لم تجد البوليساريو حلا غير الهروب إلى الأمام، ردا على قرار مجلس الأمن رفم 2548 الذي جاء في صف المملكة المغربية بشأن الوحدة الترابية ليعزز مكانة الدولة المغربية و سعيها الحثيث في ايجاد حل سياسي لفك العزلة عن الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، و هو الحل الذي ينبغي أن يكون "واقعيا، وبراغماتيا، ومستداما، وقائما على التوافق"، وكذا للمسلسل الحصري الذي يجب أن يفضي إليه: وهو مسلسل الموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر، وموريتانيا، و"البوليساريو"، المطالبين بمواصلة الالتزام بروح من الواقعية والتوافق طوال مدته وبشكل يحقق الغاية منه. و جاء في التقرير ان مجلس الأمن الدولي يدعم مبادرة المغرب في رغبته بحكم ذاتي و هو ما تم وصفه بالمبادرة "الجادة وذات المصداقية"، فيما تم إنهاء هلوسات البوليساريو و الجزائر و وضع حد فاصل فيما يخص الادعاءات و الصراعات المفتعلة حسب القرار ذاته، و جاء فيه، أن "القرار الأخير لمجلس الأمن جاء ليؤكد الإقبار النهائي لأوهام الجزائر و(البوليساريو)". و اشار مصدر مقرب، أن "البوليساريو" تغطي من خلال تحركاتها على الفساد الذي يحدث في مخيمات تندوف، و التجاوزات اللاانسانية و الاعتقالات التعسفية من غير وجه حق، و المتاجرة في المساعدات الانسانية، و كذا التهرب من ضغط الاحتجاجات المتزايدة للمطالبة بتحقيق العدالة و جر الجناة الى المساءلة و التحقيق. و اشار المصدر ذاته إلى أن الأمر يتعلق بهروب إلى الأمام في مواجهة واقع ثابت، ألا وهو مغربية الصحراء على أرض الواقع، و خصوصا عبر ما تشهده المنطقة من تنمية اقتصادية و بشرية و عمرانية و اجتماعية و رياضية باستثمارات ضخمة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك، سنة 2015، فضلا عن النجاح الدبلوماسي من خلال افتتاح قنصليات عامة لستة عشر بلدا في كل من مدينتي العيون و الداخلة، و هو دليل دامغ على مغربية الصحراء، ناهيك عن افتتاح قنصليات لدول عربية اخرى في المستقبل القريب. وأكد المغرب ثبات موقفه و بعد نظره و ايمانه الراسخ بعدالة قضيته، وأبرز المصدر أن المغرب يظل "متشبثا باحترام الشرعية الدولية، لكنه سيظل ثابتا على مواقفه ولن يرضخ للمزايدات والاستفزازات من الأطراف الأخرى التي تسعى إلى جر المنطقة إلى دوامة من عدم الاستقرار". و في الختام اشار المصدر إلى أن مجلس الأمن سيظل شاهدا على الأفعال الخطيرة جدا التي تقترفها "البوليساريو"، والتي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة بأسرها و خرق معاهدة وقف اطلاق النار، و بالتالي نسف كل جهود الأممالمتحدة المبذولة التي تسعى لتحقيق السلم و حل النزاع المفتعل بشكل ودّي بعيدا عن نيران الحروب.