100 مليون سنتيم، هذا هو المبلغ الذي قرر المجلس الجماعي بسيدي رحال الشاطئ تخصيصه من أجل دعم الفئات الهشة والأسر المعوزة، والطبقات المتضررة من حالة الحجر الصحي، التي تعيشها جماعة سيدي رحال الشاطئ الخاضعة لنفوذ عمالة إقليمبرشيد، على غرار باقي الجماعات والمدن المغربية، تطبيقا لحالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها وزارة الداخلية بتاريخ 19 مارس الماضي. ولأن "المناسبة شرط" كما يقال، فإن شرط تخصيص جماعة سيدي رحال الشاطئ للميزانية المذكورة، والمحددة في مبلغ مليون درهم، يتزامن مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الذي يأتي هذا العام في ظروف استثنائية أوقفت الحركة في شريان العديد من المجالات، واضطرت أرباب وأبناء العديد من الأسر المغربية إلى التوقف عن العمل، وملازمة البيوت، اتقاء للخطر الداهم، الذي بات يشكله وباء كورونا المستجد، والذي اضطرت الدولة المغربية جراءه، إلى اتخاذ عدد من القرارات الأليمة، ولكن الضرورية حفاظا على صحة وسلامة المواطنين. من هذا المنطلق الإنساني ارتأى المجلس الجماعي بسيدي رحال الشاطئ، وهي الجماعة التي تضم العديد من الفئات الهشة، بإشراف من السلطات الاقليمية بعمالة إقليمبرشيد وبتنسيق مع السلطات المحلية ممثلة في الباشوية، (ارتأى) أن يخصص مبلغ 100 مليون سنتيم لدعم العديد من السكان المحتاجين للمساعدة، والذين ينتشرون عبر العديد من التجمعات السكانية التي تنطلق من منطقة الهواورة وصولا إلى سيدي العابد مرورا بدواوير عديدة وأحياء سكنية مختلفة. وحسب ما أفاد به رئيس جماعة سيدي رحال الشاطئ، عبد العالي العلوي، موقع (أحداث أنفو)، فإن "تخصيص دعم للفئات المحتاجة يأتي في إطار المبادرات الإنسانية الضرورية لمساعدة المواطنين من سكان الجماعة، على تجاوز هذه الظرفية الصعبة، والمتسمة بتطبيق الحجر الصحي درءا لتفشي وباء كورونا المستجد، المسبب لمرض (كوفيد 19)". ولأن حالة الطوارئ الصحية، يقول عبد العالي العلوي، أفقدت الكثير من الأشخاص، وضمنهم حلاقون وعمال مقاه ومطاعم، وحرفيون مياومون وغيرهم كثير... (أفقدتهم) ما كانوا يتحصلون عليه من مداخيل في السابق، وفي إطار الدعوات الرسمية التي أطلقتها السلطات العمومية ممثلة في دورية وزارة الداخلية، من أجل دعم هذه الفئات، فإن مجلس سيدي رحال الشاطئ، بدوره ينخرط في حملة الدعم والمساندة، بتخصيص أزيد من 4000 قفة، سيتم الشروع في توزيع انطلاقا مع حلول شهر رمضان الأبرك الذي لم تعد تفصلنا عن قدومه سوى أسبوعين". وقد ذكر المصدر ذاته أنه "سعيا من المجلس لكي تصل المعونات الغذائية إلى مستحقيها، سوف يتم التنسيق مع السلطات المحلية بسيدي رحال الشاطئ خلال مختلف مراحل التوزيع". وعن محتويات القفة الرمضانية، ذكر رئيس الجماعة أنها "ستحتوي على المواد الغذائية الأساسية التي يكثير الطلب عليها، وتعتبر أساس استهلاك المغاربة". من جهته صرح الفاعل الجمعوي "مصطفى منجي"، نائب رئيس جماعة سيدي رحال الشاطئ، أن الميزانية الخاصة بهذه المبادرة التضامنية مع الفئات المعوزة، وكذا أرباب الأسر المتضررة من الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا، "تأتي في وقت يكون فيه التضامن والتآزر بين مختلف فئات المجتمع المغربي، في ذروته، وهي فترة شهر الصيام، الذي عادت ما ترتفع فيه مصاريف جل الأسرة المغربية، ناهيك عن أن اقتراب شهر رمضان لهذا العام، يتزامن مع فترة الطوارئ الصحية التي تفرضها الدولة"، ما يعني حسب المتحدث ذاته أن "حاجة الكثير من الأسر للدعم والمبادرات التضامنية تبقى ملحة وضرورية". وأشار منجي إلى أن "رصد المجلس الجماعي لسيدي رحال الشاطيء مبلغ 100 مليون سنتيم من أجل الإعانة الرمضانية سيتم من ميزانية الجماعة، دون المساس بالمسائل الاجتماعية المبرمجة"، وأن هذا المبلغ "بُرمج استثنائيا، نظرا لظروف الحجر"، مؤكدا على أن الإعانات المذكورة "سيتم توزيعها خلال رمضان الإبرك، إن شاء الله، على مستحقيها"، عبر "إيصالها إلى منازلهم"، مضيفا أن "الأعمال الاجتماعية تعد ضمن أولويات المجلس منذ توليه تسيير الشأن المحلي"، متضرعا في الأخير إلى "الله العلي القدير أن يرفع عنا هذا الوباء".