Ahdath.info انطلاقا مما للإعلام من إمكانيات واسعة للتحسيس والتعريف بفداحة العنف ضد النساء، دعت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مهنيي القطاع ومؤسساته إلى لعب الدور المتفرد المنوط بها لمواجهة أسبابه وتداعياته، والتأثير على الذهنيات والسلوكيات الاجتماعية المعينة بهاته الظاهرة. أخرباش، التي كانت تتحدث في ورشة تفاعلية حول "المعالجة الإعلامية لقضايا العنف ضد النساء"، حذرت من زحف العنف ضد النساء، دون تمييز بين الفضاء العام والفضاء الخاص، لدرجة أن الأمر بات يتحول من مجرد ظاهرة اجتماعية محدودة إلى آفة مجتمعية، ما يفرض على الإعلام والتواصل لعب دوره الحمائي والوقائي للحد من انتشار الأشكال الجديدة من العنف، والتطبيع معه على المنصات الرقمية. المتحدثة ذاتها أكدت أن هذا لن يحدث إلا بالممارسة الحرة والخبيرة والنزيهة لمهنة الإخبار، مشددة على ضرورة مساءلة الممارسات الإعلامية بخصوص قضية العنف ضد النساء، دون المساس بطبيعة الحال بحرية وسائل الإعلام والصحافيين في التعبير. وهو ما يتماهى، حسب أخرباش، في المبادئ والنصوص التي تؤسس للانتداب المؤسسي للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في مجال تقنين الإعلام السمعي البصري، خاصة منها ما تعلق بضمان احترام المضامين الإعلامية التي تقدمها الإذاعات والقنوات التلفزيونية العمومية والخاصة للقيم الديمقراطية ولمبادئ حقوق الإنسان. ودعت أخرباش إلى التحلي بيقظة مهنية خاصة في المعالجة الإعلامية لقضية العنف ضد النساء، لأن هذه المعالجة قد تنطوي على نقائص ومخاطر، على غرار ما تقوم به بعض التيارات الإيديولوجية من استغلال تضليلي لقضية العنف ضد النساء . اخرباش استشهدت، في هذا السياق، بمضامين، دراسة للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، حول المعالجة الإعلامية للعنف ضد النساء، للتأكيد على أن هناك اهتمام إعلامي كبير بقضية العنف ضد النساء، سواء من حيث الكم أو الحيز الزمني المخصص لها، لكن مستوى اليقظة في المعالجة مازال منخفضا، حيث يتم التعامل هناك من يضفي عليها طابع الوقائع المعتادة والبديهية، ويجنح بها إلى البحث عن الإثارة والفرجة في نقل قصص العنف ضد النساء لجذب انتباه واهتمام الجمهور.