التصعيد، هذا ما اختاره رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ليكون الخيط الناظم والمتحكم في خطاباته الأخيرة . وفي أقل من 24ساعة وفي مناسبتين حزبيتين متواليتين، تعمد العثماني رفع العصا عاليا وتحديا أعلى للأحزاب وهو يجعل من مصلحة الوطن أفقا وهدفا لمخرجات الاستحاقاقات المقبلة برسم 2021. وبعد كلمة مطبوعة بسمة العصيان، ألقاها العثماني السبت 17أكتوبر الجاري بمكناس في لقاء دراسي حول القوانين الانتخابية، عاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ليكرر على المسامع كلمة تفيد وتؤكد تلاحم حزبه حول مواقف وصفها بالمبدئية، التي لا جدال فيها وخص بالذكر رفض احتساب القاسم الانتخابي على قاعدة عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية. بإصرار ظاهر، حتى وهو ينفي عنه وعن حزبه التشنج والتطرف في المواقف كما قال، شدد العثماني على أن حزبه غير مستعد لأن يتزحزح عن موقفه الرافض لتعديل القاسم الانتخابي بما تريده باقي الأحزاب مدعمة بوزارة الداخلية ضمن التعديلات المرتقب إدخالها على بعض مقتضيات مدونة الانتخابات في أفق استحقاقات 2021. وخصص العثماني كلمته الافتتاحية لأشغال اللجنة الوطنية للحزب يومه الأحد 18 أكتوبر 2020بالرباط، للتأكيد أمام متابعي اللقاء من أعضاء الحزب، على ما قال إنه "الموقف الموحد الواضح للحزب " الرافض لمقترح التعديل القاضي باحتساب القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية عوض عدد الأصوات الصحيحة المعبر عنها . واستطرد مشددا :"حنا ما تنلعبوش هنا نقولو حاجة فيما بيناتنا ونديرو حاجة أخرى ". وقال العثماني إن الدفع باتجاه تعديل القاسم الانتخابي فيه تحدي، أولا للمبادرات الملكية الرامية إلى تعزيز المسار الديمقراطي، والتي اعترف بها المنتظم الدولي . وزاد العثماني مشددا :" رسائل جلالة الملك في خطاباته الأخيرة واضحة وقوية إلى القوى الوطنية ودعوته كذلك واضحة لأجل التعبئة والتضامن والتعاون لتجاوز هذه المرحلة الوبائية وتبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية ". واعتبر العثماني، في هذا السياق، خلق أجواء سياسية مناسبة قبل استحقاقات 2021من ضمن المسؤوليات السياسية، التي دعا الملك محمد السادس الأحزاب لتحقيقها حفاظا على المكتسبات الديمقراطية. ونبه العثماني قائلا :"المغرب مصنف ضمن الدول الهجينة، التي عليها القيام بالعديد من الإصلاحات في سلم الديمقراطية وكل نكوص وتراجع يهدده وراهم باغيين الشوهة لبلادنا". وأضاف العثماني موضحا:" عوض الاهتمام بإجراءات تقنية بحثة كان من باب أولى تنقية الأجواء السياسية". كذلك، حرص العثماني على دعوة أعضاء الحزب، وخاصة قيادييه ومنتخبيه ومتحملي مسؤولية تدبير الشأن العام، إلى "مواصلة مواجهة الانتقادات والنضال والبقاء في مواقعكم وعدم الإذعان " . يقول العثماني مستطردا :" للتهجمات الظالمة والشرسة التي نتعرض لها في الحزب ويتعرض لها إخواننا الذين سندافع عنهم وندعمهم " ، ذاكرا بالاسم القيادي ادريس الأزمي الإدريسي، الذي دافع عن تعويضات المنتخبين. وزاد العثماني مستنكرا :"تعودنا على الهجومات والكيد والتنقيص والتبخيس والتيئيس وسنواصل ومللي تتهاجمو حزب العدالة والتنمية راكم تتعطيوه الشان". وفي ذات السياق، عاد العثماني ليكرر أن حزبه وُجد ليحارب الفساد حيث أكد أن الحزب ومنذ عشرين سنة خلت كان له "موقف تاريخي بتقديم مشروع قانون إلى الأمانة العامة للحكومة لتعديل قانون صندوق تقاعد البرلمانيين وبعدها سنة 2018 بتقديم مقترح تصفية الصندوق" يقول العثماني . ويضيف :" وأنا ساهمت من موقعي كرئيس للحكومة في الوصول إلى قرار إلغاء صندوق تقاعد البرلمانيين برفضي المبدئي لأن يستفيد هذا الصندوق من دعم مالي من الميزانية العامة وكل الأمل في أن يحدث توافق بين الأحزاب حول مجموعة من مشاريع القوانين المعطلة والمجمدة بالبرلمان لأسباب وحسابات ومواقف سياسية كما هو الحال بالنسبة للقانون الجنائي على سبيل المثال، المجمد بسبب مادة واحدة تتعلق بتجريم الإثراء غير المشروع وتمرير هذا القانون وتضمينه لهذه المادة مكسب وفيه ربح كبير لبلادنا في محاربة الفساد" يشدد العثماني.