قدم سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية وللتكوين لمهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة ، الثلاثاء 20 ابريل الجاري، حصيلة إنجازات هذه القطاعات فيما يتعلق بالالتزامات الواردة في القانون التنظيمي 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي الحياة العامة ذات الأولوية، أمام اللجنة الوزارية الدائمة المكلفة بتتبع وتقييم تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغي، حيث سجل خلاصة أساسية تتعلق باستقرار عدد التلاميذ في نصف مليون مستفيد سنوبا وهو ما لا يرقى للتطلعات ، رابطا ذلك بالخصاص المسجل في الأطر التربوية المكونة. وفي عرض مفصل ،ذكر الوزير أن إدماج تدريس اللغة الأمازيغية انطلق مباشرة بعد خطاب أجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بحيث أخَذَ درس اللغة الامازيغية مكانه في المنهاج الدراسي للسلك الابتدائي انطلاقا من الدخول المدرسي 2003. كما تم في إطار التكوين المستمر وبتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، تأهيل حوالي 9000 إطار تربوي من الناطقين بالأمازيغية لتدريسها (أغلبهم أحيلوا على المعاش أو انتقلوا لمناطق أخرى)، كما تم إعداد الكتب المدرسية والدلائل التي تغطي السنوات الست للسلك الابتدائي. وقد استقرت أعداد التلاميذ المستفيدين من حصص اللغة الامازيغية في حوالي نصف مليون تلميذ سنويا، وهي أعداد لا ترقى لتطلعات بلادنا في أن يصبح كل مغربي قادرا على التواصل السلس باللغة الامازيغية باعتبارها ملكا مشتركا لجميع المغاربة كما نص على ذلك دستور المملكة، وأهم عقبة اعترضت التعميم الأفقي والعمودي لتدريس اللغة الامازيغية يكمن في عدم توفر المورد البشري القار وبالعدد الكافي. ويضيف الوز ير أنه مباشرة بعد المصادقة على القانون التنظيمي الذي حدد التوجهات الكبرى وبالخصوص اعتماد حرف تيفيناغ لكتابة وقراءة اللغة الأمازيغية (المادة الأولى من الباب الأول من القانون التنظيمي) وآجال إعمال التدابير الخمسة الواردة في الباب الثاني من القانون، عكفت مصالح الوزارة على إعداد مخطط عشري يتضمن التزامات القطاع والآجال المحددة للوفاء بها، مع العمل على تضمين التدابير المتعلقة بها في حافظة المشاريع الخاصة بتفعيل أحكام القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. وتتمحور الموجهات الأساسية لهذا المخطط العشري 2021-2030. وبرنامج العمل المرحلي 2021-2023، حسب الوزير ، حول ثلاثة محاور خاصة: 1) المنهاج الدراسي، 2) تكوين المدرسين والمؤطرين، 3) التقييم والامتحانات؛ ومحور عرضاني يتعلق بإحداث بنيات الاشراف والتتبع والمواكبة. أما بخصوص المنهاج الدراسي فتم القيام بمراجعة شاملة لمنهاج اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي (يرجع تاريخ صياغته إلى 2003) وقد تم إعداده بشكل مشترك مع المعهد، وإعطاء الانطلاقة لمراجعة كتب السنوات الأولى والثانية والثالثة، لتكون جاهزة في شتنبر 2021 وكتب الثلاث سنوات الموالية في شتنبر 2022. كما تبينت الحاجة لتطوير نموذج بيداغوجي خاص بسلك التعليم الأولي يُمَكِّنُ من استقبال الأطفال في سلك التعليم الأولي ببيئة لغوية تنطلق من لغتهم الأم ويساعد على تعزيز رصيدهم اللغوي بالانفتاح على لغات التدريس خلال سنتي السلك الأولي من خلال الأنشطة التربوية التي يتضمنها الإطار المنهاجي والدليل التربوي والمجموعات التربوية المصادق عليها لهذا السلك (ونحتاج في هذا المجال للدعم والخبرة التي سيوفرها المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية). أيضا تم إعداد المنهاج الدراسي للغة الأمازيغية الخاص بالسلك الإعدادي من أجل الانطلاق في تفعيله تزامنا مع مراجعة بقية مكونات منهاج هذا السلك (ابتداء من شتنبر 2022)ء، وتطوير درس اللغة الأمازيغية باعتماد تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمنصات الرقمية لتسريع وثيرة التعميم الأفقي والعمودي. من جانب آخر يقول الوزير ، تم تضمين البعد الثقافي الأمازيغي في كل المواد الدراسية على غرار البعد الثقافي العربي والأبعاد الثقافية العبرية والافريقية والأندلسية والكونية. وقد اسفرت الأشغال، الى حدود الساعة، إلى إعداد منهاج دراسي جديد للغة الأمازيغة بالسلك الابتدائي بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، وتم إعطاء الانطلاقة الفعلية لإعادة كتابة الكتب المدرسية للسنوات الثلاث الأولى من سلك التعليم الابتدائي لتكون جاهزة في الدخول المدرسي المقبل. كما تم إدراج البعدين التاريخي والثقافي للمُكَوِّن الأمازيغي في البرامج الدراسية الجديدة لسلك التعليم الابتدائي سواء في مادة التاريخ او في الملفات الموضوعاتية المدرجة في اللغات وفي التربية الفنية من حيث الأسماء، والشخوص أو الأنشطة الاجتماعية أو الآداب والفنون وأشكال التعبير. وسوف يتم الاستمرار على نفس النهج في برامج التعليم الثانوي حتى نتمكن من ضمان حضور وازن للثقافة والتاريخ اللأمازيغيين في كل مستويات التعليم المدرسي. في الشق المتعلق بالتكوين الأساسي والمستمر للأساتذة والمفتشين وأطر الإدارة التربوية في اللغة الأمازيغية، قررت الوزارة مضاعفة عدد الأساتذة المتدربين في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين خلال الثلاث سنوات المقبلة بتوظيف 400 مدرس(ة) متخصص في اللغة الأمازيغية سنويا عوض 200 حاليا، مما سيمكن من التوفر على 5000 مدرس متخصص للغة الأمازيغية يعملون بسلكي التعليم الابتدائي والإعدادي بحلول سنة 2030. و إدماج التكوين المستمر لأساتذة اللغة الأمازيغية في البرامج الجهوية للتكوين المستمر، وأيضا إدماج مجزوءة وظيفية للغة الأمازيغية في برامج تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر الدعم التربوي وأطر التفتيش والمراقبة التربوية والتخطيط والتوجيه. كما سيتم فتح المجال للأساتذة الذين سبق لهم أن استفادوا من تكوينات متينة في اللغة الأمازيغية، من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ليصبحوا أساتذة متخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية بشكل حصري في سلكهم الأصلي. و العمل مع شركاء، ومنهم المعهد الملكي، على إعداد منصة للتعلم الذاتي للغة الأمازيغية تكون مفتوحة بالمجان في وجه الأطر الإدارية والتربوية. آضافة لإجراء حركة انتقالية خاصة بالأساتذة المتخصصين في اللغة الأمازيغية على غرار ما هو معمول به في أسلاك التعليم الثانوي. في الجانب المتعلق بالتقييم والامتحانات ،فعلى غرار ما نحن بصدده بالنسبة للغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات في سلك التعليم الابتدائي من إعداد معايير لتقويم التعلمات، الاشتغال مع المعهد الملكي على إعداد معايير تقييمية خاصة بنهاية المستويات الثاني والرابع والسادس ابتدائي، تكون مصحوبة بآليات لمعالجة التعثرات وتصفية الصعوبات. تم بعد ذلك القيام بنفس الشيء بالنسبة للسنة الثالثة من السلك الإعدادي، وذلك لضمان مستوى مقبول من التَّمَكُّن اللغوي قبل الانتقال الى المستويات العليا. و بالنسبة للمجال العرضاني، فالوزارة بصدد وضع الترثيبات الأخيرة لإحداث بنيات إدارية لتتبع المخطط العشري عبر إحداث قسم يعنى بتدريس اللغة الأمازيغية داخل بنيات الوزارة، إحداث مصالح خاصة بتدريس اللغة الأمازيغية على مستوى كل الأكاديميات، إصدار قرار يتضمن الموجهات الأساسية للمخطط العشري الخاص بالتعميم على مستوى اسلاك التعليم الإلزامي. و الإعلان الرسمي عن البرنامج الوطني لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. كما سيتم إحياء الجنة مشتركة بين الوزارة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لتتبع البرنامج العشري واقتراح الحلول لتدليل الصعوبات التي ستعترض التفعيل. وبخصوص مراحل المخطط العشري، فهناك إجراءات قريبة المدى (الدخول المدرسي شتنبر 2021):تتعلق بإعداد كتب مدرسية جديدة للمستويات الثلاثة الأولى لسلك التعليم الابتدائي. و إجراءات متوسطة المدى (برنامج العمل المرحلي 2021-2023): تكوين 1000 أستاذ جديد للغة الأمازيغية وإعداد كتب مدرسية جديدة لمستويات الرابع والخامس والسادس لسلك التعليم الابتدائي (شتنبر 2022) وللسنة الأولى من التعليم الإعدادي (شتنبر 2023). و إجراءات بعيدة المدى (2024- 2030) :و التعميم التام في أسلاك التعليم الإلزامي، تكوين حوالي 3000 أستاذ للغة الأمازيغية، إعداد كتب مدرسية لمستويات الثاني والثالث من سلك التعليم الإعدادي، وخلق مراكز لتعلم وإتقان اللغة الأمازيغية في الثانويات التأهيلية.