هوى جمل من أعلى أسطح أحد البيوت الآمنة بجماعة رسموكة محدثا خرقا كبيرا بغرفة ليجد نفسه يقتسم الفراش مع أهل المكان بعدما اقتحم حقولهم لينتزع الكلأ منها رغما عنهم، الجمل لحسن الحظ وجد نفسه في الغرفة وحيدا وإلا فإن كارثة كانت ستقع، وقد استدعى إخراجه استقدام جرافة انتشلته بالحبال عبر رفعه في الهواء ليعود إلى جادة الطريق، فهذا الجمل هوى لأنه لم يدرك بأن السقف أقيم بشكل مواز مع المرتفع فيما يشبه الفخ الذي لم ينتبه إليه وهو يقضم أشجار الصبار. وموازاة مع موقعة هذا الجمل جرت وقائع سياسية حامية في البرلمان تخص هذا الجمل وغيره من القطعان التي غزت تيزنيت مقتفية اثر الأعشاب التي أطلت برؤوسها نحو السطح بعد الأمطار الأخيرة، فبعد الله غازي رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، والنائب البرلماني عن فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية ، يسائله حول" الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل على الساكنة المحلية بإقليم تيزنيت" . وكشف غازي في سؤاله أن "بعض الرعاة الرحل يتعمدون اقتحام أراضي ومزارع خاصة بساكنة عدة دواوير بالجماعات التابعة لإقليم تيزنيت" وذكر على سبيل المثال منطقة وجان، وموقعة المعدر الكبير التي - كما تمت الاشارة لذلك سابقا- توجت بمسيرة غاضبة انتهت بموقعة بين الرحل والساكنة استعملت فيها " المقالع" وانتهت بتدخل القوات العمومية لتفريق المتصارعين. وتساءل غازي عن الإجراءات الواجب اتخاذها لثني الرحل عن التمادي في الاعتداء على ممتلكات الساكنة من مزروعات وأشجار ونقط الماء، وأضاف البرلماني أن ما يضاعف من وطأة هذه الاعتداءات ومن شدة الإحساس بالإجحاف هو حدوثها عقب أولى التساقطات المطرية بالإقليم، وشروع الساكنة في استجماع عدتهم لحرث حقولهم بعد فترة جفاف عصية.كما سجل غازي في نفس الوقت تفاعل السلطات المحلية، مع الاحتكاكات التي سجلت، مع ومحاولتها صدّ هذه الآفة بعين المكان. وفي هذا الإطار أوضح عزيز المالوكي المدير الإقليمي للفلاحة بتيزنيت أن الإقليم كان ممرا تاريخي للرحا بين الجنوب والشرق، وأصبح الجميع يتخذ من تزينت موقعا،رغم تغير المعطيات الاجتامعية والمناخية، وأن الوزار الوصيةة اتجهت نحو تنمية المراعي بالإقليم ،وأن أربعة آلاف هكتار غرست، وفي لاقريب سيتم انجاز 1500 هكتار، إلى جانب 25 ألف هكتار كبنيات رعوية سيتم غرسها. وأضاف بأن المشكل يتكرر لكون مجموعة من الرحل يمرون عبر تيزنيت إلى جانب رحال استقروا بها وأن المسؤولين يعملون على النقص من حدة المشكل بتمظيم المراعي وتطبيق القانون. وأوضح أن القانون طبقعلى الأرض فهناك رحل انتقلوا إلى الداخلة بعد انتهاء فترة استغلالهم للمراعي، وهناك رحل منعوا من الدخول ولم تمنح لهم الرخصة للدخول إلى تيزنيت، كما وعد بعقد لقاءات تشمل الفلاحين والكسابة لتنظيم المجال وتفادي المشاكل، و شدد عزيز المالوكي على أن التراخيص لن تمنح إلا إذا توافر الغطاء بشكل كاف