- في مراكش، المغرب بتاريخ 17 يناير 2021 - بمناسبة اليوم العالمي للأديان، تحتفي مؤسسة الأطلس الكبير بمشاتل الأديان لزراعة الأشجار المثمرة التي تم بناؤها على أراضي أعارتها الطائفة اليهودية المغربية عينيًا لتعزيز ودعم سبل عيش الأسر الفلاحية الإسلامية حول المغرب. وتجسد هذه المشاتل ماضي تعددية الثقافات في المغرب وحاضرها، وتشجع على الحفاظ عليها، وترسخ أهمية التركيز على التنمية المستدامة للبلاد من خلال وضع برنامج عملي وحيوي يضمن تحقيق المنفعة الاجتماعية والاقتصادية لقادم الأجيال من المغاربة. أنشأت مؤسسة الأطلس الكبير أول مشاتلها المشتركة بين الأديان كبرنامج تجريبي سنة 2014 واختارت أقريش، قرية صغيرة بإقليم الحوزجنوبمراكش، كموقع لها على مقربة من ضريح الحاخام رافائيل هكوهين (الذي يعود لأزيد من سبعمائة سنة). ومنذ عام 2012، تم غرس حوالي ال 200000 من البذور وزرع عدد كبير من الأشجار فب هذه المنطقة فقط. وخلال موسم الغرس الذي بدأ منتصف دجنبر 2020، تم توزيع 7973 من أشجار الجوز، والعنب، والتين، والرمان، والخروب، التي تم إنتاجها في مشتل أقريش على صغار الفلاحين في جميع أنحاء البلاد. وسيتم زرع ما يناهز 32.070 شجيرة بحلول نهاية مارس من العام الجاري. بفضل الدعم الذي عرضته الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة (فينيليك) حديثا، حضي مشتل قرية أقريش الآن بنظام ضخ يعمل على الطاقة الشمسية. ويقول عبد الرحيم بيداح، المشرف على مشتل أكريش: "كان مشتل الأشجار هذا هو السباق والوحيد من نوعه في المنطقة، ولم تكن هناك أي أنشطة مماثلة قبله. مع مرور الأيام والسنوات، تطور أداء المشتل وبلغ آفاق جديدة حيث بلغ معدل نجاحنا هذا العام 90٪." وعندما يتذكر عبد الرحيم تأثير المشتل على عائلته وعلى المجتمع المحلي: "نشأ جدي هنا، وجاء بعده جيل والدي، ثم ترعرعت أنا أيضا في هذه المنطقة. كانت الطائفة اليهودية المغربية تأتي إلى هنا للاحتفال في مناسبات عديدة. إن كان ذلك لشيء فلأنهم يعتزون أيضًا بتقاليدهم وطقوسهم الدينية هنا. أما القيمة المضافة التي جلبتها مؤسسة الأطلس الكبير فتتجلى في توطيد العلاقة بين الديانات من خلال الجمع بين الطائفة اليهودية المغربية والمجتمعات المحلية والمجاورة. كانت العلاقة متميزة بشكل خاص وعاشت الجاليتين اليهودية المغربية والمسلمة المغربية جنبا إلى جنب بفضل الله." بتاريخ 5 نونبر 2020، افتتحت مؤسسة الأطلس الكبير مشتل الأشجار الثاني المشترك بين الأديان في قرية أكويم نواحي مدينة ورزازات. وكان موقعه يطل على ضريح القديس اليهودي المغربي الحاخام دافيد أو موشي (العائد ل 1000 سنة) حيث تم بناؤه بعد التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH). سيمكن المشتل من زرع 200000 شجرة جديدة سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، منحت الطائفة اليهودية المغربية مؤسسة الأطلس الكبير بقعا أرضية أخرى لإنشاء أربعة من مشاتل الأشجار في مدن وزان، ودمنانت، وآيت فاسكا، والتوامة. وبفضل التمويل الجديد الموجه للبناء والغرس، أصبح من الممكن رعاية مليون بذرة سنويًا ليتم لاحقا نقل شتلات الأشجار إلى البساتين والمدارس بجميع جهات المغرب، ومن ثم مراقبتها للحصول على أرصدة الكربون. هكذا، وعلى إثر تدريب وتكوين أفراد المجتمع المحلي وأعضاء التعاونيات على إدارة المبادرات التنموية، سيزداد تأثير المشروع ومساهمته بدرجة كبيرة في التخفيف من وطأة الفقر على العالم القروي. تود مؤسسة الأطلس الكبير أن تغتنم هذه الفرصة لتقدم خالص الشكر والامتنان للسيد سيرجي بيردوغو، الأمين العام الطائفة اليهودية في المغرب، والسيد جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية في مراكش-آسفي ، ثم لمحرك البحث إيكوسيا، وبرنامج من فلاح إلى فلاح التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على دعمهم المستمر و على الشراكة الهادفة لضمان توفير مشاتل الأشجار كفائدة مستدامة تعم المجتمعات المغربية. وبمناسبة اليوم العالمي للأديان، نقدر ونتمن أيضًا جهود والتزام المغرب الساعية إلى الحفاظ على موروث تعددية الثقافات التاريخي الذي يشكل في الوقت نفسه وسيلة لبناء التضامن الاجتماعي على الصعيد الوطني - والدولي - وعاملًا يعزز سبل عيش وازدهار الشعب المغربي. التحقوا بركب مؤسسة الأطلس الكبير لتخليد اليوم العالمي لغرس الأشجار الاثنين 18 يناير. يمكنكم متابعة صفحتنا على منصات الفايسبوك وأنستاغرام لمشاهدة فريقنا يزرع الأشجار رفقة سكان مختلف المجتمعات المغربية.