Ahdath.info أعلن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن خوضه الانتخابات التشريعية المقبلة بدائرة المحيط بالرباط، وذلك بعد أن ظل يستبعد ترشحه ويرد باستمرار أنه لا يفكر في ذلك بالنظر إلى انشغالاته الحزبية الكثيرة في هذه الفترة الانتخابية. وفجأة، قرر بنعبد الله أن يترشح في دائرة انتخابية أقل ما يُقال عنها أنها دائرة صعبة ضمت ترشيحات قوية على رأسها ترشيح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني. بنعبد الله، الذي كان مني بالفشل في الحصول على مقعد في الانتخابات السابقة بدائرة تمارة، يغامر أو "يقامر"، كما يعتبر عديد من الملاحظين، برصيده السياسي وهو يدخل مواجهة "محسومة النتائج" بالنسبة للكثيرين، وخاصة من يرون أن حظوظ فوزه بمقعد هي جد ضئيلة . وبالمقابل، يعتبر أخرون أن "الرجل لم يعد له ما يخسره في المحاولة بالنظر إلى أنه يعيش خريف مساره السياسي". ومع ذلك، هناك من هم على النقيض تماما من هذين الطرحين حيث يرون في ترشح بنعبدالله بدائرة المحيط، تحديدا، تحديا يخوضه ضد سعد الدين العثماني، الذي لا تجمعه به "صداقة" تشبه تلك، التي تربطه بعبد الإله ابن كيران. وهؤلاء يؤكدون أن القاسم الانتخابي الحالي قد يلعب لصالح بنعبد الله، ما سيخول له دخول القبة من باب الانتخابات، في سابقة هي الأولى من نوعها في مساره السياسي. ويشددون على أن بنعبدالله "بذكائه واحترافيته السياسية لا يمكنه أن يخطو خطوة غير موفقة وخاصة في هذه المرحلة تحديدا "، ويضيفون أن بنبعدالله " يمكنه أن يعول كثيرا على الانقسام الحاصل داخل حزب العدالة والتنمية بين تيار عبد الاله ابن كيران وتيار سعد الدين العثماني حيث سيمكنه أن يحظى بدعم أنصار ابن كيران في الدائرة ". لكن، وهذا هو المعطى الأهم، ترشح بنعبد الله للبرلمان ليس غاية في حد ذاته وإنما وسيلة لكي يحقق الأمين العام لحزب الكتاب "طموحا" أكبر ألا وهو رئاسة مجلس النواب . وبالنسبة للمتفائلين بترشح بنعبدالله يعتبرون أنه يمثل "البروفايل" الأمثل لملإ منصب ثالث رجل في الدولة وفق الدستور . هذا في ما صرح بنعبدالله أن الهدف من ترشحه هو "الدفاع عن برنامج الحزب وعن المؤسسات وعن المغرب الذي نريد، ومواجهة طغيان عالم المال والفساد". وحذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من طغيان المال والفساد في الانتخابات المقبلة، معتبرا أن من شأن ذلك أن يمس بمصداقية وسلامة المؤسسات المنتخبة. ويعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن ترشحه قد يعطي دفعة قوية لباقي مرشحي ومرشحات حزبه في هذه الانتخابات، التي قرر حزبه تغطية جميع الدوائر في الانتخابات البرلمانية، ويراهن على تحقيق نتائج تعكس حجمه السياسي الحقيقي. وسيواجه بنعبد الله عددا من المرشحين الأقوياء بدائرة المحيط، أبرزهم سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وبدر الطناشري، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي، ومهدي بنسعيد، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، ومريم بنخويا، وكيلة لائحة تحالف فدرالية اليسار الديمقراطي. وتعد دائرة المحيط الرباط، أكبر دائرة انتخابية بالعاصمة ولها رمزية كبيرة خاصة عند القوات الشعبية، تاريخية و سوسيولوجية، لكونها تضم فئة عريضة من الطبقة المتوسطة. ويرى المحلل والباحث السياسي، رشيد لزرق، في قراءة له للترشيحات بهذه الدائرة أن " نزول رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بهذه الدائرة وتصويت ساكنتها عليه سيكون تصويتا على ولاية حكومية جديدة بقيادة العثماني، كما أن التجمع الوطني للأحرار دفع بشاب من خيرة أطره يحمل ترشحها عدة رسائل كون هذا الشاب من الكفاءات العليا بحكم كونه مهندس دولة، و كونه محسوب على المغرب العميق استطاع بسرعة بالرغم من أنه لم يسبق له خوض المعترك السياسي، في أن يلفت انتباه ساكنة المنطقة و استطاع تكوين حاضنة شعبية كبيرة وسط الشباب المنطقة" . ويضيف لزرق موضحا :" أما ترشيح الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية هو محاولة الاستفادة من تصويت جناح بنكيران الغاضب من العثماني، لهذا فإن حملته الانتخابية ستبنى على استراتجية نقد تجربة العثماني الحكومية و الاستفادة كذلك من تواجد حركة يسارية غاضبة من ترشيح الاتحاد الاشتراكي لبروفيلات هزيلة" . وزاد لزرق، في ذات سياق قراءته لترشيحات الأحزاب بدائرة المحيط بالرباط، " هناك مرشح الأصالة والمعاصرة، المهدي بنسعيد، الذي يحاول الاستفادة من العلاقات الزبائنية التي ربطها ببعض الوجوه التقليدية. هؤلاء هم المرشحون الكبار وسيكون التصويت بهذه الدائرة منحصرا بشكل كبيرعلى التصويت على حصيلة حكومية من خلال التصويت على رئيس الحكومة وعلى المرشح التجمعي الشاب بحكم مساره الناجح الذي يشكل نموذجا يُحتذى به ومثالا للجيل، الذي سينزل المشروع التنموي الجديد". وختم لزرق مستبعدا وصول بنعبدالله لرئاسة مجلس النواب مؤكدا أن هذا المنصب، الذي جعلته الأعراف السياسية محط تفاوض بين الأحزاب الأولى، ينحصر التنافس عليه بين زعيم الاستقلاليين الحالي، نزار بركة، وبين القيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري.