تتعزز سهرات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على القناة الأولى بفقرة فنية جديدة ستكون موعدا قارا لجمهور الشاشة الأولى خلال الأسابيع القادمة. الفقرة الجديدة تحمل عنوان «حديث الصينية» وهي تعد تجربة تلفزيونية جديدة يدخلها المخرج ادريس المريني. المريني يعود من جديد للقاء مع الجمهور المغربي من خلال برنامج «حديث الصينية» وقد تم مساء أول أمس تصوير أولى حلقات حديث صينيته، على أن البرنامج الجديد لا يخرج عن روح وفلسفة تعاطي الرجل مع الشأن الثقافي والهوياتي المغربي، حديث سيكون «حديث الصينية» مناسبة لإحياء روح وإبداع وأصالة الفن المغربي. غير أن «حديث الصينية»، يضيف صاحب رائعة «بامو»، يختلف في شكله عما اعتاده المشاهد المغربي، من حيث البلاطو الخاص به ومن حيث الضيوف الذين سيحضرون باستمرار لتأثيث البرنامح. ويوضح المريني على أن «حديث الصينية» حافظ على نفس المقدم والمنشط. إذ أعاد المريني وضع الثقة في المنشط عادل بلحجام والذي عهد إليه محاورة وتقديم مختلف ضيوف الصينية وحديثها. غير أن شكل وتصور وإخراج «حديث الصينية»، رغم أنه يلتقي مع «نغموتاي» في الروح والفلسفة إلا أنه يختلف عنه تماما في التصور العام. ذلك أن المريني يراهن من خلال فقرات «حديث الصينية» أن يعيد الاعتبار للأسرة المغربية من خلال وضع العديد من وجوهها من المبدعين المغاربة في الواجهة. وهنا يبرز المريني على أن الأسرة والمحيط العائلي يبقى حجر الزاوية وركنا مهما في إثراء مسار وإنجاح تجربة أي مبدع مغربي. وحينما يسلط الضوء على الأسرة، فإنه يقصد بالأساس الزوجة، لأنها هي التي تواكب مختلف محطات نجاح الزوج، الذي يضحي بوقته وبأسرته من أجل تحقيق طموحاته في الحياة. من هذا المنطلق، يقول المريني، جاءت فكرة انفتاح «حديث الصينية» على الأسرة من خلال استضافة زوجين، ولا يهم إن كانا معا من نفس الوسط، المهم هو استضافتهما حول صينية البرنامج للحديث عن أمور كثيرة تهم المسار والحياة الخاصة والمهنية لهذه الأسرة. من بين الجديد على مستوى شكل وتصور البرنامج وعن طريقة إخراجه، فقد اختار المريني أن يؤثث البرنامج بأربعة بلاطوهات. واحد مخصص للمنشط وضيوفه، والثاني خاص بالتراث الذي يستضيف من خلاله البرنامج خلال كل حلقة مجموعة تراثية سواء من العيطة أو الفلكلور، أو كناوة أوغيره. فيما يفرد البلاطو الثالث للأغنية العصرية، على أن يخصص الرابع لطرب الآلة سواء من الفن الغرناطي أو الأندلسي أو الملحون. وهنا يبرز المريني أنه يرغب من خلال ذلك في اكتمال صورة المشهد الفني المغربي الغني والمتنوع عبر احتضان مختلف أشكاله وتلاوينيه. أما بخصوص أول سهرة تدشن رحلة برنامج «حديث الصينية» مع التلفزيون ومع الجمهور المغربي، فقد تم تسجيلها داخل فضاء حديقة التجارب الكائنة بقلب الرباط. وهو مكان رائع يضم العديد النباتات والأشجار العجيبة، كان أسسها المولاي حفيظ سنة 1914. وقد تم خلال السهرة استضافة الزوجين نزهة الركراكي والبشير عبدو، ليكونا أول ثنائي زوجي يفتتح السهرة الأولى من الموسم الأول للبرنامج. وقد تطرق عادل بلحجام، خلال دقائق البرنامج للعديد من خصوصيات الفنانين الزوجين وفتح معهما كتاب ذكرياتهما ومسار كل منهما سواء في التمثيل والغناء والذي يمتد لعقود الآن. على مستوى التنشيط الغنائي، فقد حل ضيفا سهرة للزوجين المحتفى بهما، كل من أمال عبدالقادر التي أدت رائعة الراحلة ماجدة عبدالوهاب «حتا فات الفوت»، ويوسف الجريفي وأمل قريبقبو، وسناء مرحاتي التي رافقت جوق الطرب الأندلسي، والفنانة خديجة البيضاوية التي أدت من روائع العيطة قصيدة «خربوشة» وغيرها. كما تخللت السهرة لحظات احتفاء بالعديد من الرموز الفنية المغربية الراحلة. «حديث الصينية»، عنوان جديد إذن سيؤثت شبكة الأولى مع مطلع رمضان المقبل. حيث سيلتقي المشاهد مع سهرة الزوجين البشير ونزهة، على أن يتم تسجيل باقي السهرات خلال الأيام القادمة والتي ستخصص لكل من مولاي عبدالعزيز الطاهري وزوجته، وأحمد نجمي وزوجته وغيرهما من الوجوه الفنية والأدبية الإبداعية المغربية. حسن بن جوا