أجلت الدورة العادية لمجلس مدينة طنجة التي كان من المقرر عقدها الجمعة الماضي بمقر الجماعة الحضرية وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس الذي يضم 85 مستشارا إذ لم يحضر منهم سوى 27 مستشارا. عمدة المدينة سمير عبد المولى كان أول الغائبين عن الدورة حيث أوكل لنائبه الأول محمد أقبيب مهمة افتتاح الدورة، هذا فيما تضاربت الأنباء عن سبب عدم حضور العمدة خصوصا وأنها أول دورة في عهد العمدة الجديد حيث كان من المفروض عليه، حسب بعض المتتبعين، أن يحضر و يترأس الجلسة شخصيا رغم علمه أن النصاب لن يكتمل بسبب غياب أكثر من ثلثي المستشارين. هذا وقال أحد المستشارين ل "أخبار اليوم" "إن غياب العمدة عن افتتاح دورة أكتوبر إضافة إلى تعليقه عدد من الصفقات وغيابه المستمر عن المجلس مؤشر على أن السنوات المقبلة ستشهد أسوأ تجربة في تسيير بمدينة طنجة". وأضاف المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تسيير مدينة طنجة، التي تعج بالمشاكل ، "يحتاج إلى رئيس متفرغ يمنح للمدينة كل أوقاته بدل صرفها في مشاريعه الشخصية". من جهة أخرى فإن تحالف المعارضة المشكل من العدالة والتنمية والأحرار والاتحاد الدستوري كان أبرز الغائبين وحسب بعض المصادر فإن عدم حضور المعارضة هو احتجاجا على تهميشهم من طرف العمدة من خلال تنصيب بعض المستشارين التابعين له في لجان المجلس وهو ما أثار استياء بعض الأطراف في المعارضة. من جانب آخر يتساءل عدد من المهتمين بالشأن المحلي بالمدينة عن عدم إقدام العمدة الجديد حتى الآن من حل المشاكل العالقة ابتداء من التفويضات التي أحدث شرخا وخلافا واسعين بين العمدة ونوابه، وانتهاء بعدم توقيع شيكات موظفي الجماعة الحضرية الذين مازالوا ينتظرون رواتبهم الشهرية. وتتحدث بعض الأوساط في مدينة طنجة على أن العمدة مازال يبحث عن مخرج لوحدته بعدما فقد أغلبيته من جهة وسيطرة المعارضة على لجان المجلس من جهة أخرى، ليجد نفسه وحيدا بدون قوة حقيقية داخل المجلس من شأنها أن تدافع عن برامجه وخططه ومشاريعه الإصلاحية التي سيطرحها داخل المجلس. وضعية التأزم الحالية التي يعيشها العمدة الجديد دفعت به حسب ما أكدته بعض المصادر ل "أخبار اليوم" إلى مد جسور التواصل مع الإسلاميين والاقتراب منهم كان آخرها حضوره مؤخرا في حفل زفاف أحد أبناء أوفقير النائب الأول لرئيس مقاطعة طنجة المدينة الذي ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، هذا الاقتراب فسره كثيرون بأن العمدة يبحث عن صيغة من أجل التوافق على برنامج عمل مشترك بينه وبين المعارضة تنهي حالة الشرود التي يشهدها مجلس مدينة طنجة منذ انتخاب سمير عبد المولى رئيسا جديدا له. يذكر أن هذه الدورة كان من المقرر أن تناقش مجموعة من الملفات المهمة وعلى رأسها وضعية الصحية بالمدينة خصوصا بعد انتشار الهلع والخوف في صفوف الساكنة بسبب انتشار وباء "انفلوانزا الخنازير" بعدما أصبح يجتاح المدارس العمومية، وأيضا كان مقررا مناقشة ملف الإنارة العمومية وبرنامج لحماية المدينة من الفيضانات هذا إلى جانب دراسة مشروعة ميزانية السنة المالية 2010 .