في إطار تخليد ذكرى 29 فبراير 1960 , التي بصمت أكادير بالزلزال المفجع , أبت جمعية " إيزوران نو كادير" كجمعية مدنية تمثل جميع أبناء أكادير القدامى والحاليين بالمدينة أو بالمناطق المغربية بل حتى خارج الوطن , إلا أن تؤكد على مساعيها الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية المادية والمعنوية للساكنة بالمدينة , والمساهمة في ما تواجهه هذه المدينة من إكراهات و تحديات . كما تسعى الجمعية إلى الحفاظ على مختلف مصادر مكونات هوية هذه الحاضرة كقطب لمنطقة غنية بتنوعها وأصالتها الحضارية. ومن هذا المنطلق يتوجه مكتب الجمعية للاسهام هذه السنة في معضلة الساعة , تنوير و توعية الرأي العام المحلي و الجهوي من خلال وسائط اتصالات متعددة ( (Différents supports de communicationتنبه بمخاطر الزلازل في هذه المنطقة خاصة أمام استفحال البناء الغير القانوني والغير الخاضع لمواصفات مقاومة الإهتزازات الأرضية. وجدير بالتذكير, أن هذه المبادرة لم تملها دواعي ثقافية و أخلاقية فحسب كما صرح بذلك السيد محمد باجلات رئيس الجمعية , وإنما الحرص على صيانة وتوارث الذاكرة الجماعية من جهة, خصوصا أمام تساؤلات أبناء أو أحفاد من قضوا في تلك الفاجعة, بل أيضا, من باب المواطنة الغيورة على سلامة أرواح أبناء مدينتنا و أحوازها لتفادي نكبة مشابهة لما حدث في ليلة 29 فبراير 1960 حيث استشهد أكثر من 16.000 ضحية في أقل من 11 ثانية. فالغاية من هذا الاحتفاء أن الجمعية تصبو إلى ترسيخ هذا الحدث ليس رحمة ومغفرة للراحلين فحسب, وإنما عبرة للباقين لاستخلاص العبر من أجل الحاضر و المستقبل أمام ظاهرة التمدين الزاحف والسريع, وأيضا اتخاذها مناسبة للعرفان و الإمتنان لجميل من ساهموا في إعادة بناء هذه المدينة الشهيدة وكافة أبناء هذه الأمة البررة الذين تضامنوا مع الأكاديريين في محنتهم سنة 1960.