فاجأ المخرج الأمريكي الكبير كوينتن تارانتينو، عشاقه بإعلانه عن قرار جديد فحواه «لم أعد مخرجا ولكن كاتبا» أعلنه عبر موقع «بروميير». القرار سيدخل حيز التنفيذ مباشرة، بعد إخراجه فيلمه السينمائي الطويل العاشر، حينها سيطلق الكاميرا، ويعقده قرانه على القلم، ويعتمر قبعه الناقد. وبرر مخرح «أبوكاليبس نوو» تفكيره في الإقدام على هذه الانعطافة في مسيرته، بهزالة مستوى الأشخاص الذين يكتبون على الأنترنيت. أو يسجلون البودكاستات، لهذا أكد بأنه لم يعد يفكر في مستقبله، كمخرج، بل حول بوصلة كل اهتمامه نحو الكتابة، محاولا أن يصنع لنفسه اسما في عوالمها «أريد أن أكتب مسرحيات، روايات، مؤلفات حول السينما..والآن بعدما خلعت جبة المخرج، أشعر بأنني أمتلك كامل الحرية لتقييم أعمال وأفلام الأخرين» يضيف مخرج «بيلب فيكشن». وقبل أن يخرج تارانتينو علانية ويزف للجميع خبر انتقاله إلى الكتابة، دشن فعليا أولى خطواته في دربه الجديد، ونشر عددا من مقالاته النقدية، حول أفلام الستينيات والسبعينيات بموقع «نيو بيفرلي». وكشف تارانيتيو في حواره مع الموقع ذاته، بأنه ترعرع على قراءة أعمال نقدية تحمل توقيع مهنيين، ساردا أسماء بعضهم من قبيل بولين كيل، أندرو ساريس، معتبرا إياهما كمراجع، في زمن كان يتطلب لتكتب مقالات عن الأفلام، أن تمتلك ناصية تركيب جملة، أن تفكر سينمائيا، وأن تكون مرسما من طرف هيأة تحرير، «أما اليوم هناك دمقرطة صارت معها كل المتطلبات السابقة لا اعتبار لها كمقومات أساسية، لتكون نتيجتها -أي الدمقرطة» في النهاية إنتاج حفنة من الهراء» يوضح مخرج فيلم «حدث ذات يوم في هوليود». وسجل تارانتينو في إطار نقده لما يكتب حول السينما، بأن هناك ضعفا على مستوى الاستثمار في الجانب النظري، التحليل والكتابة، كل هذا يرجح حسب رأيه كفة من يجيدون ويعلمون كيفية الكتابة. وفي رده عن سؤال كيف يمكن الوصول إلى كتابة نقد سينمائي جيد؟ أجاب تارانتينو بأن أولا شيء يجب أن يكون لديك شيئا ذا أهمية لقوله، أو تطور جدالا مطروحا، أو تثير ملاحظة ما أو تفصيلة صغيرة حول ممثل أو تيمة أو مخرج «وعلى ضوء الكتابة يجب أن أكتشف شيئا أعمقا حول الفيلم أو الأحاسيس الخاصة بموضوعه. من الممكن أن أبدأ بكتاية نقد سلبي حول الفيلم وأغير بعدها رأيي وأنا في الطريق. وفي النهاية لا بد أن تكون هناك خاتمة جيدة، وإنهاء المقال بطريقة مرضية». يؤكد مخرج فيلم «ريزيرفوار دوغز».