انتقدت منظمة 'هيومان رايتس ووتش' اقتحام رجال الأمن صحيفة مغربية نشرت رسما اعتُبر مسيئا لأحد أفراد العائلة الملكية. وندد اريك غولدستين عضو المنظمة الامريكية خلال تقديم تقرير للمنظمة عن الحريات الحقوقية بالمغرب مساء الاربعاء، باقتحام رجال الامن المغاربة مقر صحيفة 'أخبار اليوم' واغلاقه ومنع الصحيفة من الصدور. وقال ان القضاء هو المخول له ذلك، وهو ما يثبت ان هناك فرقا بين القوانين الجاري بها العمل وبين الواقع. ومن المقرر ان يمثل توفيق بوعشرين مدير يومية 'اخبار اليوم' ومعه خالد كدار رسام الكاريكاتير امام المحكمة يوم الاثنين القادم بعد توجيه النيابة العامة لهما الاساءة للعلم الوطني والمشاركة بالاساءة على خلفية رسم نشرته اليومية بمناسبة زفاف الامير مولاي اسماعيل ابن عم الملك محمد السادس. جاء ذلك عقب الندوة الصحافية التي نظمتها هذه المنظمة الحقوقية في المغرب لتقديم تقرير أصدرته اليوم الأربعاء الماضي يدعو المغرب إلى وقف ما اسمته "المناورات البيروقراطية المتفشية"، والتي قالت إنها تقوّض حرية تكوين الجمعيات بما في ذلك الامتناع عن تسجيل المنظمات المدنية في انتهاك للقوانين المغربية. وانتقدت المنظمة الأسس الواسعة التي يمنحها القانون للسلطات لمعارضة تكوين جمعية جديدة أو السعي للحصول على حل واحدة موجودة من خلال المحاكم، وقالت إن هذا القانون "ينص على أنه لا يجوز تكوين الجمعيات التي تتبنى أهدافا أو غايات تعتبر متنافية مع الأخلاق الحميدة،أو تمس بالإسلام أو النظام الملكي، أو بوحدة التراب الوطني للبلاد، أو تدعو إلى كافة أشكال التمييز". واضافت أن هذه القيود "تتجاوز بكثير الحدود التي تسمح بها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في ما يتعلق بحرية تكوين الجمعيات وحرية التعبير، وتوفر للسلطات أساساً في القانون المحلي لحل المنظمات التي لا تروق لها أجندتها السياسية". وطالبت المنظمة في تقريرها الحكومة المغربية "الطلب من المسؤولين المحليين الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون المغربي المتعلق بتسجيل الجمعيات وإخضاع المسؤولين للمساءلة إذا لم يفعلوا، ومراجعة قانون تأسيس الجمعيات لتضييق المعايير التي بها يمكن أن تكون جمعية محظورة، لأن الصيغة التي تسمح للمسؤولين برفض المجموعات التي تمس بالإسلام، أو بالنظام الملكي، أو بوحدة التراب الوطني للمغرب، أو تدعو للتمييز، فضفاضة للغاية، وتدعو إلى القمع بدوافع سياسية