اعتبر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، استفزاز ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية بمعبر الكركرات مجرد "ردة فعل طبيعية للهزائم المتلاحقة للأطروحة الانفصالية بالداخل والخارج". وقال العثماني، الذي كان يتحدث في مهرجان خطابي رقمي نظمه حزبه، العدالة والتنمية، بخصوص عملية تأمين معبر الكركرات، مساء الأحد 15نونبر 2020 بالرباط، (قال العثماني) إن الرد المغربي على هذه الاستفزازات المتكررة، والتي بلغت مداها ، وحزمه وحرصه على تأمين سلامة شعبه وحدوده ووحدته الترابية وعلاقات الجوار الطيبة، كان " شرعيا ويستمد مشروعيته من حق المغرب قانونيا في التدخل لأجل التصدي لأي تجاوز من قبل المليشيات الانفصالية". ووصف العثماني ميليشيات البوليساريو، التي سعت لأن تربك الحركة العادية بمعبر الكركرات ووقفها لأزيد من أسبوعين، (وصف العثماني) ب"قطاع الطرق". وزاد موضحا أن الجبهة الانفصالية وبسبب ما حققه المغرب من "انتصارات دبلوماسية واقتصادية وتنموية وهي الانتصارات، التي تضمنها الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، تحول أعضاؤها إلى قطاع طرق". وشدد رئيس الحكومة على أن تدخل القوات المسلحة الملكية، بأمر من الملك محمد السادس، كان ناجحا وصارما ويعكس حرص المغرب على الجنوح إلى السلم في احترام منه للالتزامه امام المنتظم الدولي ومنظمة الأممالمتحدة، من خلال الالتزام بااتفافية وقف إطلاق النار بالمنطقة العازلة. وكذلك، لفت العثماني إلى أن تدخل القوات المسلحة الملكية " سيُحدث تحولا استيراتيجيا في المستقبل لأنه سيضع حدا لتجاوزات البوليساريو وخرقها لاتفاقية وقف إطلاق النار فهي لن يكون بإمكانها وقف الحركة المدنية بالكركرات كلما عن لها ذلك " يقول العثماني. بل وبلهجة شديدة، توعد العثماني جبهة الانفصاليين مؤكدا استعداد القوات المسلحة الملكية للقيام بواجب الذوذ عن الحدود الترابية للمغرب ووحدته وحماية أمن الساكنة الصحراوية فضلا عن تحصين جودة العلاقات بين دول الجوار ، وفق تعبير العثماني. وقال رئيس الحكومة، في هذا السياق، :"القوات المسلحة الملكية لكم بالمرصاد كلما سولت لكم أنفسكم تجاوز الحدود، وإن عدتم عدنا". وأوضح العثماني أن المغرب تحلّى بدرجة عالية من الصبر، ليس لأسابيع فقط وإنما لسنوات أمام استفزازات، وصفها ب"غير المنطقية ولا الموضوعية ولا المعقولة" . وقال العثماني، في هذا الصدد، إن المغرب نبه الأممالمتحدة إلى الخروقات، التي ترتكبها ميليشيات الجبهة الانفصالية، "ولكنهم تمادوا في طغيانهم وتجاوزوا كل الحدود، فكان لا بد من التدخل لردعهم"يؤكد العثماني. وثمّن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية موقف الملك محمد السادس إزاء أزمة الكركرات، قائلا: "نثمن الموقف القوي والحازم لجلالة الملك، الذي كان قد حذّر من أن المغرب لا يمكن أن يصبر إلى ما لا نهاية أمام استفزازات خصوم وحدته الترابية"، مضيفا: "المغرب يريد الحل السياسي ولا مشكل لديه في التفاوض والحوار، ولكن لا يمكن أن يقبل بالتجاوزات والاعتداء على أراضيه، وإلا فإن رده سيكون مزلزلا". وأكد رئيس الحكومة أن الهزيمة الجديدة، التي تلقتها ميليشيات البوليساريو سبقتها هزائم أخرى قاسية، تمثلت بالأساس في فتح عدد من الدول قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا أن هذه الخطوة "شكلت ضربة قاسية لأطروحة الانفصاليين كلها، لأنهم كانوا يتوهمون بأنه لا توجد دولة تعترف بمغربية الصحراء، ليأتي فتح هذه القنصليات ليُشكل اعترافا بمغربية الصحراء، ولينهي أطروحة الانفصال فيها". وأكد حزب العدالة والتنمية على لسانه أمينه العام "التفافه وراء القائد الأعلى للقوات المسلحة قائد أركان الحرب العامة، لإنهاء انتهاكات الانفصاليين"، معبّرا عن "تعاونه يدا في يد مع القوى السياسية والمدنية للدفاع عن سيادة البلاد". وأوضح العثماني أن المهرجان الخطابي، الذي نظمه حزبه، يروم المشاركة في التعبئة الوطنية الشاملة التي دعت إليها مختلف الأحزاب السياسية لدعم الجهد والمجهود الرسمي في ملف الصحراء المغربية، ودعم العمل التي قامت بها القوات المسلحة الملكية بتوجيهات ملكية سامية لإيقاف الانتهاكات التي قامت بها الجبهة الانفصالية بمعبر الكركرات. وزاد العثماني منبها إلى أن المغرب بحاجة للتعبئة للرد على ادعاءات وافتراءات الآلة الدعائية لجبهة البوليساريى، التي وصفها ب"الشرسة". وأضاف أنها بسبب هزائمها أضحت تروج لاختلاقات وأخبار زائفة وتلفيقات وفي مقدمتها اندلاع تشابكات عسكرية وسقوط ضحايا في صفوف أفراد القوات المسلحة الملكية .إذ شدد العثماني على أن بلاغ القوات المسلحة الملكية عن حيثيات تدخلها واضح ويؤكد عدم حدوث أية اشتباكات أو احتكاك بالمدنيين .