أوضح والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، أن المغرب، من خلال البنك المركزي، يسعى ل"ألا يفقد موطئ قدم على المستوى العملات الرقمية" . وذلك، في إطار حديث الجواهري على ال"البيتكوين"، التي عرف تداولها ارتفاعا ملفتا وطنيا برسم 2020كما ارتفع سعرها دوليا. وأوضح الجواهري، خلال ندوة صحافية عقدها الثلاثاء 23مارس 2021عقب الاجتماع الفصلي الأول لمجلس إدارة البنك المركزي، (أوضح الجواهري) أن الهدف من إحداث بنك المغرب للجنة مهيكلة هو تحديد وتحليل الإيجابيات والمخاطر المترتبة عن العملة الرقمية للبنك المركزي بالنسبة للاقتصاد الوطني. وزاد الجواهري مبرزا أن اللجنة، التي تضم ثلاث فرق عمل، موكول لها النظر في التطور الحاصل على مستوى استعمال العملات الرقمية على المستويين الوطني والدولي، ودراسة الآثار المترتبة عن اعتماد العملة الرقمية للبنك المركزي على السياسة النقدية والاستقرار المالي الوطني. وكانت حذرت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، من خلال دورية أصدرها مكتب الصرف التابع لها سنة 2017، من التعامل بهذه ال"العملة" الافتراضية، التي وصفها الجواهري ب"الأصل المضارباتي"، وذلك بالنظر إلى المخاطر المترتبة والتي تتصل بغياب إطار قانوني حمائي للزبون، وتقلب سعر صرف العملات الرقمية، وإمكانية استعمالها في ارتكاب بعض الجرائم من قبيل غسيل الأموال. وفي مارس 2020، أعلن بنك المغرب موقفا جديدا بشأن العملات الرقمية بمناسبة أشغال مؤتمر دولي حول التحول الرقمي، حيث قال عبد اللطيف الجواهري إن البنوك المركزية مدعوة إلى "وضع حلول مؤقتة للأصول المشفرة في ظل غياب مرجع قانوني يخول لها ذلك". وفي ندوة أمس الثلاثاء، شدد الجواهري على أن البنك المركزي يشتغل على تعميق القهم لهذه العملات المبتكرة، التي قال إنها قد "تكون مفيدة للمستهلك بالنظر إلى أنها قد تساعد على خفض التكاليف" . واستدرك الجواهري منبها :"لكن لابد من التمحيص في البدايات وكذلك المآلات والمناخ الذي يتعين التحرك فيه ". وزاد الجواهري موضحا :" لابد من الفصل بين عملات التقسيط وعملات الجملة وهي العملات التي لا يمكن أن تتدوال إلا بين البنوك والبنك المركزي قبل أن يتم توجيهها إلى المستهلك وهذه مرحلة آخرى متقدمة ". وكشف الجواهري أن البنك المركزي انخرط في نقاشات تجمعه بمجموعة من البنوك المركزية الدولية والتي قال إنها متقدمة وراكمت التجربة في مجال العملات الافتراضية. وذكر الجواهري على سبيل المثال أبناك كندا وانجلترا وسويسرا . وأردف الجواهري موضحا أن كل الأبناك عبر العالم هي "قيد تقييم هذه العملات الرقمية ليس فقط من كونها حلا مبتكرا ولكن أيضا في ما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بها والمحتملة " . ولفت الجواهري إلى أن مجال العملات الرقمية آخذ في التطور بشكل سريع لذلك شدد على أن المغرب مدعو لأن يواكب هذا التطور تلافيا لحدوث فجوة أو قطيعة بينه وبين الدول المتقدمة . وأكد الجواهري على ثقته في قدرات المغرب على المواكبة والتطور بالرغم من العوائق والتحديات، خاصة على المستوى الرقمي، حيث قال :" نجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 دليل على نجاح المغرب على المستوى الرقمي وهو ما يشكل دافعا قويا لكي يحقق المغرب النجاح في مجالات رقمية أخرى ".