AHDATH.INFO يعد القبض على سامي الجبوري الرجل الذي جعل داعش أغنى تنظيم إرهابي في التاريخ نقلة نوعية في الحرب على الإرهاب، في وقت تتزايد المخاوف من عودة تنظيم داعش في أماكن عدة. ولم يسبق أن أسفر اعتقال أو تصفية إرهابي واحد عن تفكيك واحدة من أخطر شبكات الإرهاب في العالم، لكن القبض على سامي الجبوري يمثل بداية جيدة، حسب وصف تقرير لصحيفة The Times البريطانية. ولم يكن سامي الجبوري نائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في عهد الراحل أبو بكر البغدادي فحسب، بل كان أيضاً رجل المال، الذي استغل احتياطيات الوقود الأحفوري في العراق وسوريا لتأمين عمليات التنظيم، وفقاً لتقرير للصحيفة البريطانية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الإثنين، إلقاء القبض على سامي جاسم الجبوري، نائب الزعيم السابق لتنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، في عملية "مخابراتية خارج الحدود". وتعتبر بغداد الجبوري "أحد أهم المطلوبين دولياً ومقرباً من اللجنة المفوضة لإدارة التنظيم ومقرباً من زعيم التنظيم الحالي" عبد الله قرداش. ويمثل القبض على الجبوري ضربة ل"داعش"، لكن ليس الضربة القاضية التي كان سيمثلها اعتقاله في أوج قوة التنظيم. وساعدت العائدات التي ضخها في تحويل "داعش" إلى أغنى وأنجح مشروع إرهابي في التاريخ. وهذه المكانة هي التي تجذب المجندين الجدد إلى التنظيم الذي أصبح اسمه علامة. ويلفت تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن أذرع "داعش" القائمة بذاتها في أماكن أخرى من العالم لا تعتمد على التنظيم الرئيسي للحصول على دعم مادي، لكنها تعتبره مصدر إلهام. وجمع تنظيم "داعش" ثروته نتيجة سيطرته الواسعة على الأراضي في العراق وسوريا؛ التي مكنته بدورها من التوسع أكثر. وقد وجهت خسارة تلك المنطقة ضربة كبيرة إلى موارده المالية وقدرته على تنظيم صفوفه، ومع ذلك استمر رجال مثل الجبوري في الحفاظ على تدفق الأموال إلى خزائن التنظيم. وفي أوج سلطة "داعش"، أنتجت الجماعة عائدات تقارب ملياري دولار سنوياً، معظمها من النفط، بالإضافة إلى جمع الضرائب من الملايين الذين يعيشون تحت سيطرتها. وفي حين أنَّ داعش فقدت "الخلافة" الأرضية الخاصة بها، إلا أنها لا تزال قوة نافذة. ويحذر القادة العراقيون بانتظام من خطر عودة الجماعة إلى مناطق العراق التي كانت تسيطر عليها سابقاً. وأتاح الانسحاب العسكري الغربي من أفغانستان فرصة جديدة للجماعة للسعي إلى التوسع. ويتمثل أحد اهتمامات الغرب الرئيسة في الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع طالبان في منع "داعش" من استغلال فرصة الانخراط والنمو في أفغانستان.