لا يختلف عاقلان في أن الجزائر دولة فاشلة في جميع امتحانات التنمية، دولة نبتت كطحلب يابس يحاول خنق رئتي المغرب العربي ويمنعها من أن تستنشق هواءا نقيا، عشب ضار يستوطن الحقول ويصيب الجميع بمغص في الفهم، فلا أحد يفهم كمية الحقد الأعمى الذي تنتجه الجارة الشرقية، وهو حقد بات يتجاوز ما تنتجه كل يوم من براميل للبترول. جارة السوء التي حطمت أرقاما قياسية في الرعونة والجهل الأعمى، ها هي اليوم تتجاوز كل الحدود وتحاول المس بصورة الملك محمد السادس الذي حول المغرب في ظرف عشرين سنة إلى أوراش كبرى ووضعه في مكانته الطبيعية كقوة اقليمية يضرب لها ألف حساب في المحافل الدولية وتجلس على مائدة الكبار، بينما حكام الجزائر يتقافزون تحت تلك المائدة لعلهم يجلسون على حافة أي كرسي يحيط بالمائدة، لكنهم كجرذان المجاري سيعيشون أبد الدهر بين الحفر. لقد رسبت الجزائر في كل الامتحانات وآخرها امتحان التلقيح ضد كورونا، فبينما تجاوز المغرب مليون شخص ملقح، لم تتجاوز الجزائر 250 شخصا ملقحا، بلد تضخمت جغرافيته وتقلص تاريخه، جسم بغل سكنه عقل عصفور، شعب حر بحظ سيء، تحولت أحلامه بالاستقلال إلى كوابيس بعدما كتمت على أنفاسه نخبة لقيطة، لا يعرف المؤرخون أصولها، هل كان أجدادهم قطاع طرق أم عبيدا آبقين أم مرتزقة في أي جيش يمنح قائده لهم أعطية أكبر، جوقة من صغار العقول الذين خربوا كل شيء من حولهم وحولوا التخريب إلى عقيدة منذ عهد رئيسهم ابراهيم بوخروبة، والذي وان تسمى باسم ولي صالح هو هواري بومدين، فلم تنله من بركته شيء وإنما مسته لعنته وأتباعه إلى يوم الدين. يملك لقطاء الجزائر قطيعا من الغربان تسلطت على حقل الإعلام واستباحت مهنة شريفة واستأنست النعيق أمام الكاميرات، فأولئك لم تشرق رؤوسهم يوما بأية فكرة، مجرد غربان بلهاء تجتمع أمام ميكرفون وكاميرا وتشرع في النعيق وأحيانا لا تتوارى عن النهيق، اسموا إحدى قنواتهم الشروق على أمل أن يشرقوا، لكنهم لا يعيشون إلا غروبا ممتدا لا ينتهي. وعندما تنتهي الغربان من النعيق تطير لتقف على كتف "صغير العقل" المزهو بنياشينه المزيفة ليطعمها جزاءا لنعيقها المتواصل. خلال ساعات قليلة تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى مرجل يغلي غضبا بعدما اقترفت قناة "الغروب" خطيئة المس بصورة الملك محمد السادس، باني المغرب الجديد، وأعلنوا جميعهم أن ملكهم خط أحمر، لقد سكت المغاربة على حمق جارة السوء لسنوات طويلة، والصمت لم يكن عجزا بقدر ما كان حكمة وسموا، لكن ليس للحمق دواء، وحان الوقت ليفهم الأحمق حدوده ويقف عندها، فالمغاربة لا يقبلون أن يمس رمز البلاد وقائدها أو تخدش صورته حفنة من المعتوهين و الفاشلين في كل شيء. النجاحات الدبلوماسية الكبيرة للمغرب وسيره المتواصل و الثابت فوق سكة التنمية أتت على ما تبقى من عقل لذوي النياشين المزيفة، فهم فاشلون في كل شيء، اللهم في التفاوض مع سماسرة العقارات في باريس من اجل اقتناء شقق فاخرة بأموال بترول الشعب الجزائري المسروق، شعب شقيق يستحق كل التضامن على هذه المصيبة التي ابتلي بها وهذا السرطان الخبيث الذي ينخر عظامه منذ عقود، فمرة وضع الحمقى على رأس البلاد شيخا مقعدا عافته الدنيا ومرة جاؤوا برئيس يستحي الجميع من ذكر اسمه، فبالأحرى الحديث عما يمكن أن يفعله. لقد تحولت الجزائر إلى جثة متعفنة تبحث عن قبر، وتزكم رائحتها الأنوف، تحالف الجنرالات طيلة عقود على ذبحها وتقطيعها و أكل لحمها ومص دمها فيما تكلفت جوقة الغربان الإعلامية بالنعيق بصوت عال لتوجيه الأنظار إلى الجار المغربي حتى لا ينتبه أحد إلى الجريمة التي تحدث في وضح النهار، لقد قال الحراك الشبابي الجزائري إنه على علم بتفاصيل الجريمة وبلائحة مرتكبيها وصرخ بأعلى صوته: كفى....و اليوم نقول إن لعبة لفت الأنظار تخطت كل الحدود والخطوط الحمراء وحان وقت وقفها عند حدها.