الحقيقة لم تفاجئني تصريحات السيدة فتيحة اعرور المساندة لإرهاب الجماعات التكفيرية والمتطرفة للمغرب بمناسبة الحملة المنسقة التي شنها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على معاقل هذه التنظيمات المنتمية للخلية الإرهابية "، المرتبطة بتنظيم "داعش يوم الخميس 10 شتنبر 2020 بكل من مدن تمارةالصخيراتتيفلت وطنجة والتي جنبت المغرب سيولا من الدماء بفعل المخططات الجهنمية للجماعات الإرهابية التي كانت تستعد لشن هجماتها على امننا وسلامتنا وسلامة وطننا العزيز،حيث تم حجز سترات مفخخة، وأقنعة حاجبة للملامح وأسلحة بيضاء، وآلات للتلحيم، ومعدات متنوعة تدخل في تحضير وإعداد الأجسام المتفجرة، علاوة على مستحضرات ومواد كيميائية أظهرت الخبرة التقنية بأنها قادرة على تصنيع وتحضير أربع أنواع من المواد المتفجرة شديدة الخطورة. فتيحة اعرور اعتبرت في تدوينة لها ان تدخل البسيج مجرد مسرحية وظلم وظلمات... حقا يشعر المرء امام هذا التصريح الارعن والطائش ان قاموس فتيحة لا يختلف في شيء عن قاموس الجماعات الارهابية، جماعات تعادي الدولة والوطن والمواطنين وتعتبر حماية امن الوطن مجرد مسرحية لان من اعتاد تأليف المسرحيات الهزلية عن بلاده ومهاجمتها صباح مساء بشكل يكشف عن عقدة نفسية يستحيل شفائها لا يمكن الا ان ننتظر منه مختلف صور الخيانة خيانة الذات والضمير والامة والوطن لانه اذا كان يمكن تفهم انتقاد اي مؤسسة بروح من الوطنية الصادقة فلا يمكن مهاجمة امن الوطن والمواطن الا من روح انهزامية تعيش الخيانة والبؤس فكرت اكثر من مرة كيف يمكن اعتبار الارهاب مسرحية وكيف يمكن تصنيفه ضمن الظلم والظلمات فوجدت ان هذا القياس او التفسير الا يوجد الا في مخيلة مريضة لا تعترف بحقوق الانسان ولا بالاوطان ،فالحق في الامن والسلامة يشكل حقا مقدسا لكل مواطن وهو من النظام العام توفره الدول لمواطنيها لينعموا بحياة هادئة مطمئنة فهو عنوان الحق في الحياة والكرامة والمواطنة الحقة،لان الفصل 20 من الدستور نص على انه "لكل فرد الحق في سلامة شخصه وأقربائه، وحماية ممتلكاته. تضمن السلطات العمومية سلامة السكان، وسلامة التراب الوطني،في إطار احترام الحريات والحقوق الأساسية المكفولة للجميع". وهكذا فلا يمكن لمن باع كرامته واسترخص حياته الا ان يرى الابيض اسود والإرهاب مسرحية والحق ظلم لانه اختلط عليه الحابل بالنابل ولم يعد يميز بين الخير والشر وبين الشرف والخيانة وبين الارهاب والسلم وبين الحقيقة والمسرحية أي بين الشيء ونقيضه.. انهم يرون في نجاحات وطننا في كل المجالات هزيمة لهم لانه يحبون وطنا فاشلا كنفوسهم الفاشلة ليجربون وصفاتهم المهترئة علينا.. وهنا استحضر القول البليغ لملك البلاد محمد السادس عن هذه الفئة الضالة لوطنها وامنه وسلامته ، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، إنه "ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا. صحيح أن الوطن غفور رحيم، وسيظل كذلك. ولكن مرة واحدة، لمن تاب ورجع إلى الصواب. أما من يتمادى في خيانة الوطن، فإن جميع القوانين الوطنية والدولية، تعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى. إننا نعرف أن الإنسان يمكن أن يخطئ، ولكن الخيانة لا تغتفر. والمغرب لن يكون أبدا، مصنعا لشهداء الخيانة". إن حماة الوطن جاهزون للتصدي لاي مخطط يمس امن الوطن وسلامته ويكفيهم فخرا ما سمعوه في ارض الميدان أثناء التدخل لمحاصرة الخلية الإرهابية من اعتراف وتشجيع من المواطنين في اسطح العمارات والمنازل وفي شرفاتها و في الطرقات ،وتلكم هي الوطنية الصادقة النابعة من الأعماق ،اما الترهات والادعاءات فلا تحرك ساكنا في نفوسنا ،لكننا مع ذلك سنطالب كفاعلين مدنيين وحقوقيين بمحاسبة هؤلاء جنائيا عما اقترفوه من جرائم في حق الوطن والمواطن.