كل الحضور قال ليلتها للموسيقار عبد الوهاب الدكالي «كتعجبني»، والجميع أكد مجيئه للقائه حتى لو كان في «الثلث الخالي» والكل ينحني تقديرا لفن قائله «ما أنا إلا بشر».. كل المغاربة عاشقون لروائعه الغنائية، ومعه ساروا جميعا في «رحلة النصر»، ومعه يتذكرون أيام الفن الخوالي المغربي مرددين معه بكل حسرة «كان يا ما كان».. لأجل فنه ومساره الغني، اختاره المغاربة ليكون «مرسول الحب» عبر مختلف بقاع العالم العربي، ولأنه الموسيقار الفذ والفنان الشامل فهو مصنف خارج «سوق البشرية» وفي قلب المغاربة جميعا حاضر بكل ثقله وشغفه الكبير ببحور الفن العميقة.. لأجل كل ذلك، حضرت الجماهير المغربية الغفيرة بكثافة مساء أول أمس الأربعاء بمسرح محمد الخامس بالرباط، لتتقاسم مع الموسيقار الكبير عبد الوهاب الدكالي طعم تكريم خاص يحظى به وسط أهله وبعض رفاق دربه من الفنانين ومسؤولين حكوميين وسياسيين ومثقفين.. كلهم جاؤوا ليلتها ليكرموا جميعهم الدكالي، بعد أقل من أسبوعين من الاحتفاء به على أرض الجزائر.. ضمن حفل الدكالي، حضر وزير الاتصال مصطفى الخلفي الذي قال كلمة بهاته المناسبة ثمن من خلالها هاته المبادرة، ونوه بمختلف الجهود المبذولة من قبل مدير المكتب المغربي لحقوق المؤلفين عبد الله الودغيري في هذا السياق..وبالمناسبة ذاتها، أشاد الخلفي بمسيرة الموسيقار الدكالي الطويلة والحافلة بمئات الأعمال المتميزة، مشيرا إلى أنه فنان المغرب المتميز وفخره الفني للاعتبارات السابقة الذكر.. ومن جهته، أعرب الموسيقار عبد الوهاب الدكالي عن سعادته العارمة بهذا التكريم الذي يحظى به في بلده و وسط أصدقائه وأحبائه، معلنا أنه سعيد جدا بأن يكون أول الفنانين المكرمين في عهد الحكومة الجديدة... كما تليت في ليلة تكريم الدكالي كلمة للفنان القدير أحمد الطيب لعلج، ألقاها ابنه بهاته المناسبة.. وإذا كانت قاعة مسرح محمد الخامس قد امتلأت عن آخرها، بحضور نوعي جاء لتخليد لحظة الاحتفاء الخاصة مع الموسيقار الدكالي، فإن حضورا حاشدا ظل خارج أبواب ومداخل المسرح آملا في الحظو بمتابعة هاته اللحظات الخاصة من حياة عبد الوهاب الدكالي.. أما البلاتو الفني الذي غنى ليلة تكريم الدكالي، فتشكل من المطربة هدى آمنا والفنانين البشير عبدو ولطيفة رأفت ونادية أيوب والفنانة الجزائرية المتميزة فلة التي لم تتوان في تلبية دعوة تكريم عميد الأغنية المغربية.. وكلهم غنوا ليلتها من أعماله الرائعة، حيث وقفت لطيفة رأفت على خشبة مسرح محمد الخامس وقدمت رائعة «الثلث الخالي» مقاومة وعكتها الصحية بعد أن شدت عضدها بجرعات علاجية إضافية، لتلبي دعوة عملاق الفن المغربي والعربي عبد الوهاب الدكالي، وتكون إلى جانبه في لحظات خاصة مماثلة.. وقبل غنائها، قالت لطيفة رأفت كلمة في حق الدكالي وصفته ضمنها بأنه منتزع الجوائز العربية لفائدة المغرب والمغاربة، كما أثنت عليه وعلى عطاءاته المتميزة متمنية له الاستمرارية والتميز الفني دوما..البشير عبدو اختار أن يغني للدكالي ليلة الاحتفاء به «لا تتركيني»، فيما تميزت نادية أيوب في أداء «كتعجبني» أما فلة الجزائرية فاختارت أن تغني «لهلا يزيد أكثر»... لم يكن المميز في ليلة مماثلة هو الاحتفاء بالموسيقار عبد الوهاب الدكالي، بل إعلان صريح للمكانة الفنية الرفيعة التي يحتلها من خلال أزيد من 400 أغنية تحفظها بكل عناية وحب ذاكرة المغاربة جميعا. كما شكلت كواليس هاته المناسبة ليلة لقاء فني جمع البشير عبدو ولطيفة رأفت وفلة الجزائرية ونادية أيوب، وحضر ضمنها أيضا الفنان القدير عمرو الطنطاوي وفنانون وإعلاميون آخرون جمعتهم أحاديث ذات شجون في كواليس سهرة تكريم عميد الأغنية المغربية، الذي يستحق حتما أياما وليال وأسابيع تخصص للاحتفاء به وبمسيرته وعطاءاته التي لم تسلط عليها الضوء بالقدر الكافي مقدمة الحفل فاطمة يهدي.. باختصار يستحق منا جميعا احتفاء رائعا، يضاهي روعة بعض أعماله منذ سنوات الستينيات.. مسيرة طويلة تحتاج حفلا رائعا وتنظيما أروع وتغطية إعلامية ضخمة، وفي انتظار توفر كل ذلك، نقول للدكالي: «كنبغيوك آسي عبد الوهاب».. إكرام زايد