حلت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، يوم أمس بأكادير بدعوة من رئيس المجلس الجهوي للسياحة رشيد دحماز، وقد كان في انتظارها والي أكادير ورئيس الجهة، إلى جانب جيش من المهنيين بالقطاع السياحي ينتظرون الوصفة الكفيلة بإخراج السياحة من غرفة الإنعاش، وضخ بعض " السيروم" في شرايينها. المهنيون كما أوضح رشيد دحماز في لقاء مع الصحافة على هامش هذا اللقاء، لا يبحثون عن وضعية ما قبل كورونا، ولكن يتلمسون الحلول فقط لتحقيق الظروف الدنيا لاستئناف القطاع السياحي، وشروعه في التعافي تدريجيا أملا في بلوغه ذروة العطاء خلال الصيف المقبل، وعبر دحماز عن تفاؤله بأن الصيف المقبل سيشكل قمة العطاء. الوزيرة اكتفت بإلقاء كلمة أمام وسائل الإعلام بعد انتهاء لقائها بالمهنيين، وشددت خلالها على أن إنعاش السياحة رهين باستئناف الرحلات الجوية نحو الخارج، مع العمل على خلق كل الشروط التحفيزية لاستقطاب السياح، من بينها ربط جهة سوس ماسة بالسوق الأوروبية وتقديم عرض سياحي يتجاوب مع المنافسة الدولية كما شددت على تسويق منتوج جديد يتعلق بجودة التدابير الاحترازية الصحية بالمغرب من اجل جلب السياح الاجانب. معتبرة ان الثقة في المنتوج السياحي المغربي مرتبطة بوضع بروتوكول صحي متكامل في ظل استمرار انتشار وباء كورونا بالعالم وكشفت الوزيرة في اللقاء -الذي تم خارج أعين الصحافيين_ أن الجلسة خصصت الحيز الكبير منها لتقييم ومناقشة عقد البرنامج الموقع بين الدولة ومهنيي القطاع السياحي، كما تم بحث إمكانية دعم المهنيين غير المرتبطين بالعقد لمساعدتهم على تجاوز محنة كورونا ، ومعلوم أن عقد البرنامج حمل إلى المهنيين مجموعة من التحفيزات لتأهيل القطاع، وقد وقفت الوزيرة عن قرب على الشلل الذي يعيشه القطاع من خلال الكلمات التي تلت عرضها. رشيد دهماز رئيس المجلس الجهوي للسياحة، لم يرمي الصحافيين بالورود خلال الندوة التي عقدها على هامش اللقاء يوم أمس، قال " إن الوضعية كارثية واستثنائية بكل المقاييس، لم أعرف موسما مر مثل هذه السنة مند أن قدمت إلى هذه الدنيا" وأضاف " إن الصورة التي يوجد عليها القطاع السياحي بكل روافذة، سوداء قاتمة تسير بنا في نفق مظلم " كما عرض دحماز أوجه وتشعبات هذه الصورة المظلمة والتي عمت الفنادق والمطاعم، والمرشدين الساحيين والنقل السياحي، ومؤسسات التنشيط.... وأوضح دحماز أن الوزيرة حلت بأكادير بدعوة من المهنيين، وقد كان اللقاء معها مثمرا تم خلاله الاتفاق على بعض النقط الاساسية لانطلاق السياحة والشروع في تعافي القطاع بشكل تدريجي، وأضاف بأن المغرب يجب إخراجه أولا من المنطقة الحمراء، وتوفير محتبرات خاصة ومصحة مع التعامل تدريجيا مع السوق من خلال مخطط طويل الأمد. دحماز قال بأن أكادير كانت سباقة للقطاع السياحي وكانت تضخ ستة ملايير في صندوق الدولة ومن حقها ان تسترجع اليوم جزء مما قدمته للدولة من خلال القطاعات الحكومية. ومعلوم أن عقد-البرنامج لدعم وإنعاش قطاع السياحة 2020-2022 ، الذي كان ضمن الحديث بين الوزيرة والمهنيين وقعته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ووزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ووزارة الشغل والإدماج المهني، من جهة، والقطاع الخاص ممثلا في الكونفدرالية الوطنية للسياحة، والتجمع المهني لأبناك المغرب من جهة أخرى، ويروم المحافظة على الوظائف وعلى النسيج الاقتصادي و تحفيز الطلب وإحداث تحول هيكلي في القطاع.