جرت الجمعة 8 أكتوبر 2021، مراسيم تسليم السلط بين وزراء حكومة سعد الدين العثماني، المنتهية ولايتها، وبين وزراء حكومة أخنوش، التي حظيت بالتعيين الملكي الخميس 7أكتوبر الجاري بالقصر الملكي بفاس. وكانت حفلات تسليم السلط محط الاهتمام، وحظيت بتفاعل كبير على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي حيث حظي على الخصوص وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بشكل خاص، بالكثير من التعاطف، هو الذي غاب عن التشكيلة الحكومية الجديدة، فيما توقع له الكثيرون أن يعززها بالنظر إلى ما أبلاه بقطاعه، الذي دبره لعقد من الزمن، على مدى ولايتين حكوميتين متتاليتين . ومرت عملية تسليم السلط بين رئيس الحكومة القديم، سعد الدين العثماني، وخلفه على رأس التحالف الحكومي الجديد، عزيز أخنوش، في هدوء وبشكل سلسل بدا فيها الرجلان متماسكان وتبادلا المجاملات بطريقة عادية كما تفرض ذلك اللحظة، بما أنها لحظة مجاملة بروتوكولية. إذ أعرب العثماني عن متمنياته لأخنوش بكامل التوفيق في أداء مهامه الجديدة خلال السنوات المقبلة خدمة للمملكة، هذا فيما نوه عزيز أخنوش. من جهته، بخصال رئيس الحكومة السابق، مشيدا بالأجواء "الجدية"، التي طبعت الاشتغال داخل الأغلبية الحكومية السابقة "رغم جميع الصعوبات التي يمكن أن تمر منها أي حكومة، سواء السياسية أو الظرفية أو المرتبطة بجائحة كوفيد-19" . وزاد أخنوش مهنئا العثماني " على النجاح الذي ميز الحكومة السابقة التي أثمرت نتائج ومشاريع كبرى، وأشرفت على تنزيل أوراش اقتصادية واجتماعية تنموية تحت قيادة الملك محمد السادس". بالمقابل، شاب حفل تسليم السلط بين وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، مولاي حفيظ العلمي، وخلفيه، وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، و الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، (شاب) التأثر الكبير، حيث لم ينجح العلمي في كبح دموعه، التي انهمرت غزيرة احمرت معاها عيناه وخدوده . وهي الدموع، الذي تناقلتها عدسات الكاميرات، وتداولتها التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت في غالبيتها متعاطفة ومستنكرة "تغييب" صاحبها عن التشكيلة الحكومية الجديدة. وبالرغم من التأثر الكبير، فقد استطاع العلمي في أن يوجه كلمات الدعم والتشجيع للحكومة الجديدة، التي لن يكون عضوا فيها. إذ هنأ العلمي الوزراء الجدد على الثقة المولوية في شخصهم، وأشار إلى أن الملك قام بتعيين حكومة من أعلى مستوى، مع أغلبية منسجة ووزراء من العيار الثقيل. وأضاف العلمي قائلا: "نحن نعول كثيرا على هذا الفريق الشاب للمضي قدما بالوزارات التي كلفوا بها، والحفاظ على الدينامية الجيدة التي تعرفها الوزارة". وغادر العلمي مقر الوزارة تحت تصفيقات حارة من جل مسؤولي وأطر وموظفي وزارته، الذين خصصوا له وداعا حارا غير مسبوق ملؤه الامتنان والحسرة على المغادرة. كذلك، شهدت عملية تسليم السلط بين وزير الدولة الملكف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، المصطفى الرميد، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بيتاس، لحظات تأثر بين الرجلين وسيما لدن الرميد، وفي لحظة انفعال عاطفي، أعلن، عند متم كلمته، اعتزاله السياسة والعمل الحزبي بعد 10 سنوات قضاها في المسؤولية الحكومية، و14 سنة كبرلماني. وهو الإعلان، الذي جر على الرميد انتقادات واسعة، خاصة بين صفوف مناضلي الحزب، الذي ينتمي إليه، العدالة والتنمية، والذين اعتبروا أنه من غير اللائق أن يعلن الرجل الأمر في حفل تسليم السلط، بينما كان عليه أن يكتفي بالمجاملة على أن يؤجل إعلانه إلى حين مناسبة حزبية . وبعد أن استعرض أهم المشاريع، التي قام بها خلال ولايته، قال الرميد: "لا أدعي الكمال فيما فعلت وأنجزت، لكنني أؤكد أنني بذلت وسعيت وأفردت جهدي وخدمت بلادي قدر استطاعتي وأخلصت لملكي حسب اجتهادي، راجيا الثواب من الله عز وجل". وأضاف وزير الدولة المنتهية ولايته بالقول: "لم أسع خلال 10 سنوات من تحمل المسؤولية الحكومية، إلى تحقيق مصالح خاصة أو ترجيح مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة". وتابع الرميد قوله: "أشكر إخواني وأخواتي في حزب العدالة والتنمية، قيادةً ومناضلين، على ثقتهم الغالية التي طوقوني بها في كافة المراحل، والتي أرجو أن أكون رعيتها حق الرعاية وأن يتقبل الله مني ومنهم صالح الأعمال". وأردف الرميد : "أغادر المسؤولية الحكومية ومعها النشاط السياسي بضمير مرتاح وقلب مطمئن، وإن كنت أحس بشيء ما في الجوانج فهو الإحساس الذي عبر عنه الشاعر العظيم بقوله: وما حب الديار شغف قلبي.. ولكن حب من سكن الديار". وأما الشاب، وزير الثقافة والشباب والرياضة والاتصال، عثمان الفردوس، فاختار أن ينهي ال18أشهر، التي قضاها على رأس الأربع قطاعات السالفة الذكر، بصورة على طريقة ال"سيلفي". التقطها الفردوس رفقة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، و وزير الشباب والثقافة والتواصل الجديد، محمد مهدي بنسعيد. وعمد الفردوس إلى نشر الصورة "السيلفي" على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، حيث كتب معلقا :"كان لي الشرف هذا الصباح أن أهنئ خلفائي على الثقة المولوية. أود أن أعبر عن امتناني لجميع الأشخاص الملهمين الذين قابلتهم على جميع المستويات خلال هذه الأشهر الثمانية عشر في وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وخاصة بين الموظفين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والنساء والرجال الذين يبعثون الحياة في الثقافة والشباب والرياضة والإعلام. لقد كان شرف حياتي أن أخدم الصالح العام". وكذلك، أثار تبادل السلط بين وزير الصحة والحماية الاجتماعية الجديدة، نبيلة الرميلي، وبين زميلها في القطاع ورئيسها السابق، خالد آيت الطالب، تفاعلا كبيرا . وصبت أغلب التفاعلات حول كيف سيمكن لأيت الطالب العودة إلى العمل من موقعه الجديد كطبيب ممارس تحت إمرة من كانت تحت سلطته سنوات . وذهبت بعض التعليقات حد القول على صورة الوزيرة وسلفها :" صورة تلخص أشياء كثيرة، قبل أشهر قليلة فقط كان وزيرا وأعفاها من مهامها ... واليوم هي وزيرة تتسلم منه كرسي الوزارة، هذه حال الدنيا فلا يغرنك منصب أنت فيه اليوم، فقد تخفي لك الأيام ما كنت تجهله وتعتقده من المستحيل تحقيقه، وستكون أكبر أمنية يومها ألا يكون من ظلمته يحمل لك حقد الانتقام". وإلى ذلك، جرت الجمعة 8 أكتوبر 2021، مراسم تسليم السلط بين كل من يونس السكوري، الذي عينه الملك محمد السادس وزيرا للإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، وسلفه سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سابقا. وعبر السكوري، بالمناسبة، "عن فخره واعتزازه بالثقة الملكية"، معربا عن عزمه خلق دينامية ترتقي بقطاع التكوين المهني إلى أعلى المراتب، وتستجيب لتطلعات القطاع الذي يكتسي أهمية بالغة، لاسيما في هذه المرحلة. وأكد التزامه بالعمل على بث دينامية جديدة في قطاع التكوين المهني، الذي أخذ بعدا كبيرا بعد الجائحة، وبذل الجهود لتطوير هذا القطاع ومواصلة تنفيذ الأوراش المفتوحة وتنزيل المشاريع والاستراتيجيات.
وسلم الوزير محمد بن عبد القادر السلط على رأس وزارة العدل لخلفه عبد اللطيف وهبي، الذي أكد عن استعداده للاشتغال بكل عزم من أجل مواصلة تنزيل ورش إصلاح العدالة تماشيا مع التوجيهات الملكية وتطلعات المواطنين.
وجرى تسليم السلط بين نزار بركة، الذي تم تعيينه وزيرا للتجهيز والماء وسلفه عبد القادر اعمارة، الذي تبادل أيضا السلط مع محمد عبد الجليل، الذي عينه جلالته وزيرا للنقل واللوجستيك.
في حين، تم تسليم السلط بين شكيب بنموسى، الذي عينه الملك محمد السادس وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وسلفه سعيد أمزازي. إذ عبر بنموسى عن اعتزازه بالثقة المولوية التي وضعها فيه الملك محمد السادس، واعتبر التعيين " يعكس العناية والأولوية التي يخص بها جلالة الملك قطاع التربية".
كذلك، جرت مراسيم تسليم السلط بين عواطف حيار، التي عينها الملك محمد السادس وزيرة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وسلفها جميلة المصلي. حيث أكدت عواطف حيار أنها ستبذل أقصى الجهود من أجل قيام الوزارة بدورها على أكمل وجه وتسخير كافة الموارد لهذا الغرض. كما جرى حفل تسليم السلط بين فاطمة الزهراء المنصوري، التي عينها الملك محمد السادس، وزيرة لإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ونزهة بوشارب. وفي كلمة بهذه المناسبة، أعربت المنصوري عن اعتزازها بالثقة المولوية السامية، التي وضعها الملك في شخصها، معربة عن أملها في أن تكون الإنجازات في مستوى توجيهات الملك وتطلعات المواطنين. وتسلمت فاطمة الزهراء عمور، التي عينها الملك محمد السادس وزيرة للسياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السلط من سلفها نادية فتاح العلوي. وفي كلمة بالمناسبة، أعربت عمور عن اعتزازها بالثقة الملكية التي وضعت في شخصها، متمنية أن تكون الإنجازات في مستوى توجيهات الملك وتطلعات وانتظارات المواطنين. وتمت مراسيم تسليم السلط بين كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، والوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، وكذا عبد اللطيف ميراوي، الذي عينه محمد السادس وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وفي كلمة بالمناسبة، هنأ سعيد أمزازي خلفه عبد اللطيف ميراوي على الثقة التي وضعها فيه الملك، مشيدا بكفاءته العالية، ومؤكدا على ثقته الكبيرة في نجاحه في مهامه الجديدة على رأس الوزارة.