رفاقه في المخفر نفسه بعد يومين من إيقافه ،أكد لهم رجال الأمن أنه تم ترحيله إلى المغرب ، في حين أنه تم نقله إلى المستشفى في حالة صحية خطيرة..كنا ننتظر من الإعلاميين الاستعماريين بالمدينةالمحتلة أن يتحدثوا عن تداعيات الحرب الكيماوية التي استعملتها اسبانيا ضد الريف ولا زال ضحاياها يتساقطون واحدا تلو الآخر بمرض السرطان التي تجمع العديد من الدراسات والأبحاث على أنه منتشر بسب الغازات السامة التي استعملتها اسبانيا مما يشكل جريمة دولية وانتهاك صريح للمواثيق الدولية... غيرة الجهات الاستعمارية بمليلية وعلى رأسها كبير أعداء وحدتنا الترابية "خوان خوسي امبروضا" ومعه الإعلام المسخر والهيآت السياسية والنقابية الاستعمارية ، لماذا لم تحرك ساكنا حينما أقدمت السلطات الأمنية الاسبانية بباب مليلية على منع السماح لمدير مقر الطلبة المغاربة بمليلية السليبة الأستاذ عبد القادر طلحة الذي أغتنم هذه المناسبة لأحييه على مواقفه الوطنية الصادقة وما قدمه من جليل الأعمال لفائدة هذه المؤسسة المغربية الوحيدة داخل الثغر المحتل ومعه رجال التعليم العاملين داخلها والطاقم الإداري النشيط وتأهيل تلامذتها لاحتلال الرتبة الثانية في نتائج امتحانات الباكالوريا على صعيد الجهة الشرقية ،منعه من إدخال حوالي عشرين محفظة تضم دفترا أبيضا ومقلمة بداخلها قلم ومنجرة كمساعدة للتلاميذ المعوزين وأصرت على حرمان تلاميذ مقر الطلبة المغاربة من هذه المساعدة الرمزية وهي اليوم تتباكى على ما تعرض له تلميذ على يد مربيه وبورق مقوى ليس إلا ،وتحركت يومئذ فعاليات من المجتمع المدني بعد الموقف الجبان للنائب الإقليمي لوزارة التعليم سابقا الذي فضل إغلاق هاتفه النقال حتى لايحرجه مدير مقر الطلبة بهذا التصرف العدواني للسلطات الاسبانية ،وفرضت على هذه الأخيرة السماح لمدير المؤسسة بالدخول مصطحبا معه تلك المحافظ والأقلام اثر احتجاج شعبي رائع نظمته في النقطة الحدودية في الوقت الذي تمرر فيه صناديق مغلقة من الكتب صوب المعهد الاسباني "لوبي دي فيكا" بالناظور عن طرق النقطة الحدودية بباب مليلية ولا من يقول لحامليها أي شيء..كنا ننتظر من الإعلاميين الاستعماريين بالمدينةالمحتلة والجهات المحرضة لهم أن يتحدثوا عن عمليتين جراحيتين مشبوهتين أقيمتا لطفلين قاصرين مغربيين داخل مستشفى مليلية قبل ترحيلهم صوب باب مليلية ويجهل الطفلين أسباب ودواعي العمليتين الجراحيتين ووالد أحدهما أعرفه جيدا وهو موظف بإحدى الإدارات بمدينة الناظور..الغيرة على تلامذة مقر الطلبة المغاربة بمليلية السليبة كان يفرض على هذه الجهات الاستعمارية من "امبروضا" إلى آخر سياسي ونقابي وإعلامي استعماري بالمدينة إدانة عملية اقتطاع مساحة مهمة من مقر الطلبة المغاربة وإضافته لمشروع السوق المغطى المشيد لصيقا بهذا المقر وفوتت هذه المساحة إبان عهد المدير السابق السي البالي الذي رضت عليه السلطات الاستعمارية وتمكن مؤخرا من الحصول على الجنسية الاسبانية وتفويت مسكن وظيفي داخل المؤسسة لأحد بناته..أين هذه الجهات الاستعمارية وإعلامها الارتزاقي من الضرب المبرح الذي تعرض له مهاجر مغربي متقاعد داخل مقر القنصلية الإسبانية بالناظور على أيدي عناصر أمنية إسبانية تعمل بها وعاينت الشرطة المغربية آثار هذا الضرب والإعتداء الوحشي ، فهل صدر حكم أو قرار يمنع هؤلاء الأمنيين الأسبان العاملين داخل القنصلية من ولوج هذه الأخيرة مثلما تعامل القضاء الاسباني مع نازلة مقر الطلبة المغاربة بمليلية حينما أصدر مؤخرا وفي سايقة خطيرة حكما يمنع الأستاذ المعني بالورق المقوى من دخول المؤسسة التعليمية المغربية بالمدينة السليبة ..وقبل هذا قام القنصل الاسباني "خورخي كابيثاس " شخصيا بمطاردة مصور مغربي بشارع الحسن الثاني بالناظور وسبب في فوضى عارمة وعرقلة للسير ، فهل صدر حكم أو قرار يقضي بمنع هذا المسؤول الإسباني من ولوج مقر عمله ؟لا يخفى على أحد أن الحكومة المحلية بمليلية المحتلة سعت دائما جاهدة إلى محاولة تركيع وترويض والتحكم في مؤسسة مقر الطلبة المغاربة لفائدة أجندة معروفة ، مثلما تفعل حاليا مع المساجد لمنع الأئمة والفقهاء والوعاظ المرتبطين بوطنهم الأم المغرب من إلقاء دروسهم وخطبهم داخل مساجد مليلية ،وما يستشف من ما قيل حول مقر الطلبة المغاربة بمليلية السليبة هو أننا أمام لعبة ومؤامرة خطيرة وأكثر بكثير عن مجرد تعنيف أستاذ لتلميذ ،لتوظيف قضايا لأهداف سياسية ويراد منها خدمة أغراض لا تمت إلى مكافحة العنف داخل مؤسسة تعليمية ولا يمكن للمواطن المغربي الصادق الأمين والوطني الحر الأصيل أن يتجاهل خطورة هذه المؤامرات الاستعمارية التي تحاك ضد مغربية مليلية ، اللهم إذا أراد أن ينظر بعينين مغمضتين أو أن يسمع وأصابعه في أذنيه. أليس ما نقله الإعلام الاستعماري من تضخيم للأمور هو مؤامرة مفضوحة لفرملة أنشطة المؤسسة التعليمية الوطنية التي أصبحت تسير بأقصى سرعة لتسجيل المزيد من الضربات في مرمى السلطات الاستعمارية؟ إن تخصيص البوق الاستعماري "مليلية هوي " لصفحة كاملة للطعن في مصداقية مقر الطلبة المغاربة بمليلية المحتلة واستجماع آراء ومواقف عدد من الهيآت السياسية والنقابية الاستعمارية ،يؤكد أن العملية غير بريئة بكل المقاييس وأن الجهة التي لها مصلحة في هذا "السبق الصحفي " لتشويه مؤسسة تعليمية مغربية ، غير معنية بأي التزام بالأخلاقيات بقدر ما هي معنية بالتوظيف المشبوه لورقة سياسية عن طريق تسخير إعلام مأجور قبل على نفسه الدخول في هذه اللعبة القذرة ، خدمة لأهداف لا تمت إلى الرغبة في تنوير الرأي العام،إعلام يعبث بالعقول الدنيا ، ويضحك على الذقون.أقول ل "خوسي امبروضا " من موقعي كمتتبع لما يجري ،ولكل الأحزاب السياسية الاستعمارية ولبيادقهم من الإعلاميين الاستعماريين ، أن مقر الطلبة المغاربة بمليلية هو رقم صعب ،وأن كل التخريجات التي خرجت بها هذه الجهات والمفتقدة لكل مصداقية لن تؤثر في معنويات وتماسك أبناء المغرب من تلامذة وأساتذة وإداريين داخل مقر الطلبة التي ستبقى بحول الله وقوته تلك المؤسسة المتينة التي لها مكانة خاصة في قلوب المغاربة أجمعين، وقد حز في نفوس الأوساط الاستعمارية بالمدينةالمحتلة أن يخلد تلامذة المقر قبل أشهر وبكل فخر واعتزاز ذكرى المسيرة الخضراء ، تلك الذكرى التي استحضر فيها فلذات أكبادنا هناك ، الملحمة التي سجلها المغرب تحت قيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني من أجل تحرير الساقية والوادي ..استحضر تلامذة مقر الطلبة بمليلية الإرادة القوية للمغاربة لاسترجاع حقهم المسلوب ، وعزمهم الثابت على إنهاء مرحلة الاحتلال الإسباني لصحرائنا الحبيبة فكان أن حطم 350 ألف متطوع مغربي ، في التحام أسطوري وعزيمة منقطعة النظير ، الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد ،سلاحهم الإيمان القوي والعلم الوطني والقرآن الكريم. وستظل المسيرة الخضراء معلمة تاريخية ووطنية تضيء الطريق أمام الشعب المغربي ليواصل نضاله وكفاحه المشروع لاسترجاع سبتة ومليلية الأسيرتين والجزر التابعة لهما. على أي ، السيدة "بيهي زكية " قامت بالدور المنوط بها، وكلفت ابنها التلميذ للقيام بالمهمة المعروفة وتمكنت في بحر هذا الأسبوع من نقل تلميذها إلى مؤسسة اسبانية يصعب الإلتحاق بها في وسط الموسم الدراسي ، لكن وقوف الجهات المعادية لكل ما هو مغربي وفرت لها كل الشروط الضرورية لعملية الانتقال ،وهي من تم توجيهها من طرف مؤسسة قضائية إلى قناة إذاعية محسوبة على الحزب الشعبي الحاكم لتحكي أشياء عن مقر الطلبة المغاربة بمليلية السليبة رغم أنها ليست هي المعنية بالتلميذ الذي وقع له ما وقع مع أستاذه، بالعكس والدة التلميذ هذا حضرت إلى المؤسسة ولم تبد أي احتجاج يذكر ضد الأستاذ المربي ،وما أتأسف له غاية الأسف هو الصمت المطبق لوزارة التربية الوطنية وموقفها السلبي دون مراعاة قيمة هذه المؤسسة التاريخية ومن راكم فيها العمل من أجل زرع الوطنية وتكوين الأجيال من أبنائنا المغاربة الذين يرزحون تحت نير الاستعمار ، رجال آمنوا بأهمية ودور هذه المؤسسة التعليمية الوحيدة بالمدينة الأسيرة وفتحوا أوراشا في عقول الأجيال التي تعاقبت على المؤسسة التي حافظنا عليها باعتبارها مرآة لهويتنا عليها خط أحمر لكل من يريد أن يدمرها بمؤامرات وتكالبات ملغومة . من المؤسف جدا ،أن نرى ونشاهد وزارة التربية الوطنية وغيرها من الجهات المسؤولة ببلادنا لا تقوم بأدوار وردود أفعال تليق بمسؤولياتها التاريخية ،ولا تبادر إلى اتخاذ مواقف صارمة تواجه بحزم مثل هذه المؤامرات، ويبقى صمت المسؤولين يعطي انطباعا سيئا ، وغير مسموح بأي وجه كان أن تبقى الوزارة الوصية على قطاع التعليم ببلادنا في الخلف وتلتزم الصمت حيال كل ما تتعرض له هذه المؤسسة التعليمية من دسائس ومؤامرات تأتي من سلطة إحتلالية لا شرعية وبمباركة من إعلام استعماري لا يرجى منه أي خير وجد في إلصاق التهم المجانية بكل ما هو مغربي سلاحا يلعب به ، لكنه سلاح ذو حدين. أخيرا أتساءل ،من يحاسب من ؟ومن يجرؤ على وقف هذا العبث وهذا الاستهتار بكرامة وشرف وسمعة المغرب ؟من ينوب عن المجتمع المغربي الذي تمس كرامته وتستفز مشاعره الوطنية كل يوم من طرف حفنة من الاستعماريين الجاثمين فوق أراضي مغربية وتهز نفسيته بعدم الاستقرار؟ الذي ينبغي أن نلتفت إليه بإمعان ويحركنا شعور الغيرة هو التصدي الجماعي لأعداء وحدتنا الترابية والدفاع عن تاريخنا وشخصيتنا وهويتنا الوطنية،وليتحمل كل واحد منا مسؤوليته فيما يجري وتحية صمود لتلامذتي الأعزاء في مقر الطلبة بمليلية القلعة النضالية بامتياز ولرجال التعليم الذين يشتغلون داخلها بنكران للذات وبوطنية عالية ولكل الإداريين الصامدين وعلى صبرهم ومعاناتهم اليومية أثناء عملية الدخول إلى ومن مليلية وعلى رأس الجميع مدير المؤسسة الأستاذ عبد القادر طلحة الذي أهنئه من الأعماق على فوز مقر الطلبة المغاربة بمليلية بكأس دوري المسيرة الخضراء الذي احتضنه ملعب المركب الرياضي بحي المطار بمدينة الناظور وعادوا به إلى المدينة المغتصبة التي ستبقى في وجداننا مليلية العزيزة.