تلقيت حكاية طريفة من أحد الأصدقاء بشأن شرائح من الناس تدمن على "بوليصة التأمين"(عقد التأمين). لذلك يحرصون على تأمين كل شيء من مخاطر الحياة إلى الأمراض إلى تأمين المنزل ضد الحريق والسرقة حتى نصل إلى تأمين السيارة . أعود إلى الحكاية، لكن قبل أن أخوض في تفاصيلها، ستلاحظون أنني أغفلت مهنة صاحب الحكاية، إذ تعلمت من مقال كتبته قبل سنوات عدم الإشارة في الحكايات الطريفة إلى المهنة حتى لا يعتبر ما أكتبه إساءة لأصحابها، إذ المهنة الوحيدة التي يجوز للصحافي أن يسخر منها هي مهنته..فقط لا غير. تقول الحكاية إن شخصاً إشترى 24 من لفافات التبغ (سيجار) من النوع الفاخر وباهظ الثمن، ثم بادر إلي التأمين عليها من عدة أشياء من بينها الحريق. في غضون أسابيع دخن ذلك الشخص لفافات التبغ بأكملها، حتى قبل أن يسدد القسط الأول من بوليصة التأمين، لكن على الرغم من ذلك أقام دعوى ضد شركة التأمين . وقال في شكايته بأنه فقد جميع لفافات التبغ التي كان قد بادر بالتأمين عليها في سلسلة حرائق صغيرة. في البداية رفضت شركة التأمين أن تدفع تعويضاً بحجة أن الشخص استهلك لفافات التبغ بتدخينها بطريقة عادية،متعارف عليها بين جميع الناس، ورفضت المحكمة الدعوى، واعتبرتها تافهة. استأنف الشخص الحكم، وعلى مستوى الاستئناف أشار القضاة إلى أن عقد التأمين ملزم للشركة ويشمل التأمين على جميع لفافات التبغ ضد الحرائق. لكن دون تحديد ما إذا كان هناك نوع مقبول من الحرائق( إشعال السيجار بهدف تدخينها). وأصدرت محكمة الاستئناف حكماً لصالح الشخص لأن بوليصة التأمين تلزم الشركة بدفع تعويضات ضد الحرائق دون أن تحدد نوعها. بعد ذلك ارتأت إدارة شركة التأمين عدم تصعيد الأمر تفادياً لنفقات جديدة وتبديد الوقت أمام المحاكم، ودفعت تعويضاً مالياً للشخص، لكن بمجرد أن استلم التعويض تقدمت شركة التأمين بشكوى تطالب فيها إعتقاله وذلك بتهمة "إشعال 24 حريقاً صغيراً متعمداً". أختم لكم بمسألة ربما لم ينتبه لها كثيرون ، تكمن في سؤال تطرحه "فيسبوك" على جميع من لهم صفحات أو حسابات في الشبكة، يقول السؤال حرفياً: قرر ماذا سيحدث لصفحتك في حالة الوفاة. وتقترح عليكم الشبكة ما يلي: اختر شخصًا لرعاية حسابك بعد رحيلك يمكنه أن يقوم بالتالي: "إدارة عمليات الإشادة في ملفك الشخصي، وتتضمن تحديد من يمكنه النشر ومشاهدة المشاركات، وطلب إزالة حسابك والرد على طلبات الصداقة الجديدة وتحديث صورة ملفك الشخصي وصورة الغلاف". بربكم هل هذا سؤال يطرحه علينا مارك زوكربيرغ، في زمن الأوبئة.