على امتداد يومين متتاليين، كانت ساحة المسيرة ببلدية تمنار إقليمالصويرة، على موعد مع الدورة الرابعة لمهرجان تمنار، الذي تشرف على تنظيمه جمعية تابونزيكت بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و بتعاون مع فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة. و تميزت نسخة هذه السنة بتكريم أبرز أعمدة الفن الأمازيغي و ابن منطقة حاحا الفنان و الشاعر الرايس “محند أجوجكل”، الذي عبر عن اعتزازه بهذا التكريم، سيما أن مهرجان تمنار أصبح له موقع بارز و أساسي ضمن خريطة المهرجانات الوطنية التي تعنى بالنهوض بالفن و الثقافة الأمازيغية، حيث تم إعادة الإعتبار خلال دوراته السابقة للفن الأمازيغي الكلاسيكي المحلي، باستضافة عدد من المجموعات الغنائية الكلاسيكية. الدورة هاته، عرفت تنظيم سهرتين عموميتين شارك فيهما كل من: مجموعة إمنارن تبونزيكت، مجموعة عمر بوفوس، فرقة كناوة، عواد حاحا، و الرايس صالح الباشا، إضافة إلى مشاركة مجموعة من الفكاهيين منهم: الفكاهي أكزوم، محمد أيت حساين، و الفكاهية زويا فضلا عن فقرات بهلوانية، و تتميز البرمجة الفنية لهذه النسخة بعودة الرايس محند أجوجكل الذي غاب عن الساحة الفنية لمدة من الزمن لمعانقة جمهوره عن طريق إحياءه للسهرة الفنية الختامية. نسخة هذه السنة تميزت بالحضور البارز للمرأة الحاحية، عبر تنظيم ندوة علمية حول: “دورالمرأة الحاحية في التنمية المحلية و الشعر الأمازيغي”، عرفت مشاركة مكثفة للفاعلات الجمعويات المشتغلة على صعيد دائرة تمنار، و كذا لعدد من الشعراء و الفنانون الأمازيغ فضلا عن فعاليات المجتمع المدني، و خلصت مجموعة من المداخلات إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمرأة الحاحية بصفة خاصة، عن طريق إشراكها في مختلف البرامج ك: التعليم عن طريق تأسيس نوادي نسوية دورها تثقيف المرأة، التكوين المهني: عن طريق تنظيم دورات تكوينية في الحرف ك: الخياطة، الطرز، الطبخ…، المجال السياسي: عن طريق إعطاءها الفلسفة للمشاركة في تسيير الشأن المحلي. و سيرا على عادة جمعية تابونزيكت في إطار الإهتمام بالطفل و تثقيف الأجيال الصاعدة، تم تنظيم طيلة أيام المهرجان ورشات تربوية و تعليمية في مجال قراءة و كتابة اللغة الأمازيغية بحروف تيفيناغ بتأطير من أساتذة اللغة الأمازيغية، كما تم تنظيم مسابقة محلية للكتابة بحروف تيفيناغ بمشاركة عدد من تلاميذ المدارس الإبتدائية بدائرة تمنار، الذين أبانوا عن كفاءاتهم و مستوى تعليمي متفوق، و قد توج الفائزون بجوائز قيمة لتشجيعهم في مسارهم الدراسي. و في تصريح لمدير المهرجان الأستاذ “مبارك إدفلان”، أكد أن تنظيم مهرجان تمنار جاء بناء عن قناعتنا الراسخة و المتمثلة في تنشيط تمنار فنيا، ثقافيا و اجتماعيا و كذا اقتصاديا، و لكن المستغرب له أن القائمين على الشأن المحلي ببلدية تمنار رفضوا رفضا باتا دعم هذه المبادرة منذ انطلاقها إلى اليوم، و رغم كل هذا فنحن نكتسب تجربة و خبرة كل سنة تمكننا من التقدم أكثر و من مراكمة كفاءة مهنية عالية. و كما لاحظتم فإننا استطعنا أن نعطي للمهرجان طابعا مميزا به من خلال شعار هذه السنة: “ثقافة الحوار دعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة”. المكلف بالإعلام و التواصل