وسط دموع وإغماءات، وفي محفل مهيب، شيعت الرحامنة براعمها من تلامذة إعدادية «أولاد حسون حمري»، ضحايا حادثة القطار المميتة. حضور رسمي أثثته وجوه وزارية حلت من العاصمة الرباط على متن طائرة لتكون في الموعد، يتقدمها امحند العنصر وزير الداخلية، الشرقي الضريس الوزير المنتدب بالداخلية، ومحمد الوفا وزير التربية الوطنية، تقدموا الموكب الجنائزي اتجاه مقبرة دوار سيدي البهاليل، وسيارات الإسعاف تحضن رفات الفتيان: يوسف الملياني( 13 سنة)، عز الدين الكويزي(13 سنة)، مروان بوطيب( 14 سنة) ويوسف مهداوي( 18 سنة)، الذين قضوا في الحادث. الساكنة التي شيعت رفات الضحايا، لم تقف شجون اللحظة عائقا، دون إيصال رسائل واضحة المعاني والدلالات لوزير الداخلية، حين عبرت له تصريحا لا تلميحا،عن استنكارها لواقع التهميش والهشاشة المفروض على مجمل فضاءات المنطقة، والذي ظلت تجلوه رياح الوعود العرقوبية، عند كل منعطف أو استحقاق انتخابي، ليبقى بعدها البؤس والحرمان سيدي الموقف، دونما أدنى مراعاة لكرامة وإنسانية ساكنة هذا الجزء من تراب وطن فسيح اسمه المغرب. تسيد الجفاف، ونشر ذيول خيبته على فضاءات المنطقة، كان أكبر دليل ساقته الساكنة، للتأكيد على مضامين احتجاجاتها، فيما بقاء ممر القطار غير المحروس، على وضعه فخا منصوبا يتصيد الأرواح البريئة، شكل أكبر عربون عن مظاهر الإهمال والتهميش في نظر المعنيين. الوفد الوزاري وبعد أن سمع «خل وذنيه»، انتقل مباشرة بعدها في اتجاه مدينة مراكش، حيث نظم زيارة تفقدية للجرحى والمصابين، الذين تم توزيعهم على مختلف مستشفيات المدينة، ليحتضن مستشفى ابن سينا العسكري أخطر حالة، فيما توزع 5 مصابين على مستشفى ابن طفيل، وأربعة آخرون على مستشفى الأم والطفل، فيما المستشفى الإقليمي لبنجرير احتضن 6 مصابين. وكان الطاقم الطبي بابن طفيل، قد سمح بمغادرة أربعة ضحايا بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، قبل أن يعود اثنان منهم، لتوسد أسرتهما، بعد شعورهما بمضاعفات صحية طارئة. جلالة الملك محمد السادس، أعلن عن تكفله بكل مصاريف دفن ( القتلى الأربعة)وعلاج الضحايا الستة عشر، مع تقديم المواساة لكافة الأسر والعوائل. قرار بحذف كافة الممرات السككية غير المحروسة «نتوفر على مخطط متكامل لحذف الممرات غير المحروسة» الكلام ل سعيد الناصري مدير السير بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، حينما حل ضيفا صباح أمس الأربعاء بالإذاعة الوطنية، حيث صرح أن المكتب يعتزم حذف كافة الممرات السككية غير المحروسة عبر التراب الوطني، نظرا لما تشكله من خطر على مستعملي الطريق. تصريح الناصري يأتي بعد يومين من مقتل أربعة أشخاص وجرح 16 آخرين في حادثة اصطدام قطار بحافلة للنقل المدرسي قرب ابن جرير، حيث إن المكتب الوطني للسكك الحديدية٬ يتوفر على إستراتيجية ومخطط متكاملين لحذف هذه الممرات غير المحروسة البالغ عددها 350 ممرا. إسماعيل احريملة