اتهم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزيره في التشغيل والإدماج المهني، محمد أمكراز، بالتواطىء مع الباطرونا ضد الطبقة العاملة . وذلك، من خلال بلورة مدونة شغل غير ضامنة لحقوق الأجراء. وبشكل مباشر، اتهم موخاريق الحكومة في توجيه والتحكم في مخرجات اليوم الدراسي حول مدونة الشغل بين النص القانوني و التطبيق الفعلي، الذي انطلق يومه الجمعة 2أكتوبر 2020 بالرباط. وقال موخاريق، في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال اليوم الدراسي، الذي يستمر إلى غد السبت، إن الحكومة لها" نية التوجيه الضمني لاستنتاجات وخلاصات وتوصيات اليوم الدراسي بحيث تأتي لتركز على ضعف مدونة الشغل الحالية وعدم قدرتها على الاستجابة لظرفية الجائحة وبالتالي الدعوة إلى مراجعتها وإدخال المزيد من الهشاشة إلى عالم الشغل وشرعنة الفصل عن العمل والتسريح تحت يافطة ما يسمى بالمرونة". وزاد موخاريق موجها سهام الاتهام للعثماني وأمكراز مؤكدا : " لن نقبل في الاتحاد أن يكون ما سيصدر عن هذا اليوم الدراسي من ملاحظات واستنتاجات ملزما ولا قاعدة لأي تعديل لمدونة الشغل " واستطرد مشددا :" المتعارف عليه أن فترات الأزمات ليست مناسبة للتشريع الاجتماعي لأنه لن يكون إلا تراجعيا ومن ثمة سيرهن مصير الطبقة العاملة لعشرات السنين " . ونبه موخاريق موضحا أن ما يعيب ويضعف المدونة الحالية ليست مضامينها، الذي قال إنها تضمن الحد الاجتماعي الأدنى وكانت ثمرة حوار ثلاثي وعمل تشاركي، وإنما غياب الإرادة في تفعيل مضامينها . ولفت المسؤول النقابي، في هذا السياق، إلى أن جائحة كوفيد 19 أكدت غياب لجان حفظ الصحة والسلامة المهنية في أغلب المقاولات حيث إن فقط 26 في المائة من المقاولات تتوفر على هذه الهيئات، وغياب لجان المقاولة، كما أكدت أن حوالي 35 في المائة من الإضرابات، التي شهدتها السنوات الثلاث الأخيرة مردها إلى عدم احترام مقتضيات مدونة الشغل. ودعا موخاريق الحكومة إلى التخلي عن فكرة تعديل مدونة الشغل والعمل على تتميمها وتطويرها وتدعيمها باتفاقيات جماعية ومواثيق اجتماعية وطنية وقطاعية وبروتوكلات تراعي خصوصيات القطاعات المهنية المختلفة. وأعرب موخاريق عن التخوف من استغلال الحكومة بتواطء مع الباطرونا لظرفية جائحة كوفيد 19 لإنتاج مدونة شغل جديدة قال إنها لن تخدم حقوق العمال والعاملات . ولفت موخاريق إلى أن تدبير جائحة كوفيد 19 من الناحية الاجتماعية في ما يهم عالم الشغل " لم يتم التعامل معه بالمسؤولية اللازمة بل الأنكى أنه كان هناك سعي لاستغلال الظرفية العصيبة لمحاولة تمرير كل القوانين المجحفة في حق الطبقة العاملة في غياب تام للمقاربة التشاركية وفي مقدمتها القوانين التراجعية الممثلة في مشروع القانون التكميمي للإضراب ومشروع القانون التكميمي للنقابات المهنية . كما وجدها البعض فرصة سانحة لمواصلة الانتهاكات السافرة للحريات النقابية داخل المقاولات والوحدات الإنتاجية وهضم الحقوق وطرد الأجراء تحت ذريعة كوفيد19 وأمام الوضع المتفرج للحكومة". وشكك موخاريق في نوايا الحكومة بشأن اختيارها لتوقيت تنظيم هذا اليوم الدراسي، حيث اعتبر أنها الدوافع غير البريئة. إذ تساءل موخاريق قائلا :" اختيار هذا التوقيت يثير الاستفهام . إذ كيف يتم تنظيم لقاء حول مدونة الشغل والعديد من مقتضياتها أصبحت مجمدة بفعل الأزمة وتحت ذريعة أزمة كوفيد 19 ؟ وكيف يمكن أن نتساءل عن تطبيق مدونة الشغل وأعداد مهمة من العمال والعاملات فقدوا مناصب الشغل ومورد الرزق بسبب التسريحات الجماعية والفردية حيث إن ما يناهز 600 ألف أجير فقد عمله خلال الأزمة بمعدل 10 آلاف أجير يتم فصلهم يوميا حسب آخر التقارير الرسمية".