بقلم: إ. الوافي سؤال حير جميع الفاعلين الجمعويين والهيئات المدنية القاطنة يحي أزرو التابع إداريا لبلدية أيت ملول. حي "المدرست" المشهور بحي "الشيشان"، وهو لقب له دلالته الخاصة التي تستدعي واقعا كارثيا بإحدى مناطق التوتر العالمية، كان بالأمس القريب حيا يزار من طرف البادي والعادي لتواجد قبر ولي صالح بأرضه اسمه "سيدي الغازي" من أجل التبرك والاستشفاء والتوسل لقضاء حوائج الدنيا، لكنه صار اليوم مرتعا خصبا و"سوقا تجارية ممتازة" لشباب المنطقة والمناطق المجاورة للحصول على أصناف متنوعة من المخدرات والخمور (الماحيا – الشيري- القنب الهندي – المعجون – النفحة...). ولم تأت شهرة هذا الحي بتجارة المخدرات صدفة، وإنما لعدة عوامل يمكن إرجاعها إلى وقوعه في الطرف الشرقي البعيد من أيت ملول، إلى درجة أن العديد من سكان وسط البلدية يجهلون وجوده، وكذلك يؤثر عدم فعالية فرع الأمن الوطني بالمنطقة في تدهورها الأمني. وبسبب الموقع الاستراتيجي للحي المنفتح على واد سوس شمالا وغابة أدمين جنوبا، توفر مجال يستغله المروجون للفرار والاختباء كلما أحسوا بناقوس "السطفيت" النادر. ويضاف إلى ذلك عدم توفر الحي على الإنارة العمومية والخوف من التعرض للأذى عند التبليغ. وفي هذه الأجواء، لم يعد مروجو المخدرات يحرصون على السرية، ومنهم من يتاجر بها علانية بأسايس قرب السويقة وبدوار عدي لانتشار زبائنهم بها، وفي فصل الربيع تصادف مدمنين جالسين بمقاهيها ليلا ونهارا أو تحت شجر الأركان يتلذذون بتدخين المخدرات وشرب الخمر وشم "السيلسيون" والعيش في أحلام اليقظة. وفي نظر سكان الحي، فإن هذه الظاهرة أدت إلى نشوء ثقافة جديدة وسط شباب الحي الفتي، هي ثقافة "التبواق"، مما يؤدي بهم إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة وارتفاع نسبة الشباب غير المؤهل للعمل، وانتشار أمراض سرطانية خطيرة، أو الفوز بحياة بموت فيها الإنسان مائة مرة. إن الحل القريب، حسب تصريحات بعض سكان الحي الذين فضلوا إخفاء هويتهم، هو فتح فرع للأمن الوطني بالمنطقة، وأما الحل البعيد فيكمن في التسريع من وتيرة التجهيز والإنارة وتوفير بنيات للتنشيط الثقافي والفني لشباب الحي، كما أن الحي يعرف نسيجا جمعويا كبيرا (حوالي 30 جمعية نشيطة) يمكن لها الإسهام بتنظيم ندوات ولقاءات للتوعية وسط الشباب. لطالما عاش حي أزرو صعوبات واجهها الرأي العام بشجاعة كمشروع التبليط وقنوات الصرف الصحي، فهل نتوقع قريبا أن يتحول هذا المشكل إلى نقش من الماضي أم أن قدر سكان الحي هو العيش في ظلال الخوف والتبواق؟