AHDATH.INFO برلين, 8-12-2021 (أ ف ب) - تعهد المستشار أولاف شولتس الأربعاء ب"بداية جديدة" لألمانيا، ويكون بذلك فتح الاشتراكي الديموقراطي حقبة جديدة في ألمانيا وأوروبا وخلف الأربعاء المستشارة أنغيلا ميركل التي تنحيت بعد 16 عاما في السلطة. وسلمت الزعيمة المحافظة التي بقيت في السلطة للفترة الطويلة نفسها تقريب ا التي تولى فيها هلموت كول زمام الحكم، السلطة لوزيرها السابق الذي أضحى الرجل القوي لأكبر قوة اقتصادية في أوروبا. وقبل مغادرة المستشارية وسط تصفيق الموظفين والمارة، دعت ميركل خلفها إلى "العمل من أجل خير" ألمانيا. في المقابل أشاد شولتس بميركل على "كل ما فعلت ه لبلادنا" ووعد "ببداية جديدة". وغادرت ميركل التي ل قبت "المستشارة الأبدية" مقر المستشارية نهائيا وستبدأ بعد 31 عاما من الحياة السياسية، صفحة جديدة من حياتها لا يعرف الكثير عنها حتى الآن. وصرح انريك فيلازكو (30 عاما)أحد الأشخاص الذين تجمعوا أمام المستشارية لفرانس برس "أردت أن أرى ميركل للمرة الأخيرة (...) إنها تمثل الاستقرار للعالم أجمع، بما في ذلك أوروبا وألمانيا". وأضاف "أنا أحبها لأنها واقعية. أنا حزين بعض الشيء اليوم". وأصبح شولتس المستشار التاسع لألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما حصد أصوات 395 نائبا من أصل 736 في البوندستاغ المنبثق عن انتخابات 26 أيلول/سبتمبر. وتولى مهامه ومعها أولى الصعوبات من ولايته التي تستمر أربع سنوات. وأدى رئيس بلدية هامبورغ السابق البالغ 63 عاما اليمين الدستورية في البوندستاغ حيث تلا المادة 56 من القانون الأساسي التي وعد بموجبها ب"تكريس كل قواي لما هو لخير الشعب الألماني". وتم ذلك في مراسم حضرها أهله وزوجته بريتا إيرنست. وقال والده البالغ من العمر 86 عام ا إنه تنبأ لابنه، الذي كان يزعم بأنه "يعرف كل شيء" عندما كان طفلا ، في سن الثانية عشرة بأنه سيصبح مستشار ا. كذلك تعتبر الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات هي الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر. ويتسلم شولتس مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديموقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسي فيسر وزيرة للداخلية. تلقى شولتس الذي عين وزيرا عدة مرات، التهاني من قادة في جميع أنحاء العالم. ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الجديدة بأنه "سنكمل الطريق معا... من أجل الفرنسيين والألمان والأوروبيين"، فيما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالعمل معه "من أجل أوروبا قوية". وسيلتقي شولتس ماكرون وفون دير لايين الجمعة في أول زيارة يقوم بها إلى الخارج وسيقصد فيها باريس وبروكسل. من جانبه هن ا الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء المستشار الألماني الجديد مؤكد ا أنه يأمل تطوير "العلاقات القوية" بين واشنطنوبرلين. وكتب بايدن في تغريدة "تهاني للمستشار الألماني الجديد أولاف شولتس. أتطلع لتطوير العلاقات القوية بين بلدينا والعمل بشكل وثيق مع ا لإحراز تقدم في التحديات العالمية الحالية". ورح ب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بانتخاب شولتس قائل ا إنه "يتطلع" إلى العمل مستشار البلد "الحليف الوفي " للندن. وكتب على تويتر باللغتين الانكليزية والألمانية "تهاني لأولاف شولتس لتعيينكم مستشار ا. ألمانيا وبريطانيا صديقان مقر بان وحلفيان وفي ان، وأتطلع للعمل بشكل وثيق مع ا في السنوات المقبلة". ودعا الكرملين إلى "علاقة بناءة" مع ألمانيا، في وقت يسود توتر بين الاتحاد الأوروبي وموسكو بسبب تسميم المعارض أليكسي نافالني وقضايا تجسس نسبت لروسيا. وهد د شولتس الأربعاء ب"عواقب" محتملة على أنبوب غاز نورد ستريم 2 الذي يربط روسيابألمانيا، في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا. رد ا على سؤال حول ما إذا كان مستعد ا لاستخدام أنبوب الغاز كورقة ضغط على موسكو في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا، قال شولتس في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تسل مه مهامه "موقفنا واضح جد ا، نريد أن تكون حرمة الحدود محترمة من قبل الجميع، وأن يفهم كل طرف أن في حال لم يحصل ذلك فستكون هناك عواقب". كما أبدى الرئيس الصيني شي جينبينغ استعداد بلاده لنقل العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد". تتناقض سرعة شي جينبينغ في تهنئة المستشار الألماني الجديد مع تعامله مع انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة. وتعهد حزب الخضر ومنهم رئيسة الخارجية الجديدة أنالينا بربوك، بالتشدد مع بكين. لكن داخليا، سيتعين على شولتس وفريقه مواجهة العقبات الأولى، خاصة الوضع الصحي الحرج. وأكد رئيس الجمهورية الفدرالية الذي استقبل الفريق الحكومي الجديد، للمستشار "المسؤولية الكبيرة" الملقاة على عاتقه لمكافحة تفشي كوفيد-19 في البلاد. وقال فرانك فالتر شتاينماير "لا تدعوا الوباء يفرقنا على المدى الطويل" في إطار تعبئة ولا سيما لليمين المتطرف، ضد التلقيح الالزامي المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في شباط/فبراير أو آذار/مارس. سيتعين على المستشار الجديد أيض ا التعامل مع وضع اقتصادي غير مؤات ، مع نمو أضعف مما تم الإعلان عنه وعودة التضخم. لدى شولتس أيض ا عدد كبير من المشاريع الأخرى التي يتعين تنفيذها، والتي لا تحظى بالضرورة بموافقة الألمان. فهناك الزيادة المرتقبة للحد الأدنى للأجور أو الخروج المتوقع من استخدام الفحم أو تطوير الطاقات المتجددة، وفق ا لاستطلاع أجرته القناة العامة ARD. من ناحية أخرى، فإن الوعود الأخرى للتحالف الثلاثي مثل بيع القنب بدون وصفة طبية، أو شراء الجيش الألماني طائرات مسيرة أو الحق في التصويت في سن ال16، لا تحظى سوى بدعم أقلية.