اجتماعان مهمان عقدا في وقتين متقاربين بكلمن مقر عمالة إنزكان أيت ملول وباشوي أيت ملول، حسما في أمر الشروع في إزالة آثار البناء العشوئي بمناطق أساسية بأيت ملول، ابتداء من الأسبوع الحالي. الاجتماع الأول عقد يوم الخميس 19 يناير الجاري، بمقر الدائرة الحضرية بأيت ملول، وبإشراف الباشا وحضور ممثلين عن القوات المساعدة والأمن الوطني، والمجلس البلدي لأيت ملول، وقائدي المقاطعتين الحضريتين الأولى والثانية، وقد تدارس الممجتمعون الوضعية التي آلت إليها آحياء كثيرة بأيت ملول (أحياء المزاروالقصبة وأزرو وأيت جرار وجنبات واد سوس...) نتيجة البناء العشوائي الذي استشرى خلال الفترة الماضية، كما وجهت فيه أصابع الاتهام إلى بعض الجماعات السياسية، باستغلال الأوضاع لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، وذكرت حالة أحد المقاولين المعروفين بانتمائهم إلى جماعة إسلامية معارضة للنظام، في تحدي قرارات الهدم عبر استدعاء أنصار الجماعة وإثارة السكان ضد المصالح المختصة، كما وقع مؤخرا بحي أيت بطاح، حسبما تسرب إلينا من الاجتماع المذكور. وقد أبدى ممثل القوات المساعدة من جهته استعداده للتعامل بكلحزم وقوة وتوفير كل ما يتوجب من أجل تطبيق القانون في أسرع وقت ممكن، وخلص المجتمعون إلى التدرج في تطبيق قرارات الإزالة عبر الشروع أولا في هدم أساسات البنايات التي شرع فيها قبل مدة قريبة، ثم الانتقال في مرحلة لاحقة لهدم البنايات غير المكتملة، والحسم بعد ذلك مع بقية البنايات غير المرخصة. وأما الاجتماع الثاني، فقد عقد يوم الجمعة الماضي بمقر العمالة، بين أعضاء لجنة المالية بالمجلس الإقليمي للعمالة برئاسة محمد أوملود، وتحت إشراف الكاتب العام الذي ناب عن العامل في حضور الاجتماع، وتدارس نقاطا عدة، من بينها تحديدا، وضعية الطريق الدائرية التي ستصل مدينة أكادير، عبر تراست والمناطق الغابوية المحاذية لقصبة الطاهر والمزار، والمتجهة إلى مدار توهمو، ومنها إلى المناطق الجنوبية والمطار. وقد تمت في الاجتماع مناقشة إشكالات تنفيذ الصفقة التي أسندت مؤخرا إلى إحدى شركات التجهيز، ويفترض أن يشرع فيها قريبا، على أن يخصص المجلس لاحقا ميزاينة خاصة تبرمج لإحداث قنطرة جديدة على وادي سوس. ولاحظ المتدخلون بقلق بالغ وجود بنايات عشوائية كثيرة في المسار المبرمج للطريق التي يبلغ عرضها 50 مترا، ويفترض أن تخفف من حالة الاحتقان المروري بمنطقة أكادير عموما، وتوجه السائقين الراغبين في الذهاب إلى الجنوب مباشرة دون المرور بوسط إنزكان وأيت ملول. وتعتبر منطقة "كيا عبو" بالمزار أهم منطقة عرفت بناء عشوئيا كثيفا يتجاوز العشرات من البنايات، أو "دوار كامل" حسب تصريح المصدر. وفي رده على التدخلات، صرح الكاتب العام بأن السلطات الإقليمية ستواجه بكل حزم هذه الظاهرة وبأي ثمن من أجل عدم تعطيل إنجاز هذه الطريق الحيوية. وللإشارة، فإن مسار الطريق يمر بجزء من الغابة المحاذية للمزار، والذي تنازلت عنه بلدية القليعة في التقسيم الإداري السابق، ليصبح تابعا لبلدية أيت ملول. كما أن هذه القرارات تبدو مؤشرا قويا على الاستمرار في سياسة المواجهة التي لوحظت في الآونة الأخيرة في مناطق مختلفة من أكادير الكبير، وكان آخرها هدم أزيد من 100 بناية عشوائية بمنطقة أنزا قرب قصر الأمير السعودي.