أسدل الستار على فعاليات النسخة الثالثة من " منتدى التكوين والتنمية " الذي نظمه المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات بأكادير، تحت شعار ”دعم قدرات الشباب رافعة أساسية للتنمية المحلية“ بشراكة مع الجماعة الحضرية، و المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، وذلك مابين 28 و31 مارس 2012، بكل من فضاءات المركب الثقافي محمد جمال الدرة، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، و معهد الصحافة. فبعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورتين الأولى والثانية من منتدى التكوين والتنمية فضلا عن مختلف الورشات التكوينية المنظمة بالمؤسسات العمومية والخصوصية، تأتي هذه المبادرة كصيرورة لأنشطة المنتدى، وتماشيا مع تطلعات شباب الألفية الثالثة، وانسجاما مع الأهداف العامة التي تبناها المنتدى المغربي منذ تأسيسه في 30 ماي 2009، كما أنها تجعل من التكوين البناء، والتواصل الأفقي، وإستراتيجية القرب ركائز أساسية لإنجاحها. وتستهدف هذه التظاهرة تكوين فئة الشباب والطلبة و أطر الجمعيات والمهتمين بحقل الثقافة، و التنمية الذاتية والبشرية و الاجتماعية في مختلف الميادين. كما أنها فضاء للتواصل وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف المتدخلين. فقد شهد اليوم الأول فعاليات افتتاح الورشات التكوينية بالمركب الثقافي محمد جمال الدرة، حيث تنوع المستفيدون بين أساتذة وفاعلين جمعويون، وصحفيين ومذيعين، وطلبة الإجازة المهنية في التحرير الصحفي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، كلهم كانوا على موعد مع الأستاذ مولاي محمد اسماعيلي رئيس مركز النجاح للتنمية بمراكش، ومدير جريدة مغرب الغد الورقية والالكترونية، وأستاذ بمعهد الصحافة بمراكش، والذي أشرف على تنشيط يوم تكويني في الصحافة الالكترونية معرفا بها وبنشأتها، وتطورها، وأنواعها، وخصائصها وسماتها. كما تطرق إلى سلبياتها، واقتصادياتها فضلا عن محور خاص بالخبر الالكتروني: تعريفه، وتحريره، وإعداده، وكيفية إنشاء موقع إلكتروني. واحتفالا باليوم العالمي للمسرح وبدعم من المديرية الجهوية لوزارة للثقافة بأكادير افتتحت أمسيات منتدى التكوين والتنمية بعرض لمسرحية ”أيام التبوردة“ لمحترف بصمات الفن، وهي من تأليف وإخراج الفنان المسرحي ابراهيم رويبعة، حيث استقبلت قاعة العروض للمركب ما يزيد عن 400 متفرج. وفي اليوم الثاني تواصلت أشغال الورشات التكوينية مع مجموعة من الشباب وطلبة الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير حيث استطاع الصحفي والمنشط الإذاعي المتألق براديو بلوس "الحسن بوفران" أن يفكَ مجدداً شفرة الكتابة بحروف "تيفيناغ" التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد. كما تناولت الورشة موضوع رسم الحرف وتقنياته، وأساليب الكتابة، والقراءة، وأوجه التشابه والاختلاف بينه وبين اللغات الأخرى. وتناول المنشط أيضا البناء وقواعد اللغة قبل أن ينتقل إلى ورشة تطبيقية للكتابة بحرف تيفناغ. وتميزت أشغال هذا اليوم بافتتاح معرض الثقافة الأمازيغية في الإبداعات الفنية، والطوابع البريدية المغربية بتنسيق مع طلبة ماستر تراث وتنمية، وجمعية هواة الطوابع البريدية لأكاديروالجنوب، كما شارك في المعرض كل من السادة محمد البيضاء والحسن لهم، إضافة إلى أعمال فنية متميزة للفنان المبدع محمد السراجي. افتتح المعرض بكلمة ترحيبية لرئيس المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارت، والمدير العام لمنتدى التكوين والتنمية السيد إبراهيم الرامي عرف من خلالها بالمنتدى ومختلف أنشطته ومجالات عمله كما شكر كل من تكلف عناء السفر لحضور هذا اللقاء الثقافي الكبير. وبعده تعاقب على الكلمة كل من السيد عبد الله أبدرار ممثلا للمديرية الجهوية لوزارة للثقافة، والسيد سعيد الكاهية عن طلبة ماستر تراث وتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، و الذين شاركوا بمجموعة من القطع، والأدوات، والملابس القديمة الأمازيغية... كما تناول الكلمة السيد أمحمد كنبارك أمين مال جمعية هواة الطوابع البريدية لأكاديروالجنوب، والتي ساهمت بلوحات تضم أزيد من 125 طابعا بريديا يتناول لقطات من التراث الأمازيغي المغربي. وموازاة مع المعرض نظم حفل لتوقيع مجموعة من الإصدارات الفكرية الشبابية منها كتاب ” يوميات سندباد الصحراء “ للكاتب عبد العزيز الراشدي، وديوان ” النواس “ للأستاذ الكاتب محمد كروم والذي يضم مجموعة من القصائد الشعرية باللغتين الفرنسية والعربية لتلاميذ الثانوية التأهيلية ابن سليمان الروداني بتارودانت، وكذلك الديوان الشعري الأمازيغي ”إريفي نيرفان“ للشاعر المتألق الحسين الإدريسي. وبعد حفل التوقيع نظم حفل شاي على شرف الحاضرين. أما اليوم الثالث فعاد تنشيط فترته الصباحية إلى إحدى رموز العمل الجمعوي في الميدان الحقوقي، وقطب من أقطاب الحركة النسائية بالمغرب، شاركت في عدة لقاءات ومؤتمرات نسائية محليا، ووطنيا، ودوليا السيدة زهيرة بوشايت، رئيسة جمعية تافوكت سوس لتنمية المرأة ومنسقة برامج Global Rights بأكادير، من خلال ورشة نسائية محضة تناولت موضوع "التربية على الحقوق الإنسانية للنساء بالمغرب"، واتخذت الورشة شكلا تربويا له أهداف اجتماعية وسياسية تسعى إلى التشجيع على التغيير وتحويل المجتمع بمنح المشاركات معارف ملموسة لتطوير قدرات النساء الفردية والجماعية، وتأهيلهن للمطالبة بحقوقهن والدفاع عنها، وتقوية سيطرتهن وتحكمهن في حياتهن وفي القرارات التي تعنيهن وبالتالي التأثير على محيطهن. أما الفترة مابعد الزوال فقد كان محترف أصدقاء الخشبة على موعد مع ثلة من الشباب في الورشة المسرحية "لننسى الأرق". حيث حاول المخرج المسرحي هشام دبالي التعريف بحقيقة الأرق، وتطوره، وطرق معالجته. ومن خلال تمارين مختلفة استطاعت المجموعة التعرف على طرق أخرى للتخلص من الأرق باعتباره من الأعراض النفسية التي يعاني منها المواطنون بكثرة، وفي كثير من الأحيان ترتكب أخطاء في التعامل معه، مما يزيد الأمر تعقيدا ويزيد من معاناة المصاب به. بحضور أزيد من 400 متفرج من عشاق الشاشة الكبرى نشط السيد عبد الهادي أزغيغ، الكاتب العام للمنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات، المدير الفني لمنتدى التكوين والتنمية، نشط أمسية سينمائية رفيعة المستوى باعتبارها تجربة جمعوية متميزة على الصعيد الجهوي. حيث عملت اللجنة التنظيمية على عرض مجموعة من الأشرطة الفنية الشبابية يعود إخراجها لشباب مدينة الانبعاث أكادير. حيث تم عرض أشرطة قصيرة وهي ”الشاي“ و”اليزابيط“ للمخرج جواد بوذهبين، والشريط ”المفتاح“ للمخرج عزيز المالع، والشريط ”الرؤوس المحترقة“ للمخرج و هشام قايدي، الذي فاز بالجائزة الأولى بمهرجان سينما الناشئة بطنجة سنة 2010 وهو مسؤول التوثيق بالمنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات. كما تم عرض شريط ”Saturation“ لمخرجه موعاد الأدوزي، والشريط ”أداد“ لمخرجه عبد السلام المنني. كما كان للجمهور موعد مع مشاركة للمسرحي هشام دبالي في كليب ”الحلم“ والذي أنجز مع أطفال مركز حماية الفتاة بأكادير، وكليب ”كنرجاك“ للفنان والشاب المتألق هشام العابد. وللإشارة فجميع المشاركين في هذه الأمسية من الفعاليات الجمعوية والمواهب الشبابية بمدينة أكادير منهم خريجون من معاهد سينمائية وطنية ودولية. فيما تستعد قاعة العروض للمركب الثقافي محمد جمال الدرة لاحتضان الحفل الختامي التحقت مجموعة من الطلبة والفاعلين الجمعويين والمهتمين بكلية الآداب العلوم الإنسانية حيث نظمت بفضاء الثقافة ورشتين، الأولى في التواصل الجمعوي عهد تأطيرها إلى الدكتور عبد الرحمن أمسيدر، أستاذ اللغة الفرنسية والتواصل، ومدير وحدة الماستر في التواصل المقاولاتي، ومدير وحدة الدكتوراه لغات وتواصل. تناولت الورشة كيفية تكلم نفس الخطاب داخل المؤسسة الجمعوية، وأهمية وضع استراتيجية تواصلية داخل الجمعية، كما تناول المنشط عناصر المخطط التواصلي وكيفية بناء تواصل سليم يعزز روح الانتماء. ولم يدخر المستفيدون جهدا في طرح مشاكل جمعياتهم ولم يبخلوا بأسئلتهم. أما الورشة الثانية فقد تناولت موضوع التسويق الشبكي. عاد تأطيرها إلى صاحب شركة إيدل ماركوتين Idel marketing السيد محمد إيديحيى الذي عرف الحاضرين بأهمية الانترنيت في تسويق المنتجات والسلع كما أشار إلى تقنيات التجارة الالكترونية، التي تتجه نحو خلق عالم بدون أوراق. واستفاد الحضور أيضا من مزايا وعيوب هذا النوع من العمليات التجارية. وبعد ذلك تفاعل الجميع مع المنشط من خلال أسئلة متنوعة ومركزة حالت دون توقف الورشة في الوقت المحدد لها. وموازاة مع هاتين الورشتين نظمت ورشة أخرى في التصوير الفوتوغرافي بمعهد الصحافة بأكادير أطرها السيد سعيد أوبرايم، أستاذو فنان ورحالة دولي متألق من نادي الصورة بأكادير. ورشة تعلم من خلالها المستفيدون الذين زاد عددهم عن 35، تعلموا كيفية التصوير واحترام أبعاد الصورة، والأوضاع السليمة للمصور أثناء أخذ الصور دون إغفال عامل الإضاءة وتأثيره في جودة الصورة. وبذلك يكون المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات قد نظم منذ تأسيسه في 30 ماي 2009 إلى اليوم 25 ورشة تنموية تسعى إلى تكوين وتأهيل الشباب باعتبارهما مفتاح التقدم والازدهار، وتجدر الإشارة إلى أن أهم شريحة تستقطبها أنشطة المنتدى هي شريحة الطلبة بوجه خاص تم فئة الأساتذة والموظفين، وكذا الفعاليات الفنية والجمعوية التي تأتي من مختلف مدن المملكة لمتابعة الأنشطة . أما الفترة المسائية فقد كانت محطة فنية متميزة لاختتام أشغال الدورة الثالثة من منتدى التكوين والتنمية، حيث افتتحت بلوحة فنية من التعبير الجسدي لفتيات مركز حماية الفتاة بأكادير، سينوغرافيا هشام لعابد ويوسف المتوكل، وإخراج هشام دبالي. لوحة رائعة أخذت لنفسها عنوان ”صرخة الأرض“ مجسدة مهارات الطفولة في الإبداع والعطاء. لوحة أتحفت الجمهور الذي صفق لها لمدة طويلة. وكان الحدث مناسبة أيضا لرفع 28 توصية من توصيات الورشات السبع المنظمة طوال الأربعة أيام الماضية والتي تدعو الدولة والجهات المسؤولة والجامعة إلى دعم الجمعيات الفاعلة في المجتمع المدني، والمساهمة في التكوين والتأطير باعتبارهما مهد التقدم والازدهارو أساس ربح رهان التنمية. وبحضور كنفدرالية الطلبة، والتلاميذ، والمتدربين الأفارقة بالمغرب-فرع أكادير (CESAM) تجاوز عدد المتفرجين 800 متفرج. ما إن بدأت أول رقصة أفريقية حتي تفاعل الجميع معها. وبعد ذلك قدمت رقصات فلكلورية أخرى سافرت بالحضور إلى ثقافة وحضارة دول أفريقيا جنوب الصحراء، إلى مالي والبنين وساحل العاج. وكانت مفاجئة الحفل أن قدمت هدايا قيمة للمنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات. الأمر يتعلق بنسخة مصغرة لكتاب ” هذا محمد “ الذي طبع بالإمارات، والذي دخل كتاب ڭنيس للأرقام القياسية باعتباره أكبر كتاب في العالم. سلمت النسخة لرئيس المنتدى على يد السيد محمد إيديحيى. هذا الأخير هو من تكلف بتسويق صفحة الكتاب عبر شبكة الفيس بوك اضافة ال صفحات شخصيات أخرى مرموقة بالخليج و بالشرق الأوسط وهو إطار فاعل بالمنتدى كذلك. كما قدم الفنان والمبدع محمد الصايلي هدية للمنتدى تحمل اسمه وهويته البصرية، تشجيعا منه للمنتدى للسير على درب الاستمرار والعطاء. وكعادته في مثل هذه المناسبات، ساهم السيد إبراهيم الرامي رئيس المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات، والمدير العام للتظاهرة، بفقرات شعرية متميزة وفكاهية مختلفة صفق لها الجميع بحرارة. ليسدل بعد ذلك الستار على فعاليات منتدى التكوين والتنمية في نسخته الثالثة بكلمة شكر لجميع من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذه التظاهرة الكبيرة التي تبنت ورشات تنموية جديدة عز نظيرها. تظاهرة منقطعة النظير، بل هي أكبر تضاهرة للتكوين و التواصل و تنمية القدرات الذاتية تعرفها مدينة الانبعاث و الجنوب، حيث استقبلت ورشاتها أزيد من 300 مستفيد، وأتحفت أمسياتها أكثر من 2000 متفرج، فضلا عن زوار معرض الثقافة الأمازيغية في اللوحات الفنية والطوابع البريدية الذي يعد بالمئات، كما أنه منتدى لحوار الحضارات و بامتياز، حيث استقبلت دورة هذه السنة ضيفة من هونكونغ، ساهمت بدورها في التنظيم إلى جانب أعضاء المنتدى بل ارتدت في افتتاح المعرض زيا مغربيا أصيلا، في إشارة لعشق المغرب و ثقافته، كما أن سحر موسيقى و إيقاعات دول إفريقيا جنوب الصحراء بالحفل الختامي كانت له ألف رسالة، ليختتم منتدى التكوين والتنمية نسخته الثالثة على أمل أن تحظى الدورات القادمة بما تستحقه من دعم وتشجيع، ومن تغطية إعلامية، في ظل واقع لا يطمأن كثيرا طموح الشباب، ولا يضمن شروط الاستمرارية. رشيد زكي نائب رئيس المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات