ذكرت مصادر مطلعة أن النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة أمرت بوضع عنصرين من القوات المساعدة التابعين لإحدى الملحقات الإدارية رهن الحراسة النظرية، في أفق عرضهما عليها للنظر في واقعة الاعتداء على قاض بنقطة مراقبة بأحد أحياء المدينة. وفي تفاصيل هذه الواقعة، التي رواها الضحية بحرقة روى في تسجيل صوتي، سرد فيه معاناته والتعسف الذي طاله، وهو مسؤول قضائي، أبت بعض الأيادي التي لا تؤمن بالحوار، ولا تجد من سبيل لفرض الأمر الواقع غير السباب والعنف وسيلة لتفاهم من نوع خاص. وتؤكد خلاصة الحادثة التي كان عرضة لها قاض من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، بعد أن اختار إيصال ما تعرض له من اعتداء على يد عنصر من القوات المساعدة في أحد نقط المراقبة المنتصبة خلال فترة الحجر الصحي. وقد حكى القاضي الذي يشغل مهمة نائب وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية، الأستاذ "ق. ه"، تفاصيل الإعتداء عليه من طرف عنصر من القوات المساعدة عند مدخل الحي الذي يحمل اسم بنكيران بمدينة طنجة. وقال قاضي النيابة العامة في التسجيل الصوتي الذي شاركه مع زملاء له ضمن مجموعة على الواتساب، استمع إليه موقع (أحداث أنفو)، أنه كان يقصد أحد الأسواق للتبضع، وهو السوق القريب من الحي الذي يقطن به القاضي الضحية. وعند مدخل الحي وعند تجاوزه لنقطة مراقبة كان يقف بها عناصر من القوات المساعدة، في غياب لعناصر من الأمن الوطني، كما جرت العادة بذلك، وبعد تجاوز الحاجز، يقول نائب وكيل الملك بابتدائية طنجة: "رأيت سيارة قبلي وقد مرت فتحركت وراءها قبل أن اسمع كلمة "الحيوان" مباشرة علمت انها موجهة لي لكني قلت مع نفسي قد تكون موجهة للشخص الذي مر قبلي لكن قلت مع نفسي سأقتسمها معه". وهي عبارة السب التي تكررت للمرة الثانية، ليدرك القاضي أنه المستهدف بها، حيث توقف واتجه نحو عنصر القوات المساعدة مستنكرا مثل هذا الأسلوب في التعامل، ورغم كشفه عن هويته تواصلت الإهانة، قبل أن يتفاجأ بعنصر آخر وصف بأنه طويل ولونه يميل إلى السمرة وضخم الجثة، وطلب منه بطاقته غير أن الوكيل لم تكن بحوزته. "قلت له تعالى معي إلى الدائرة او اتصل بأحدهم سيؤكد لك أنني وكيل الملك" يقول القاضي، لكن يظهر أن عنصر القوات المساعدة الذي لم يصدق الرواية، اختار أن "يترمضن" مفضلا استخدام القوة واللجوء إلى العنف، حيث يقول نائب وكيل الملك: "شدني من عنقي وزير عليا بزاف.."، موجها إليه لكمات للعنق، ليقول القاضي: "ملي تفكيت منو حاولت نتصل برئيس الدائرة لكن عاود رجعلي زولي تلفون وبدا تجرني حتى دخلني سطافيط وقالي بالحرف ليوم نقتل موك اوكيل الملك". وبعد أن تعرف عليه أحد عناصر القوات المساعدة، بعد إركابه قسرا وبالقوة بسيارة المصلحة، انطلقت طلبات الصفح والسماح التي يظهر أن القاضي الضحية لم يستجب لها.