مازال مؤشر الإصابات المؤكدة بكوفيد 19 في تصاعد متجاوزا سقف 1000 حالة منذ الإعلان عن تسجيل أزيد من 500 حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد بلالة ميمونة بإقليم القنيطرة يوم الجمعة الماضي، ليتم تسجيل 349 حالة إلى حدود صباح الثلاثاء الأخير، نسبة منها لعمال وعاملات بتلك البؤرة الوبائية ومخالطيهم، وجزء آخر ببؤر جديدة بجهات طنجة والعيون والدارالبيضاء. الارتفاع المتواصل في عدد الحالات المؤكدة بالفيروس بدائرة لالة ميمونة، المكونة من أربع جماعات محلية هي الشوافع ولالة ميمونة ومولاي بوسلهام وسيدي بوبكر الحاج، جعل الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة يأمر بفتح بحث قضائي حول ظروف وأسباب تفشي مرض كوفيد 19 على الخصوص بثلاث وحدات لتثمين الفواكه الحمراء بمنطقة لالة ميمونة بإقليم القنيطرة، والتي سجلت حالات كثيرة ساهمت في ظهور بؤرة وبائية، مع العلم أن المنطقة الموبوءة تضم أكثر من 20 معملا للفراولة وآلاف العاملات من عمالات العرائش ووزان وسيدي قاسم وسيدي سليمان والقنيطرة. وفور صدور التعليمات باشرت الفرقة الوطنية للدرك الملكي جمع كل المعطيات المتعلقة بملف لالة ميمونة وجرد لائحة بأسماء المسؤولين الإداريين والخواص الفاعلين بالمنطقة، حيث ينتظر الاستماع إلى مسؤولين بالسلطات المحلية والدرك الملكي ورئاسة لجنة اليقظة بالمنطقة إضافة إلى أرباب الوحدات والضيعات. ويهدف هذا البحث القضائي، حسب البلاغ، إلى تحديد المخالفات الجنائية التي أدت إلى إصابة مجموعة من العاملين والعاملات الفلاحيين بفيروس كوفيد-19، ولا سيما ما تم ارتكابه من إهمال وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لوقاية العمال، أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة، وفي مقدمتها المقتضيات القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتدابير الوقائية والحاجزية، المفروضة من طرف السلطات العمومية، خلال حالة الطوارئ الصحية. وأبرز البلاغ أن البحث يستهدف، أيضا، تحديد الجهات المسؤولة عن ذلك، على أن يتم ترتيب الأثر القانوني الملائم على نتائج هذا البحث. ومن الضروري الإشارة إلى أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة أمر بهذا البحث القضائي، الذي عهد به إلى الفرقة الوطنية للدرك الملكي، بعد اطلاعه على البحث الإداري الذي أنجزته اللجنة المشتركة المكونة من وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الشغل والإدماج المهني بشأن ظروف وأسباب تفشي مرض كوفيد 19 على الخصوص بثلاث وحدات لتثمين الفواكه الحمراء بمنطقة لالة ميمونة بإقليم القنيطرة، والتي سجلت حالات كثيرة ساهمت في ظهور بؤرة وبائية. وأوضح مصدر محلي مسؤول أن السلطات مازالت تسارع الزمن لحصر عدد المصابين والمخالطين الذين ما زالوا يتزايدون يوما بعد يوم، حيث يتوقع، حسب المصدر نفسه، أن يتجاوز في المجمل أربعة آلاف خلال الساعات المقبلة، تتحدر منها الحالات المؤكدة إصابتها اليوم لاتخاذ الإجراءات لحصر دائرة المخالطين وتطويق المناطق التي تتحدر منها عاملات الفراولة لتفادي خروج الوضع عن السيطرة. وكان وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، قد أعلن السبت الماضي بالرباط أنه تقرر فتح تحقيق من طرف لجنة مكونة من وزارات الصحة والفلاحة والشغل والداخلية لتحديد المسؤوليات، على إثر ظهور بؤرة وبائية للعدوى بفيروس كورونا في بعض الوحدات الخاصة بتعليب الفواكه الحمراء بإقليم القنيطرة، وأنه تم إنشاء مستشفى ميداني بجماعة سيدي يحيى الغرب سيخصص لاستقبال حوالي 700 حالة إصابة تم اكتشافها بهذه البؤرة، وهو العدد الذي تطور فيما بعد.