عرفت جل مناطق المغرب في الأونة الأخيرة تساقطات مطرية مهمة ،وبقدر ما أسعدت البعض أفسدت على آخرين الفرحة بل طيرت النوم من عيونهم ،وهكذا تضررت مناطق مختلفة من وطننا الحبيب ، ولعل أكثر المناطق تضررا كانت مناطق اولاد داحو وتامري وايموزار وأيت بها وماسة ،وفي برنامج الوجه الآخر الذي تبثه القناة الثانية ليلة الخميس تم تخصيص حلقة مهمة لرصد ما خلفته التساقطات الأخيرة من خسائر بلغت مقتل أزيد من سبعة أشخاص ونفوق الآلاف من رؤوس الماشية غرقا ،ولعل ما أثار انتباه المشاهد هو توقف طاقم البرنامج بمدينة أيت ملول لرصد حالة بعض الأسر التي تضررت من جراء انهيار مساكنها القديمة بحي القصبة ،لكن المثير هو تعنت المسؤولين بالمدينة في وجه معدي البرنامح الذين وجدوا ظالتهم في طمس الحقيقة التي من حقهم الحصول عليها ارضاء لضميرهم المهني ،وأصبحوا ينتقلون بعدسة الكاميرا بين المسؤولين الذين يرمون بالمسؤولية التي تحملوها وأدوا القسم على تنفيذها مكتفين بطلب الإذن بالتصوير في يوم يعرفون أنه يوم عيد وأن من سيمنح الإذن هو نفسه الذي طلبه،والمثير للجدل أن لاأحد من ممثلي البلدية سواء كانوا أغلبية أو معارضة لم يحضر حلقة التصوير كأن ما يحدث لا يخص المدينة الهادئة التي تنام في حضن جدتها ،والمثير للشفقة أن أحد المسؤولين بالعمالة نفى نفيا قاطعا علمه بأن ضحايا البيوت المتهدمة بحي القصبة ينامون في العراء وأكد لمعد البرنامج أن الوضع عادي والكل تحت السيطرة وأن الأهالي ينعمون بدفئ وحرارة أحضان المسؤولين ليخرج معدوا البرنامج بخلاصة " براءة مما تقولون وتزعمون ". بقلم : سعيد مكراز