استقبل الرئيس دونالد ترامب، البرفسور الأمريكي من أصل مغربي منصف السلاوي، بالبيت الأبيض، وعينه مستشارا له لعملية تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، مع الجنرال جوستاف بيرنا، رئيسا للعمليات. والسلاوي (61 عاما) حاصل على دكتوراه في علم الأحياء الجزيئي والمناعة من جامعة "ليبر دو بروكسل" ببلجيكا، ودكتوراه في الطب بجامعة هارفارد ومثلها بجامعة تافتس، وعمل في السابق رئيسا لقسم اللقاحات في شركة "غلاسكو سميث كلاين". وفي سجله إنجازات علمية وبراءات اختراع عديدة، أهمها تطويره لقاحات للوقاية من التهابات المعدة والأمعاء وسرطان عنق الرحم والملاريا والإيبولا. يعرف السلاوي، المولود في مدينة أغادير وسط المغرب عام 1959، بشغفه بعالم اللقاحات والأدوية ضد الفيروسات وخبرته بعلم البيولوجيا. وهو أيضا من العلماء المعروفين حول العالم باجتهاداتهم وإنجازاتهم العلمية في مجال اللقاحات وعلم المناعة. غادر السلاوي المغرب نحو فرنسا وعمره بالكاد 17 عاما من أجل دراسة الطب، بعد أن حصل على شهادة البكالوريا بثانوية "محمد الخامس" في مدينة الدارالبيضاء. غير أنه انتقل سريعا لبلجيكا لدراسة البيولوجيا الجزئية، وحصل هناك على الدكتوراه وتزوج زميلة له في نفس الجامعة متخصصة في علم الأعصاب، اكتشفت لقاحا ضد فيروس ظهر في الثمانينيات كان يهاجم الأبقار شبيه بفيروس نقص المناعة لدى البشر. وبعد 27 عاما قضاها أستاذا جامعيا بالعاصمة البلجيكية بروكسل، غادر وزوجته نحو الولاياتالمتحدة ليصبح أستاذا في جامعة هارفاد ببوسطن ويساهم في اكتشاف غالبية لقاحات علم المناعة. مقام السلاوي في أمريكا لم يقتصر على التدريس، بل شغل مناصب في شركات رائدة في مجال صناعة اللقاحات والأدوية، بينها: مسؤول قسم البحث والتطوير ثم رئيسا لقسم اللقاحات في شركة "غلاسكو سميث كلاين". كما أشرف على تطوير 24 لقاحا جديدا لفيروسات متطورة بين عامي 2011 و2016، والتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل رسمي. وساهم بشراكة مع شركة "فيرلي" المتخصصة في علم الحياة، في مشروع صنع أنظمة إلكترونية صغيرة قابلة للزرع، تستخدم لتصحيح النبضات العصبية الشاذة وغير المنتظمة. لكن في ظل الحرب ضد كورونا، انخرط السلاوي بارتباطات مهنية مع العديد من شركات الأدوية، مثل "غلاكسو سميث كلاين"، التي تعمل على تطوير لقاح مع شركة "سانوفي"، كما أنه عضو في مجلس إدارة شركة "موديرنا"، وهي واحدة من أولى الشركات التي قامت بإجراء تجارب سريرية لأحد اللقاحات. ومع تكليفه الجديد من ترامب، سيخوض السلاوي المعركة الأصعب في مساره العلمي الحافل، وهو الوصول إلى لقاح فعال ضد كورونا. السلاوي ظهر في برنامج حواري اسمه "حديث مع الصحافة" على القناة الثانية، في 12 أبريل الماضي. آنذاك قال السلاوي إن "هناك 800 دراسة سريرية تجرى في العالم من أجل تحديد كل الخصائص التي تتعلق بفيروس كورونا المستجد والعمل على تطويقه، حتى يتأتى توفير دواء يمكن من تقليصه والحدّ من استنساخه وتكاثره". وتابع: "وفي مرحلة ثانية، العمل على الحيلولة دون أن تؤدي مناعة جسم المريض إلى الرفع من معدلات مضادات الأجسام وأن تظل في المستوى المطلوب". وأضاف أن "هناك أكثر من 30 لقاحا في طور التجريب، وأن لقاحين اثنين انتقلا من مرحلة التجريب الحيواني إلى مرحلة الدراسة السريرية على الإنسان". وأشار إلى أنه من الممكن أن يتوفر لقاح ضد الفيروس في العالم خلال السنة الجارية ومطلع سنة 2021. ويعتقد السلاوي، كما جاء في حواره مع القناة المغربية، أن "نقطة ضوء كورونا أن فيروسات الحمض النووي الريبوزي التي تخصه لم تتغير، خلافا لما يقع بخصوص فيروس الأنفلونزا الذي يتغير كل سنة، لذلك يمكن محاصرته إن ظل الوضع على هذه الحالة". ويأتي تكليف السلاوي بعد أسبوعين من إعلان الرئيس ترامب عن عملية تهدف لتسريع إنتاج لقاح مضاد ل"كوفيد-19" وتنظيم خطط توزيعه. وسيساعد العالم المغربي في تنسيق العمل من أجل تطوير لقاحات وعلاجات لكورونا، في إطار جهد مشترك بين عدة قطاعات وزارية. وجرى تعيين السلاوي خلفا للطبيب "ريك برايت"، الذي كان مكلفا بالبحث عن لقاح ضد كورونا قبل أن يعزله ترامب في أبريل الماضي عقب معارضته استخدام دواء "الهيدروكسي كلوروكين" في علاج مرضى كورونا. وفي وقت سابق، دعا ترامب إلى الإسراع بطرح لقاح في السوق هذه السنة، في إطار عمل لجنة أطلقت عليها الإدارة الأمريكية اسم "أوبيرايشن وورب سبيد". وتهدف هذه اللجنة، وفق وسائل إعلام أمريكية، إلى توفير 100 مليون جرعة من اللقاح بحلول نوفمبر المقبل، و200 مليون في ديسمبر و300 مليون بحلول يناير 2021