شهد المهرجان الوطني للفيلم، الذي عقد مؤخرا في طنجة، نقاشا مستفيضا حول أزمة السيناريو في السينما المغربية، حيث إن أغلب التدخلات أكدت أن معضلة السيناريو تشكل أحد المشاكل الكبرى التي يعاني منها الفيلم الوطني، وهو الأمر الذي أكده المخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوي، والذي أضاف أن المشاكل المرتبطة بالسيناريو هي التي دفعته إلى الاستعانة بالعديد من أصدقائه المخرجين لتكملة كتابته، كما أن غياب كتاب سيناريو محترفين هو السبب الأساسي الذي يدفع المخرجين إلى القيام بهذه الخطوة والإقدام على خوض مغامرة كتابة السيناريو. وبطبيعة الحال، فإن غياب وضوح الصورة هو الذي يتسبب في وقوع العديد من المشاكل، حيث إن كتاب السيناريو يوجهون باستمرار اتهامات إلى المخرجين بدعوى أنهم يستولون على حقوقهم ويبخسون العمل الذي يقومون به. ومن أجل تجاوز كل هذه المشاكل، دعا بعض كتاب السيناريو المغاربة إلى تأسيس نقابة خاصة بهم، الهدف الأساسي منها هو الدفاع عن حقوقهم. وتصف الجمعية الوضعية الحالية لكتاب السيناريو في المغرب بأنها "غير واضحة المعالم، وليست هناك ضمانات قانونية ومهنية تنظم عملهم، كما أن تعامل مخرجي الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية معهم تعامل اعتباطي وتحكمه العلاقات الشخصية، وهو ما يفسر تهميش أغلب كتاب السيناريو، وحتى الالتفاف على نصوصهم من قبل بعض المخرجين تحت مسميات مختلفة، وصلت بعض حالاتها إلى المحاكم المغربية في شكل نزاع بين بعض المخرجين وكتاب السيناريو الذين يعتبرون الحلقة الضعيفة في كل عمل فني، باستثناء بعض الأسماء القليلة المعروفة في المغرب". لهذه الاعتبارات، يجري الإعداد لتأسيس النقابة المغربية لكتاب السيناريو، وفي هذا السياق فقد تم تأسيس مكتب مؤقت للقيام بالإجراءات الإدارية والقانونية لإعداد قانون أساسي يحدد الإطار المنظم للنقابة، بما فيها الهياكل التنظيمية لها. وقد تم تأسيس هذا المكتب من طرف: إدريس الروخ (مخرج وممثل) وكيبني بوركابي (سيناريست) ويوسف كرمي (سيناريست) وهشام الجباري (مخرج وكاتب سيناريو) ولطيفة نمير (موظفة بالمركز السينمائي المغربي) وعمر الفاتحي (محامي وكاتب صحفي) وفاطمة يهدي (أستاذة ومذيعة بالإذاعة الوطنية المغربية).