تتخلل فترة الامتحانات الكثير من الممارسات الخاطئة التي يقع فيها الطالب اعتقادا منه أنها الطريق المثالي نحو النجاح. في هذا الحوار يوضح خالد الرجالي*، المدرب المحترف في مهارة التفوق الدراسي، خطأ بعض الممارسات، كما يقدم الخطوات الصحيحة من أجل الاستعداد الجيد ليوم الامتحان. *ماهي الخطوات الممهدة لخوض تجربة الامتحان بنجاح؟ ** يجب على الطالب أن يفكر بطريقة ايجابية من أجل تعزيز ثقته بنفسه، حتى يتمكن من محاربة الرهبة والخوف والتوتر السلبي، من أجل تعزيز التوترالايجابي الذي يدفعه نحو الاستعداد الجيد، من خلال التخطيط المحكم للمراجعة والذي يكسبه مجموعة من التعلمات في وقت وجيز، ويدفعه إلى تحديد هدف معين وهو الرغبة في تحقيق النجاح. بعد استحضار الحافز الايجابي وهو الرغبة في النجاح، يتوجب على الطالب برمجة نفسه إيجابيا من خلال التعامل مع الصعوبات لأنها الطريق نحو النجاح. بعدها يضع تخطيطا زمنيا يوميا،لأن التخطيط الشهري أو الأسبوعي يدفع للتسويف. لذا ينصح كل ليلة بوضع برنامج اليوم الموالي والساعات المخصصة لكل مادة. بعد ذلك تأتي النقطة التي يغفلها جل التلاميذ وهي مطالعة بعض المكتسبات المسطرة داخل المقرر، والتي تلخص الهدف من الدرس، لأن الأساتذة يضعون الاختبار انطلاقا من تلك الكفايات. * هل يمكنك تقديم نمودج مفصل عن الطريقة الصحيحة للحفظ؟ يجب على التلميذ أن يبدأ من مرحلة المذاكرة وهي خطوة تثبيت المعلومة، ثم ينتقل بعدها للمراجعة لكن بشرط احترام الترتيب التالي: أولا، يجري إطلالة على كل المادة لأن الكثير من التلاميذ يبدأ بحفظ درس معين دون أن يكون في دهنه تصور واضح عن بقية الدروس. في الخطوة الثانية يقوم بإطلالة على الدرس بشكل عام. ثالثا، يجزئ الدرس خطوة خطوة، من أجل ضبط المادة حتى تصبح المحاور الكبرى راسخة في ذهنه، وترافق هذه المرحلة بالتلخيص. في الخطوة الخامسة، تأتي مهارة الحفظ و التكرار، لأن ما تكرر تقرر، ومن الخطأ أن يمر الطالب على المعلومة مرة واحدة، لأن حفظ المحاور الكبرى يساعد على تذكر المعلومات الفرعية بسهولة، مع مراعاة أن يتم الأمر في وقت محدد وبتركيز كبير. في المرحلة الموالية، يغلق التلميذ الكتاب. يأخد ورقة وقلما، ويسترجع المعلومات التي أخدها في الدرس،أو يجيب على تمارين ونماذج من امتحانات سابقة، ثم يقارن ما كتب بالدرس من أجل التركيز على الأخطاء، بعدها ينتقل إلى استخدام مهارة الخريطة الذهنية، لأنها تساعد على استرجاع الأفكار الكبرى، ومن ثم يتذكر الفروع. من الأفضل أن تراجع المواد وفقا للترتيب الذي ستكون عليه في الاختبار، مثلا إذا كانت العلوم سترفق مع الفيزياء يستحسن أثناء الاستعداد أن يراجع التلميذ المواد بهذه الطريقة، حتى يروض الدماغ ليوم الامتحان ثلاثة ساعات فيزياء وأرتاح، ثم ثلاث ساعات علوم و أرتاح.. * هل توجد أخطاء تنصح التلميذ بالابتعاد عنها من أجل استعداد جيد للامتحان؟ أنصح التلميذ بالابتعاد عن التسويف، وأن يعتبر نفسه داخل معسكر أثناء الاستعداد للامتحان، وأن لا يكون حفظه عشوائيا بل محددا ببرنامج يومي يساعده على المتابعة الذاتية من خلال تحديد أهداف معينة في ساعات محددة، لأن هذه الطريقة تمرن الدماغ. من الأخطاء أيضا الحفظ ليلا، لذا ينصح الطالب بالاستيقاظ قبل الفجر إن أمكن لأن الدماغ يكون مستعدا لاستقبال أي معلومة بعد أن نال قسطا من الراحة، كما أن الحفظ صباحا يمرن الدماغ على بذل الجهد في الفترة الصباحية وهو التوقيت الذي يجرى فيه الامتحان عادة، إغفال هذه النقطة يربك الذين يحفظون ليلا ويمرنون دماغهم على النشاط الليلي فقط، ليجدوا أنفسهم غير قادرين على التركيز صبيحة الامتحان. اختيار المكان مهم جدا، لذا من الخطأ أن يكون الحفظ مرافقا بسماع الموسيقى، أو مشاهدة التلفزيون، أو الجلوس قرب أشخاص آخرين يتبادلون الحديث لأن الانجراف نحو مشاركتهم يصبح أمرا واردا مما يفسد البرنامج اليومي المسطر. تلغى جميع المواعيد والأنشطة القاتلة للوقت، على سبيل المثال إذا خصص التلميذ ساعتين لحفظ مادة معينة يتوجب عليه انهاؤها دون الاكتراث لأي حدث خارجي. من الأخطاء التي تتكرر بين صفوف التلاميذ إهمال وقت الراحة وهي مسألة ضرورية من أجل استعداد جيد. بعد الانتهاء من حفظ مادة يجب أخد ساعة من الراحة ثم الانتقال لمادة أخرى، مع الإشارة أن الدماغ بعد فترة الظهيرة وتناول وجبة الغداء يحتاج للراحة. *ما هي نصيحتك للتلاميذ الذين يشعرون بضعف في أحد المواد فيختارون إهمالها والتركيز على مواد أخرى؟ ** هذه الخطوة تدخل ضمن نطاق التفكير السلبي، لأن أي مادة تشكل نسبة معينة تساهم في نجاح التلميذ الذي يتوجب عليه دراسة جميع المواد والتفوق فيها ولو بشكل متفاوت. أنصحهم بمراجعتها مجزأة حتى لا تشعرهم بالملل، وأن تتم المراجعة رفقة صديق متفوق في تلك المادة. أشير هنا إلى أن عمل المجموعة جيد جدا بشرط أن تسبقه مراجعة جيدة للدروس لأن اجتماع التلاميذ بدون استعداد قبلي يدفعهم نحو سياسة الهروب من خلال الحديث عن المستقبل والآفاق وصعوبات الامتحانات. *مدرب معتمد محترف في مهارة التفوق الدراسي حاورته سكينة بنزين