تستعد المستشفيات لاختبار العلاج الذي كان يستخدم لمكافحة الأنفلونزا والحصبة في الأيام التي سبقت اللقاحات ضد السارس والإيبولا: استخدام دم المرضى الذين تعافوا. حاول الأطباء في الصين علاج الفايروس باستخدام ما تسميه كتب التاريخ "مصل النقاهة" المعروف باسم البلازما المتبرع بها من الناجين من الفايروس الجديد. كما تنتظر شبكة من المستشفيات الأميركية إذنا من إدارة الغذاء والدواء لبدء دراسات لاعتماد هذه الطريقة كعلاج محتمل للمرضى وكحماية مؤقتة تشبه اللقاح لمساعدة لأشخاص المعرضين لخطر الإصابة. وقال الدكتور أرتورو كاساديفال من كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز لوكالة أسوشيتد برس "لن نعرف الإجابة حتى نجرب، وتبقى الأدلة التاريخية مشجعة". واعتمد كاساديفال على التاريخ في تقديم طلبه لإدارة الغذاء والدواء، وقال متحدث باسمها إنها تعمل لتسهيل تطوير بلازما النقاهة وتوفّرها. ما هو هذا العلاج المحتمل بالضبط؟ قال الدكتور جيفري هندرسون من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، والذي شارك في تأليف الطلب المقدم إلى الإدارة مع كاساديفال وزميل آخر "قد يبدو الأمر وكأننا نعود إلى العصر الحجري، ولكن، هناك سبب علمي وجيه لمحاولة استخدام دماء الناجين". عندما يصاب الشخص بفايروسات معينة، يبدأ الجسم في إنتاج بروتينات مصممة خصيصا لمحاربة العدوى، وتسمى الأجسام المضادة. بعد أن يتعافى الشخص، تبقى هذه الأجسام المضادة في دماء الناجين وبالتحديد في البلازما، لأشهر وحتى لسنوات. وتعتزم إحدى الدراسات المخطط لها اختبار ما إذا كانت البلازما الغنية بالأجسام المضادة قادرة على مساعدة المصابين حديثا على محاربة الفايروس، لمعرفة ما إذا كانت هذه الطريقة فعالة، وسوف يقيس الباحثون ما إذا أعطى العلاج المرضى فرصة أفضل للعيش أو قلل من الحاجة إلى أجهزة التنفس. كما تبقى عمليات نقل البلازما العادية من الممارسات الأساسية في مجال الطب، ونادرا ما تسبب آثارا جانبية ضارة للرئة. هل يمكن أن تعتمد هذه الطريقة كلقاح؟ نوعا ما، ولكن، وعلى عكس اللقاح، ستكون أي حماية مؤقتة فقط. ويعمل اللقاح على تدريب أجهزة المناعة لدى الأشخاص الأصحاء لتصنيع الأجسام المضادة للفايروسات المستهدفة، لكن منح الدم من شخص لآخر يتطلب جرعات متكررة. ومع ذلك، وإذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ستعطي دراسة ثانية حقن البلازما الغنية بالأجسام المضادة لأشخاص معرضين لخطر التعرض للفايروس المستجد، مثل عمال المستشفيات أو المستجيبين الأوائل. وقالت الدكتورة ليز – آن بيروفسكي من نيويورك إن ذلك قد يشمل دور رعاية المسنين عندما يمرض أحدهم، لتوفير الحماية للمسنين الآخرين. وتابعت "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على كسر حلقة انتقال العدوى كما نحتاج إلى أن نكون قادرين على مساعدة الأشخاص المرضى".