بعد الجدل المثار حول الاتهامات الموجهة لمصالح وزارة الصحة بشان اهمال مرضى كورونا، تخرج التيجانية فرتات، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والمديرة السابقة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط، لتكشف عبر شهادة مؤثرة ومؤلمة حقيقة ما يعيشه المرضى من اوضاع في المستشفيات المخصصة لعلاج المصابين بكورونا كوفيد 19،والتي تسببت في موجة من التنديد على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي . فرتات التي انتقدت بلغة موليير الأوضاع بالمستشفى وتعامل المصالح الطبية مع المرضى، أكدت في تدوينتها الفايسبوكية أنه "خلال يومين لم نر ظل طبيب أو ممرضة، كل هؤلاء الشابات والعجائز القلقون ينتظرن الدواء المعجزة منذ أربعة وبعضهن لمدة خمسة أيام. لا يوجد تفسير ، ولا معلومات تتسرب، ولا مسؤول يتفقد ، لا أحد للتحدث معه. المصابون بكوفيد هم مثل ضحايا الطاعون. هذا طبيعي ، الفيروس شديد العدوى. لكن من المفترض أن يحمي الطبيب نفسه من أجل الوصول إلى المريض". وجاء في التدوينة على الفايسبوك والتي انتشرت بشكل واسع، أنه مباشرة بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا، تم نقلها يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الثامنة مساء الى مستشفى الميداني بسيدي يحي الغرب المخصص لاستقبال وعلاج مرضى كوفيد19. وأنه منذ تلك اللحظة تلقت عدة مكالمات هاتفية من مسؤولين سامين بوزارة الداخلية والمندوب الجهوي للصحة وانها اجابت على جميع الاسئلة. مضيفة انها أقتنعت حينها أن "الدولة مهتمة برفاهيتي كمواطنة". وتواصل المسؤولة السابقة بوزارة التربية الوطنية سرد تفاصيل رحلة كشف الحقائق الصادمة " تم نقلي إلى رواق شاسع، عند المدخل يوجد العديد من الأشخاص يتحدثون إلى مسؤول ويخبروه أن لا علاج بالداخل، وأن كل ما يفعلونه هو النوم والأكل" . وتضيف التدوينة " لقد تعودت ، على أي حال ، وبصفتي مديرة سابقا ، "تأثير" الحشد "فعليك أن تتأكد بنفسك مما يُقال" . وبخصوص التغدية تواصل فرتات إماطة اللثام عن تفاصيل "اهمال"مرضى كوفيد بالمستشفيات الميدانية، بدقة متناهية، إذ أكدت أنها اقامت في الجناح المخصص للنساء وفي غرفة فردية، وانها حصلت في المساء على وجبة العشاء في اكياس فردية، التي كانت تضم من العناصر الغدائية ماهو أساسي ، ماعدا بالنسبة لها وهي المصابة بداء السكري. وجاء في التدوينة " سأدرك بسرعة أن الناس في المستشفى يأكلون وينامون فقط"، إذ لا توجد متابعة طبية، أو مراقبة درجة الحرارة أو ضغط الدم، بل فحص يتيم لتخطيط القلب انجز بعد يومين من الوصول إلى المستشفى . وبخصوص النوم تقول التيجانية أن الهواتف و الإضاءة القوية، تمنع من الخلود للراحة، وأنه لا يفصل اروقة الرجال عن النساء إلا ممرات ،وأن الرجال يعبرون القسم المخصص للنساء للذهاب إلى دورات المياه أو الحمامات دون حرج .