خيبت القيادية في حزب العدالة والتنمية، المغضوب عنها، أمنة ماء العينين، توقع من كانوا ينتظرون التحاقها بأسراب الطيور المهاجرة للحزب بمجرد عدم حصولها على التزكية للترشح برسم انتخابات8 شتنبرالمقبل . وعوض أن تعلن عن مغادرة حزيها المصباح، وتحقق مبتغى من يضغطون عليها للتخلص منها، هي الصوت المزعج والفكر المتمرد الرافض لتوجهات تيار "الاستوزار" كما يتم وصفه الباحث عن البقاء في المسؤولية التنفيذية بأي وجه كان، (عوض أن تعلن مغادرة حزبها المصباح) عمدت ماء العينين إلى التأكيد على تشبثها بانتمائها إلى الحزب على الأقل مرحليا في هذه اللحظة الانتخابية تاركة خطا للرجعة لما بعد الانتخابات. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل خرجت في انتقاد حاد اللهجة للقيادة وطريقة تدبيرها للانتخابات الحالية وتوجهاتها السياسية بشكل عام . وفي تدوينة خاصة نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أعلنت ماء العينين رفضها الانضمام إلى جوقة المطبعين مع ظاهرة الترحال السياسي عشية الانتخابات حيث أوضحت :" لست سياسية تبحث عن المواقع والمناصب بأي طريقة، وانتمائي لحزب العدالة والتنمية لم يكن انتماءً لحزب سياسي يمكنني تغييره كما أغير قميصي، وإنما كان انتماءً لفكرة ومشروع سياسي واعد". وفي ذات السياق، حذرت ماء العينين من تأثير هذه الظاهرة على حزبها، التي اعتبرت أن اختراقها له تؤشر على أنه فقد حصانته ضدها، التي كانت تضمنها لها "قوة مشروعه السياسي وقوة التعبئة والروح النضالية داخله". واعتبرت ماءالعينين أن اللحظة الانتخابية عمقت انفراط العقد الرابط بين القيادة الحالية وبين عدد كبير من مناضلي مناضلات الحزب، خاصة التيار الداعي إلى العودة إلى الأصل وأخذ مسافة من السلطة التنفيذية حيث ألمحت إلى أن المتحكمين في القرار الحزبي أفراد قال إنهم :" جنوا على هذا الحزب من داخله باختيارات وقرارات خاطئة بعضها انتهازي وجبان تهدف إلى تغيير جيناته السياسية، وسأظل أنتقدهم مهما كبر حقدهم الذي تجاوز في أحيان ماهو سياسي إلى ماهو شخصي من جزء من القيادة الحالية -نساء ورجال- وإننا إذ نرتقي ونترفع عن الكثير من السفاسف صونا لصورة حزبنا". واستطردت ماء العينين محددة أن هؤلاء "الجناة" هم من قياديي الحزب، إذ قالت " بعض قيادات الحزب عليها أن تتصف بقدر من التحفظ، وأن تتخلى عن الصبيانية والتحامل، الذي تبديه داخل الهيئات وخارجها، فنحن لا يخيفنا الإستقواء التنظيمي، وظللنا نعتبر "القيادة" صفة للكبار وليس لقبا تمنحه عضوية الهيئات". ودائما بنبرة انتقاد حادة، لم تردد ماء العينين في أن تعتبر أن قيادة حزبها، بالرغم من أنها لم تشملها كلها بالانتقاد وخصت البعض منها فقط، والتي تشكل التيار الغالب والمتحكم قد اختارت الإسهام في ما قالت إنه " مخططات وأد السياسة وقتل المصداقية وتعميم السطحية والتفاهة والفراغ واللاكفاءة". ودعت مناضلي ومناضلات الأحزاب بشكل عام للتصدي لهذه المخططات وذلك "لأن المغرب في حاجة إلى وقف مسلسل "شكلانية" القوانين والمبادرات والمؤسسات" تقول ماء العينين لتضيف مؤكدة :"لا يزال الوقت مبكرا جدا في المغرب لوقف النضال السياسي والحقوقي، إلى جانب المجهود الاقتصادي والاجتماعي. نحن في حاجة إلى وضع حد للنزوح الجماعي بعيدا عن السياسة من طرف النخب الجادة والكفاءات الحقيقية، وكل هذا النزوح الجماعي قريبا من السياسة من طرف السماسرة والتافهين وبائعي الوهم، فالسياسة نضال وتراكم وخبرات وانتماء وانحياز فكري، وليست مغامرة طارئة يخوضها الناس من داخل الحكومة والبرلمان والجماعات، نحن لا نتعلم أبجديات السياسة لأول مرة داخل هذه المؤسسات التي وُجدت لتُتوج بها المسارات الطويلة داخل الأحزاب أو على الأقل داخل الحياة السياسية وصخبها ونقاشاتها ورهاناتها". وزادت ماء العينين :" على الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن ورصيد أحزابهم من المصداقية والالتزام السياسي الذي ضحى المناضلون لأجله بالغالي والنفيس أن يتقوا الله في وطنهم وفي أحزابهم وفي الأجيال القادمة التي لم نترك لها معالم للاهتداء".