اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء أن بلاده حققت "انتصارا" على الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي، مع رفض الغالبية العظمى من أعضائه التجاوب مع مسعاها لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إعادة فرض هذه العقوبات التي كانت رفعت بموجب الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى عام 2015. لكن دولا عدة، بينها حلفاء تقليديون لواشنطن لا سيما الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، رأت أن الإجراء يفتقد للأساس القانوني، خصوصا وأن الولاياتالمتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق في العام 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران. وقال روحاني في كلمة له خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته "اليوم، الأمة الإيرانية حققت نجاحا كبيرا على المستوى السياسي، القانوني، والدبلوماسي في الأممالمتحدة". وتابع في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي "سبب الانتصار كان حصرا صمود ومقاومة الشعب"، مضيفا "انهارت عظمة الولاياتالمتحدة، والهيمنة التي اعتقدت أنها تتمتع بها في العالم". وتلقت واشنطن في منتصف آب/أغسطس الماضي انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن لدى محاولتها تمديد حظر الأسلحة على طهران، والذي ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر طبقا للاتفاق النووي. يضاف الى ذلك، عدم تجاوب المجلس مع إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل نحو شهر تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الدولية، وأيضا إعلانه الأخير دخول هذه العقوبات حيز التنفيذ مجددا. وحذرت واشنطن من "عواقب" على الدول التي لا تلتزم بهذه العقوبات. ورأى روحاني ان واشنطن تشن "حربا اقتصادية" على بلاده. وأوضح "الحرب الاقتصادية بدأت ضدنا عام 2018، هي ليست مسألة عقوبات، نحن في حرب اقتصادية (في مواجهة) الولاياتالمتحدة بكل قدراتها"، معتبرا أنه "عندما فرض الأميركيون الحرب علينا في 2018، أرادوا قلب النظام" في الجمهورية الإسلامية. لكنه شدد على أن الأميركيين "لم يحققوا أيا من أهدافهم. لقد ارتكبوا الأخطاء في كل حساباتهم". وتأتي تصريحات روحاني غداة إلقائه كلمة بلاده عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأكيده خلاله أن إيران ليست "أداة مساومة" في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وأن على أي إدارة أميركية جديدة أن "ترضخ مضطرة لمقاومة الشعب الايراني العظيم". وحضر الملف الإيراني أيضا في خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد أن باريس وبرلين ولندن لن "تتنازل" عن رفضها دعم إعادة فرض العقوبات الأممية، مشددا في الوقت عينه على أن بلاده "لن تقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران". ولم يتطرق روحاني في كلمته الأربعاء، الى موقف ماكرون الذي عبر عنه الثلاثاء.